ترك برس

رفضت الولايات المتحدة لمدة طويلة طلب تركيا تزويدها بمنظومة الدفاع الصاروخي باتريوت ، وذلك بحجج مختلفة. لكن وزارة الخارجية الأمريكية أعلنت في الأسبوع الماضي على نحو مفاجئ موافقتها على بيع الصواريخ الأمريكية، ما أثار تساؤلات حول أسباب التغيير الجذري في الموقف الأمريكي.

يرى عبد الله أغار خبير الشؤون الأمنية ومحاربة الإرهاب والضابط السابق في القوات الخاصة التركية، أن تركيا بدأت أخيرا في تعزيز سياستها الخارجية واستقلالها في مجال الدفاع، وهو ما لا ترضى عنه واشنطن؛ لأن ذلك يشكل مخاطر جغرافية سياسية واستراتيجية خطيرة على الولايات المتحدة.

وأشار الخبير التركي في حديث لوكالة سبوتنيك بالتركية، إلى أن روسيا تقيم درعا قويا بمنظومتي إس 400 وإس 300 في المنطقة الواقعة بين بحر بارنتس وقناة السويس ، يهدف إلى ردع الولايات المتحدة ؛ ولهذا يتخذ الأمريكيون مثل هذه الخطوات.

ووفقا لآجار،فإن تركيا، في الوقت نفسه ، تشتري نظائر أكثر فعالية من أنظمة باتريوت الأمريكية وبشروط أفضل بكثير.

وأوضح أنه عندما تواجه العلاقات التركية الأمريكية أزمة في عدة جوانب ، فإن الولايات المتحدة لا تريد أن تفقد فرصة الحصول على أرباح من بيع أنظمتها الدفاعية.و لذلك وافقت الخارجية الأمريكية على بيع أنظمة صواريخ باتريوت هذه إلى تركيا .

من جانبه رأى سيرجي جيليزنيك ، عضو لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما ، أن الولايات المتحدة تخشى أن تخرج خالية الوفاض فيما يتعلق بتزويد تركيا بأنظمة الدفاع الصاروخية، وتأمل في أن تستمر تركيا في شراء الأسلحة الأمريكية.

وأضاف أن واشنطن ستواصل جهودها من أجل تعطيل صفقة S-400 الروسية لتركيا، لكنها ستصطدم برفض تركي قوي.

وبين بالقول أن تركيا أظهرت في الآونة الأخيرة أنها لاعب مستقل على الساحة الدولية ، وهي تنطلق في المقام الأول من أهدافها الوطنية ومصالحها العامة. وعلى الرغم من أن تركيا عضو في الناتو ، فإنها تنتهج سياسة خارجية مستقلة وتعتمد في المقام الأول على نفسها في حماية سيادتها.

بدوره أعتبر يوري شفتكن ، نائب رئيس لجنة الدفاع التابعة لمجلس الدوما ، أن قرار شراء أنظمة الدفاع الصاروخية الأمريكية مسألة تركية داخلية، وأن روسيا تحترم ذلك

وفيما يتعلق بقرار الولايات المتحدة المفاجئ بالموافقة على توريد أنظمة باتريوت إلى تركيا ، شدد شفتكن على أن العقد الخاص بتوريد الـ S-400 قد تم تنفيذه بالفعل. وأن الولايات المتحدة  تحاول بهذه الخطوة إرغام تركيا على شراء معدات أمريكية.

وأكد شفتكن أن روسيا منفتحة على التعاون وتبادل المنفعة مع تركيا،مشيرا إلى إن صفقة S-400 لن تعزز العلاقات الثنائية فحسب، بل ستكون حافزا للتعاون المتبادل والمنفعة في المنطقة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!