ترك برس

أشار خبراء ومراقبون إلى وجود جملة أسباب وراء تأخر تركيا في إطلاق العملية العسكرية الرامية لتطهير شرق الفرات شمالي سوريا من الإرهاب، رغم التعزيزات الضخمة التي يقوم بها الجيش التركي في المناطق الحدودية منذ أيام.

والشهر المنصرم، أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن تركيا قررت التريث لفترة فيما يتعلق بإطلاق العملية العسكرية شرق نهر الفرات (شمالي سوريا)، على خلفية الموقف الأمريكي الأخير.

وقال أردوغان: "مكالمتي الهاتفية مع (الرئيس الأمريكي دونالد) ترامب، واتصالات أجهزتنا الدبلوماسية والأمنية، فضلا عن التصريحات الأمريكية الأخيرة دفعتنا إلى التريث لفترة، لكنها بالتأكيد لن تكون فترة مفتوحة".

العميد أحمد بري، رئيس أركان الجيش الحر سابقا، قال – في حديث لصحيفة "عربي21" – إن عملية شرق الفرات "أجّلت بالفعل لنحو شهر من الزمان".

وقال بري إن من بين الأسباب الموجبة للتأجيل، "عدم اكتمال انسحاب القوات الأمريكية، ووجود تحركات للتموضع والخروج الآمن من المنطقة، قبل دخول القوات التركية".

وأوضح أن القوات التركية "لن تدخل قبل خروج الأمريكان، فضلا عن الانتهاء من التفاهمات مع واشنطن وموسكو بشأن الترتيبات المستقبلية للمنطقة".

وأضاف: "هناك بالفعل اتفاق بين الأتراك والروس، على دخول منبج وعدم السماح للنظام بدخول المنطقة، لكن بعد إعادة ترتيب الأوضاع هناك".

ولفت إلى أن إعلان النظام السوري دخول منبج كان "فبركة وهم في الحقيقة دخلوا قرية العريمي جنوب منبج، عبر مجموعة من الشبيحة ورفعوا العلم هناك لمدة ساعتين، ثم هربوا بعد تحليق طيران الاستطلاع التركي".

من جانبه قال الباحث والكاتب السوري سعد وفائي، إن هناك "ضغوطات من دول عربية وغربية لعدم السماح بتمدد النفوذ التركي، وهذا السبب وراء عدم بدء العملية حتى الآن، رغم الإعلانات المتكررة عن قربها".

وأوضح وفائي "أن الضغوطات الجارية لتأجيل العملية "تهدف لخلق حالة من الحصار والخلافات الإثنية على الحدود التركية، وعدم السماح بأن تملأ أنقرة مواقع الأمريكان التي ستتركها في سوريا".

ولفت إلى أن هذا حدث سابقا في معسكر بعشيقة التركي بالعراق، حين اقترحت أنقرة المشاركة في عملية تحرير الموصل، وكان "هناك حالة رفض غربية لوجودها بالأساس فضلا عن مشاركتها بالعملية، لأنهم يعلمون أن تمدد نفوذ تركيا بالمنطقة لن يكون بصالحهم".

لكن بالمقابل قال وفائي، إن الأتراك "يسعون في ظل تأجيل العملية للحصول على مكاسب لتأمين الحدود دون معارك على الأرض، ويفضلون اللجوء للمعارك الدبلوماسية والتوصل لاتفاقات وإن لم تكن كاملة لكن بكلفة أقل".

ورأى أن عملية شرق الفرات "ستبقى قائمة، لكنْ هناك مساع غربية للوصول إلى تفاهمات معينة، والحصول على ضمانات في حال تدخل تركيا".

وتابع: "أيضا تركيا تضع أمامها اعتبارات عند تنفيذ العملية، بألا تتسبب في إلحاق أضرار بالاقتصاد والليرة".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!