محمد بارلاص – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

عند النظر إلى السياسات التي تتبعها أمريكا وأوروبا ألا يتبادر إلى ذهن المرء القول إنه لا فرق بينهما؟ هل هذه هي معاقل الديمقراطية وحقوق الإنسان؟

يمكننا أن نفهم سلوك الولايات المتحدة، فهي بلد يتبنى سياسة خارجية مريضة تعتبر القارة الأمريكية حديقة خلفية لها.. لكن ماذا عن بلدان أوروبا الغربية؟

هل هو تهديد لتركيا؟

إذا كنتم تتابعون للأخبار فأنتم على وشك سماع نبأ عن تهديد توجهه الولايات المتحدة إلى تركيا بسبب تجارتها مع فنزويلا، وكأن ما فعلته واشنطن في هذه الأخيرة لم يكن كافيًا.

تقول الولايات المتحدة إن تركيا تنتهك العقوبات المفروضة على فنزويلا لأنها تواصل التجارة معها. كما هو معروف، قبل ثلاثة أشهر فرضت واشنطن عقوبات جديدة ترمي إلى وقف شراء الذهب من فنزوبلا..

خيبة أمل

مسؤول أميريكي قال: "نتابع الأنشطة التجارية بين تركيا وفنزويلا، وإذا تبين لنا أن هناك انتهاك لعقوباتنا فسوف نتحرك علنًا".

بحسب المعطيات الرسمية، لم تصدر فنزويلا الذهب إلى تركيا في 2017، أما في العام الماضي، فصدرت 23.63 طنًّا من الذهب بقيمة 900 مليون دولار.

المسؤول الأمريكي نفسه أعرب عن خيبة أمل واشنطن جراء استمرار تركيا بتقديم الدعم للرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو.

تركيا لن تعدم البدائل

في مقابل كل هذه الترهات، جاء الرد مفحمًا من رئيس مكتب التواصل في رئاسة الجمهورية التركية فخر الدين ألطون.

قال ألطون: "اتخاذ الولايات المتحدة خطوات رغمًا عن تركيا مكلف أكثر من التعاون مع أنقرة وتلبية طلباتها. كلما أدركت الولايات المتحدة ذلك بسرعة كلما كان أفضل لها. لأن تركيا لن تعدم البدائل في أي مجال".

خلق الأزمات

ألطون أوضح أن الولايات المتحدة وقعت تحت تأثير إيحاءات إيديولوجية من بعض المجموعات في الآونة الأخيرة، وأقدمت على بعض الخطوات التي من شأنها إزعاج تركيا.

وأضاف: "خلقت هذه الخطوات الأزمة تلو الأخرى في المنطقة بأسرها وليس على صعيد العلاقات الثنائية فحسب. التعاون مع (بي كي كي/ ي ب ك) في عهد أوباما خصوصًا، وعدم التقدم في تسليم قادة تنظيم غولن أزعجا تركيا، وهي محقة بذلك".

على واشنطن أن تصحو

نعم.. لقد آن الأوان بالنسبة للدولة العميقة في الولايات المتحدة أن تصحو. قادة واشنطن لا يتحرون عن الديمقراطية في مصر والسعودية ويتفرجون بصمت على قتل إسرائيل للفلسطينيين. على هؤلاء القادة رؤية أن هناك قوى أخرى في العالم سواهم.

عن الكاتب

محمد بارلاص

كاتب وصحفي تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس