ترك برس

في أحضان إسطنبول، في قلب المدينة القديمة حتى باطن الأرض يصبح مكانا أثريا!

خزان المياه القديم يتحول إلى مزار سياحي رومانسي يجذب الزوار من كل أنحاء العالم وتروَى حوله الأساطير ويذكر في الأفلام والروايات، وليس آخرها رواية الكاتب الأمريكي دان بروان الأخيرة "الجحيم" الذي جعل من القصر المغمور الساحة الرئيسية لأحداث قصته!

القصر المغمور (Yerebatan Sarnıcı)

بأضواء خافتة وأجواء هادئة يستقبلك الخزان. يقع تحت الأرض جنوب غرب  آيا صوفيا ويعد من أكبر الخزانات القديمة في العالم. بُنِي الخزان في القرن السادس عشر ميلادي على أيدي البيزنطيين، وكان يُستخدم في جمع مياه الأمطار ليسقي المدينة. وقد صُمِّم لتصل إليه المياه من كل مكان حتى المزاريب التي تصب من آيا صوفيا.

تحول الخزان في هذه الأيام إلى مكان سياحي من شدة جماله، فقد زين بالأضواء الصفراء فيبدو كما لو أن شموعا مضاءة في كل أطرافه، تغمر المياه نصف متر من أرضيته لتشكل بركة كبيرة يسبح فيها سمك الكاربا هناك، فيسمع فيه دائما صوت خرير الماء وصوت حركة السمك دون إنقطاع كموسيقى مضافة لجمال المكان، ووضعت فيه الجسور على شكل ممرات لتساعدك بالتجول في أرجاء المكان، كما يوجد في مدخله مقهى صغير يقدم خدماته للزوار ويطل على القصر المغمور بأكمله.

وكما حوَى القصر من الماضي المياه والأسماك فقد حمل في داخله الكثير من الأساطير الغابرة، ففي نهاية القصر  يتربع عامود "ماديوسا" الأسطوري برأسها المائل والآخر المقلوب  بنظراتها الحادة. ماديوسا التي كانت الأساطير تُروى حولها في القديم أنها تحول كل من يقصد الشر بالمكان لحجر، احتواها في نهاية حكايتها القصر المغمور، كما يوجد في الخزان عامود الأمنيات فترى الزوار تأتي لتقف أمام العامود وتدير إبهامها في حفرة صغيرة به لتحقق أمنياتها قبل أن ترمي بقطعة معدنية فيها الخزان.

حين تزور منطقة السلطان أحمد والمدينة القديمة فلا ينبغي لك أن تتجاوز صف السياح الطول أمام مدخل الخزان الذي يبدو من الخارج كغرفة صغيرة لا يخطر ببال المار أنها بوابة نحو قصر تحت الأرض. يقع المدخل في غرب الساحة الواقعة بين آيا صوفيا والسلطان أحمد وتذكرة الدخول إليه بعشرة ليرات تركية فقط، ويبعد عن محطة ترام سلطان أحمد خمس دقائق سيرا على الأقدام حتى تصبح أمام البوابة التي تأخذك لعالم الجمال في  قصر تحت الأرض.

مدخل القصر

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!