عبد القادر سلفي – صحيفة حريت – ترجمة وتحرير ترك برس

تعرضت أجندة الأحداث في تركيا لهزة قوية إثر إعلان الرئيس رجب طيب أردوغان أننا سنبدأ عملية عسكرية في شرق الفرات خلال بضعة أيام.

غير أن المصادر التي تحدثت معها في أنقرة لم تكن قلقة، على العكس لم يكن الإعلان بالنسبة لها مفاجئًا. وقالت المصادر إن تركيا تحدثت عن خيار العملية العسكرية بشرق الفرات في كل المحافل الدولية والأمم المتحدة وقمة مجموعة العشرين ومسار أستانة وفي اللقاءات الثنائية.

وأوضحت المصادر أن إعلان الرئيس التركي عن العملية هو المرحلة الثانية من أجل توضيح جدية الأمر على الصعيد العسكري. واعتبرت الإعلان مؤشرًا على الانتقال من مرحلة التحضير إلى التنفيذ.

بعد كشف أردوغان أن العملية سوف تنطلق في غضون أيام بدأنا العد التنازلي. حاولت الحصول على معلومات من المصادر عن توقيت انطلاق العملية، وماذا سيكون اسمها، وكيف سيتم تنفيذها.

وبحسب ما ذكرته المصادر فإن أنقرة مشغولة منذ مدة باستكمال التحضيرات من أجل العملية. سيتم الإعلان عن اسم العملية عند انطلاقها.

لكن هذه العملية لن تكون بنفس قالب سابقاتها، حيث ستشهد هذه المرة اتباع استراتيجية مختلفة. ذكرت المصادر أن خطط العملية أُعدت مع الأخذ بعين الاعتبار المساحات التي ينتشر فيها عناصر وحدات حماية الشعب، ومخزونهم من الأسلحة، والطبيعة الجغرافية للمنطقة.

بطبيعة الحال، هناك ناحية مختلفة في هذه العملية عن عمليتي درع الفرات وغصن الزيتون. فشرق الفرات واقع تحت سيطرة الولايات المتحدة، ولا يخفى على أحد أنها أرسلت إلى المنطقة 20 ألف شاحنة من الأسلحة وأسست جيشًا من وحدات حماية الشعب.

أكد أردوغان أن القوات الأمريكية ليست هدف العملية، لكن عندما نبدأ العملية من سنجد في مواجهتنا، وحدات حماية الشعب أم الولايات المتحدة؟

وجهت هذا السؤال للمصادر، وكانت الإجابة عنه أن "الوجود العسكري الأمريكي مأخوذ بعين الاعتبار في خطة العملية". إعلان أردوغان عن العملية قبل عدة أيام هو جزء من هذه الخطة. وتركيا منحت القوات الأمريكية مهلة حتى تكون خارج الاستهداف.

هل للعملية علاقة بالانتخابات؟

لكن من أين جاءت هذه العملية ضد شرق الفرات، بينما تستعد تركيا للتوجه إلى الانتخابات؟ كان وجود وحدات حماية الشعب في شرق الفرات المادة الأهم على جدول أعمال اجتماع مجلس الأمن القومي التركي الذي انعقد في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2018.

تمكنت تركيا من تمزيق الحزام الإرهابي الممتد أسفل حدودها الجنوبية حتى البحر المتوسط من خلال عمليتي درع الفرات وغصن الزيتون، وهي تعتبر أن شرق الفرات، وهو مسألة وجود بالنسبة لها، الحلقة الأهم في هذه السلسلة.

بينما تتجه تركيا إلى الانتخابات، كيف ستؤثر هذه العملية ضد وجود وحدات حماية الشعب في شرق الفرات، على أصوات الناخبين الأكراد؟ وعلى الأخص كيف سيكون تأثيرها على أصوات الناخبين الأكراد، التي تلعب دورًا محوريًّا في انتخابات إسطنبول؟

رأينا خلال عملية عفرين أنه عندما يتعلق الأمر بوجود تركيا فإن هذا الشعب بأكراده وأتراكه يقف إلى جانب الدولة.

تصريحات هامة لأردوغان

لكن هذا لا يعني أن حزب العدالة والتنمية لن يبذل جهده من أجل كسب أصوات الناخبين الأكراد. فخلال اجتماع لجنة الإدارة المركزية للحزب كان وضع استراتيجيات لكسب الناخب الكردي واحدًا من أهم البنود على أجندة الاجتماع.

وأدلى أردوغان بتصريحات هامة جدًّا بخصوص الناخبين الأكراد. قال إن الحزب عمل بدقة متناهية خلال عملية اختيار المرشحين عنه، وأكد على ضرورة الأخذ في الاعتبار البنية الديموغرافية للمحافظات وأصوات الناخبين فيها.

عن الكاتب

عبد القادر سلفي

كاتب في صحيفة حرييت


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس