ترك برس

رأى المحلل السياسي البرازيلي المعروف، بيبي أسكوبار، أن الحديث عن تدخل غربي في البحر الأسود هو خيال محض، وأن التكنهات حول تقديم أنقرة الدعم للولايات المتحدة لتعزيز وجودها في البحر الأسود بعيدة المنال نظراً لصفقات الطاقة بين تركيا وروسيا، معتبرا أن حلف الناتو دون تركيا سيكون عاجزا في البحر الأسود.

وكتب أسكوبار في مقال نشرته صحيفة آسيا تايمز، إن الصراع في البحر الأسود بين روسيا والولايات المتحدة بالإضافة إلى الناتو قد يتطور كمؤامرة محورية في اللعبة الجديدة في القرن الحادي والعشرين، إلى جانب التدافع الحالي لإعادة تحديد المواقع في شرق البحر المتوسط.

وأضاف أن الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو) يكثفان ضغوطهما العسكرية من بولندا إلى رومانيا وبلغاريا وصولاً إلى أوكرانيا ومنطقة شرق البحر الأسود التي تبدو على الأقل في الوقت الراهن، هادئة نسبياً.

وأوضح أن مما يثير قلق المحللين الأتراك المستقلين مثل البروفيسور حسن أونال عزلة أنقرة في مجال الطاقة في شرق البحر المتوسط ​​من خلال تحالف اليونان وقبرص وإسرائيل، كما ينظرون إلى الحشد العسكري الأمريكي في رومانيا وبلغاريا على أنه يشكل تهديدًا لتركيا.

وأشار إلى أنه ينبغي في إطار هذا المنظور، دراسة توجه أنقرة نحو إنشاء ممر أمني في شمال سوريا، شرق نهر الفرات وطرد ميليشيات وحدات حماية الشعب "ي ب ك"، باعتبار ذلك مسألة مراقبة جانب واحد من حدودها الحساسة.

وقال أسكوبار إن الموفد الأمريكي الخاص إلى أوكرانيا كورت فولكر، يحاول إغواء تركيا، ويحلم بزيادة الوجود الأمريكي في البحر الأسود، سواء على أساس ثنائي أو تحت رعاية الاتحاد الأوروبي.

ورأى أنه ينبغي في هذا السياق قراءة بناء خط أنابيب السيل التركي على أنه رد أنقرة الصارم على ما أسماه "فوبيا روسيا" في الاتحاد الأوروبي.

وأضاف أن تأكيد أنقرة باستمرار أنها لن تلغي صفقة شراء منظومة الدفاع الصاروخي الروسية S-400 بسبب الضغط الأمريكي، يتعلق بأولويات الطاقة والأمن في تركيا، حيث تبدو أنقرة الآن مستعدة للعيش مع وجود روسي قوي عبر البحر الأسود.

وقال إن مراكز بحثية مضلله ستطرح سيناريوهات خيالية عن اشتباك بين البحرية التركية والأسطول الروسي في البحر الأسود. ولكن هذه المراكز تغفل حتمية شراكة الطاقة بين روسيا وتركيا، وأن حلف الناتو من دون تركيا سيكون عاجزا في منطقة البحر الأسود.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!