طه داغلي – موقع خبر7 – ترجمة وتحرير ترك برس

تعتزم الولايات المتحدة إقامة منطقة آمنة في شمال سوريا بعمق 32 كم، وطول 460 كم. حدود المنطقة واضحة، لكن أهم مسألة لم تتضح بعد هو كيفية الإشراف على المنطقة.

لدى واشنطن 3 مقترحات، لا ينطوي أي منها على وجود لتنظيم بي كي كي الإرهابي في المنطقة. بطبيعة الحال موقف تركيا الثابت هو القوة التي أجبرت الولايات المتحدة على إقامة منطقة آمنة خالية من التنظيم.

حشدت تركيا عددًا كبيرًا من قواتها العسكرية من أجل العملية ضد شرق الفرات، إلى حد أظهرت معه للجميع جديتها في هذا الخصوص. ولهذا لا تريد الولايات المتحدة المجازفة بإبقاء بي كي كي على الخط الحدودي لفترة أطول.

أدرك جميع الساسة في واشنطن أنه لم يعد من الممكن بقاء بي كي كي على الحدود التركية. سيرحل التنظيم لكن كيف ستنظم الأمور حين تخلو المنطقة الآمنة من عناصره؟

لدى واشنطن 3 سيناريوهات.

الأول، وضع المنطقة الآمنة تحت إشراف قوات تركية وبريطانية وفرنسية. لا تريد واشنطن أن تخضع المنطقة لتركيا والجيش الحر فقط، ولهذا تقترح إشراك قوات بريطانية وفرنسية.

الثاني، نشر بيشمركة روجاوة المعروفة بقربها من بارزاني، في المنطقة الآمنة مكان بي كي كي. هذه البيشمركة كانت على خلاف دائم مع بي كي كي. كما أنها، مع جناحها السياسي المجلس الوطني الكردي السوري، معارضة لنظام الأسد.

الثالث، وضع المنطقة تحت إشراف مقاتلين معارضين، على غرار الجيش الحر، لكن لا يخضعون لتركيا، بل تنظمهم وتدعمهم الولايات المتحدة.

يبدو أن الولايات المتحدة سوف تطرح هذه المقترحات الثلاثة على طاولة المفاوضات. بطبيعة الحال، المهم هنا هو ما ستقوله تركيا. فبدون موافقتها من الصعب تنفيذ هذا المشروع. بالنتيجة، الطرف الجاهز لتنفيذ عملية على الحدود هو تركيا.

لدى تركيا خطوط حمراء فيما يخض المنطقة الآمنة. لن يتواجد في المنطقة الآمنة إرهابيو بي كي كي أو أي عناصر يرتبطون بهم.

ويجب حتمًا أن تكون تركيا ضمن آلية الإشراف على المنطقة الآمنة. هذان أمران لا تقبل أنقرة فيهما أي تنازل. هكذا يجب أن تسير الأمور حتى لا يتكرر تسلل عناصر بي كي كي إلى الداخل التركي. أي أن تكون المنطقة الآمنة آمنة بالفعل.

أما بالنسبة لسياسة الولايات المتحدة، التي بنتها على التحالف مع بي كي كي، في سوريا فإن عمل واشنطن على إبعاد إرهابيي بي كي كي عن حدودنا لا يعني أنها تخلت عن التحالف مع التنظيم.

فما تخطط الولايات المتحدة للقيام به مع هؤلاء الإرهابيين سوف يستمر، إلا أن مكانه سوف يكون على مبعدة قليلًا إلى الجنوب من حدودنا.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس