ترك برس

أعلن زعماء قادة كلٍّ من تركيا ومالطا أن تحديث الاتحاد الجمركي التركي الأوروبي الحالي وتحرير التأشيرات سوف يعزّزان العلاقات الاقتصادية الثنائية بينهما، ممّا سيزيد حجم التجارة الثنائية والاستثمارات.

وفي اجتماع بين الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والمالطية ماري لونر كوليرو بريكا، يوم الخميس 18 كانون الثاني/ يناير الجاري، تمّ الاحتفالُ بعلاقات تركيا السياسية والدبلوماسية والاقتصادية المتنامية مع مالطا خلال العام الماضي. 

وتعهّدت الدولتان بتعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية الثنائية، وأكّد الرئيسُ أردوغان دعمَ مالطا لانضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي.

وفي مؤتمرٍ صحفيٍّ مشتركٍ مع الرئيسة المالطية ماري لونر كوليرو بريكا، قال أردوغان إن تحرير التأشيرات وتحديث الاتحاد الجمركي الحالي من شأنه أن يزيد حجم التجارة الثنائية والاستثمارات.

وكان تحديثُ الاتحاد الجمركي بين تركيا والاتحاد الأوروبي على جدول أعمال الطرفين منذ أكثر من عامين حتى الآن. ورغم أن الجانبين أعربا عن عزمهما على اتّخاذ خطواتٍ لتحديث الاتفاق الذي سيكون مفيدًا لكلا الجانبين، فإنه لم يتمّ اتخاذُ أي إجراءٍ ملموسٍ حتى الآن. ومع ذلك، تستمرُّ الجهودُ للحفاظ على الحوار، مع الإصرارٍ على المكتسبات التي سيحقّقها كلا الجانبين.

تُعد تركيا الدولة الوحيدة من خارج الاتحاد الأوروبي التي أبرمت اتفاقًا جماعيًّا مع الاتحاد في عام 1966. وكانت تركيا واحدةً من أكبر الشركاء التجاريين للاتحاد الأوروبي حيث بلغت قيمةُ الصادرات 84 مليار دولار ووصلت إلى 80 مليار دولار في 2018 وحدها.

وفي تقييمها في 21 كانون الأول/ ديسمبر سنة 2016، اقترحت المفوّضية الأوروبية تحديث الصفقة الحالية، والتي تغطي فقط مجموعة محدودة من المنتجات الصناعية وتستثني الزراعة والمشتريات العامة والخدمات.

وقال الرئيسُ اردوغان إنه ناقش جميع جوانب العلاقات الثنائية مع نظيرته المالطية. وأشار بشكلٍ خاصٍّ إلى فرصة التعاون في قطاع الطاقة، بالإضافة إلى قطاعات السياحة والتعليم والثقافة والتمويل والبنية التحتية.

وخلال اجتماع يوم الأربعاء 17 يناير الجاري، اتفق البلدان على التعاون في صناعة الأدوية، كما قال أردوغان، وأشار إلى أن هناك إمكاناتٌ كبيرةٌ للعمل معًا في قطاع الطاقة المتجددة.

وقال أردوغان إن "تركيا مستعدة لتبادل خبراتها في محطات طاقة الرياح والطاقة الشمسية" مضيفًا أن بلاده حريصةٌ على مشاركة خبرتها ومعرفتها في صناعة الدفاع، وأضاف أن "رجال الأعمال الأتراك والمالطيين سيستفيدون إلى حدٍّ كبيرٍ من المشاريع الاستثمارية المشتركة في بلدانٍ ثالثة".

كما أبرز الرئيسُ اردوغان الإرادة المشتركة لتعزيز التجارة الثنائية. وأكّد على أن البلدين تعهّدتا بالقيام بذلك: "يجبُ أن نعزّز التجارة الثنائية إلى الهدف المحدّد سلفًا وهو مليارا دولار. وبناءً عليه، في المرحلة الأولى، نحتاج إلى زيادة حجم التجارة إلى مليار دولار ثم إلى ملياري دولار".

في عام 2017، بلغ إجمالي صادرات تركيا إلى مالطا قرابة 540 مليون دولار وسجّلت وارداتُها 52 مليون دولار. وخلال الفترة ما بين يناير وشباط/ نوفمبر، بلغت قيمةُ الصادرات التركية إلى مالطا 434.4 مليون دولار في حين بلغت الوارداتُ 32 مليون دولار.

في غضون ذلك، تقوم شركةُ الخطوط الجوية التركية بتسيير رحلاتٍ منتظمةٍ إلى مالطا مرتين في اليوم، ونوّه أردوغان إلى وجود طلب لزيادة هذه الرحلات. وأشار إلى دعم مالطا القويّ لانضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي.

كما تحدث الرئيس التركي عن المشاكل المشتركة التي تواجه تركيا ومالطا بسبب التطورات الإقليمية، لا سيما تدفق اللاجئين. وقال: "نحن متوازيان في اتخاذ إجراءاتٍ مشتركة ضد الآثار السلبية للأزمة السياسية والإنسانية التي تتكشف في منطقتنا"، وأضاف: "لقد لاحظنا أن تركيا ومالطا تشتركان في العمل ضد التهديدات التي تواجه بلادنا والمنطقة".

وأكّد الرئيسُ أردوغان عدم دعم الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بالمهاجرين الذي يستقرون في تركيا. وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبي تعهّد في السابق بتقديم 6 مليارات يورو "3 + 3 على دفعتين"، ولم يدفع الاتحاد حتى الآن سوى 1.75 مليار يورو إلى تركيا. ورغم وعود الاتحاد الأوروبي الفاشلة، أنفقت تركيا حتى الآن 35 مليار دولار على الاحتياجات الإنسانية للاجئين.

وقالت رئيسة مالطا بريكا إن بلادها تؤيّد مفاوضات انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي. وأكّدت أن مالطا تدعم سياسات توسيع الاتحاد الأوروبي، مشيرة إلى أن هذه الجهود ضرورية لتحقيق السلام والازدهار المستدامين في أوروبا.

كما شدّدت على إرادة وعزم حكومتها على تحسين العلاقات مع تركيا في كل المجالات ونقلها إلى المستوى التالي. وقالت إن هناك فرصًا للبلدين للتعاون في العديد من المجالات بما في ذلك قطاع الأدوية والطيران وعلوم الحياة والطاقة والخدمات اللوجستية بالإضافة إلى العديد من المجالات الأخرى. كما أشارت إلى أن "تركيا تعدُّ حاليًّا ثاني أكبر المستثمرين في مالطا".

من جهته، قال نائبُ الرئيس التركي فؤاد أوكتاي يوم الأربعاء إن الشركات التركية قامت باستثماراتٍ كبيرةٍ في قطاعات اللوجستيات والبنية التحتية والتمويل والسياحة في مالطا في السنوات الأخيرة. وأضاف أن إجمالي الاستثمار التركي المباشر في مالطا تجاوز 1.3 مليار دولار حتى الآن.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!