عصمت بيركان – صحيفة حريت – ترجمة وتحرير ترك برس

سنعرف نتائج الانتخابات القادمة بعد 108 يوم من الآن، وسيكون على رأس أجندة الأيام 104-106 القادمة موضوع الانتخابات، لكن ما أجندة الانتخابات؟

بالنسبة لرئيس الجمهورية رجب طيب اردوغان فإنّ أهم أجندة للانتخابات المقبلة تتمثل بالنظام الرئاسي، فالرئيس اردوغان يريد أنْ تكون الانتخابات القادمة بمثابة استفتاء على قرار التحوّل للنظام الرئاسي.

ورئيس الوزراء أحمد داود أوغلو يشارك الرئيس التركي نفس الفكرة، فهو أيضا يدافع عن النظام الرئاسي ويريد أنْ يكون هذا الموضوع هو سبب التصويت في الانتخابات المقبلة.

لكننا إلى اليوم لم نسمع من رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو تصريحات قوية بحق النظام الرئاسي كتلك التي نسمعها من اردوغان، فرئيس الوزراء وعد بأنْ تكون الانتخابات المقبلة الخطوة الأولى من أجل دستور جديد يدعم الحريات ويعزز الفصل بين السلطات، موضحا أنه "سيتم نقاش موضوع النظام الرئاسي" بعد ذلك.

حساسية العلاقات

هل هناك اختلاف بين وجهات نظر رئيس الجمهورية رجب طيب اردوغان ورئيس الوزراء أحمد داود أوغلو في تحديد الأجندة بعد الانتخابات المقبلة في حال الفوز بها؟

المتابعون بقُرب للعلاقة الثنائية بين اردوغان وداود أوغلو يصفون العلاقة بأنها "حساسة"، فمن جهة هي علاقة قوية ومتينة وتعاون كبير، وحسب أحد الصحفيين فإنّ رئيس الجمهورية اجتمع برئيس الوزراء 14 ساعة خلال آخر 30 يوم، منها 10 ساعات مقابلة ثنائية مغلقة، لكن هل يتم مناقشة كل الأمور بوضوح وصراحة تامة في جلساتهم المغلقة هذه؟ لا أحد يعرف ذلك سواهم.

قام حزب العدالة والتنمية بعقد العديد من الاجتماعات على مدار الأسابيع الماضية من أجل "تحديد إستراتيجيته للانتخابات"، وتم اتخاذ العديد من القرارات من هذه الاجتماعات.

ومن أبرز هذه القرارات التي تم التوصل إليها هي "الابتعاد عن جعل موضوع النظام الرئاسي أبرز موضوع للانتخابات المقبلة، لكن في مقابل ذلك يجب دعم التوجه نحو دستور جديد للبلاد بكل قوة".

44% يدعمون النظام الرئاسي

نشرت صحيفة صباح يوم أمس نتائج استفتاء قامت به، وحسب تلك النتائج فإنّ هناك 60% يتابعون ويدركون موضوع النقاش حول النظام الرئاسي، ومن هؤلاء 70% يدعمون النظام الرئاسي (وحسب هذه الحسابات فإنّ ما مجموعه 42% من الناس يدعم النظام الرئاسي).

وهذا الموضوع كان من أبرز أسئلة الاستفتاء الخاصة بباحثي حزب العدالة والتنمية، فقد ارتفعت نسبة التصويت لتأييد النظام الرئاسي من 30% إلى ما يقارب 44% حسب نفس الباحثين.

هل سيتم التصويت للنظام الرئاسي أم لاردوغان؟

لكن هناك مشكلة يمكن ملاحظتها من خلال الموظفين والعاملين في حزب العدالة والتنمية، فنقاش النظام الرئاسي أصبح مرتبطا بشخص اردوغان، ليكون هناك استقطاب ما بين مَن يُحب اردوغان ومَن لا يحبه.

ولا شكّ أنه تم مناقشة هذا الموضوع بقوة خلال اجتماعات حزب العدالة والتنمية، الذين توصلوا إلى ضرورة تخفيف مناقشة الموضوع على هذا الأساس، إلا أنهم جميعا يعلمون ويدركون أنّ هذا لن يؤثر بصورة كبيرة على النتائج المتوقع أنْ يحصل عليها الحزب.

ومن هذه الناحية لا شك أنّ محبي اردوغان سيصوتون لحزب العدالة والتنمية، وهنا لا يجب على الحزب بذل المزيد من الجهد لتحقيق ذلك فهذا أمر محسوم، أما المشاريع والحملات الانتخابية التي سيقوم بها داود أوغلو فستضيف أصوات إضافية للأصوات التي سيحصل عليها الحزب من "محبة اردوغان".

صباح 8 حزيران

هنا تماما نأتي لوصف العلاقة بين داود أوغلو واردوغان بأنها "حساسة"، فيسعى أعضاء حزب العدالة والتنمية إلى التخفيف من حدة ظهور آراء اردوغان وداود أوغلو وكأنها متناقضة، لكن في نفس الوقت يرون بضرورة إخراج داود أوغلو صباح 8 حزيران "كزعيم" أمام الجمهور.

فوز حزب العدالة والتنمية ب331 مقعد أو أكثر سيجعله فورا يضغط على زر تكوين دستور جديد للبلاد، سواء أكان ذلك لوحده أم لا، وسيكون النظام الرئاسي هو النظام الذي يعتمد عليه الدستور الجديد للبلاد، وهذا ما يتفق عليه الجميع في حزب العدالة والتنمية.

عندما يخرج اردوغان للإعلام

بعد كل هذه الأحاديث والنقاشات، هل سيكون النظام الرئاسي على رأس أجندة الانتخابات المقبلة؟

هناك عاملان هامان لذلك، يؤثر أحدهما في الآخر، الأول منهما هو أنّ اردوغان سينزل للميادين وسيخاطب الناس، وهذه الخطابات ستجعل النظام الرئاسي هو أهم عنصر للانتخابات المقبلة.

أما العامل الثني فيتمثل بقراءة نبض الشارع بصورة مستمرة من قبل حزب العدالة والتنمية، ففي حال أنْ رأى الحزب عزوف الناس عن الحديث والاهتمام بالنظام الرئاسي، فإنه لن يقف موقوف الأيدي حيال ذلك، وإنما سيغير فورا من حملته الانتخابية ويغير ثقل موضوع النظام الرئاسي فيها.

بدأ العد التنازلي من الرقم 108.

عن الكاتب

عصمت بيركان

كاتب في صحيفة حريت


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس