فريق التحرير -  ترك برس

بدأنا بمعرفة حساب فؤاد عوني (Fuatavni) على حساب موقع تويتر، عندما بدأ بنشر أخبار العمليات التي ستقوم بها الدولة ضد التنظيم الموازي قبل حدوثها، ولا شك أنّ فؤاد عوني لديه مصدر قوي وهام داخل جهاز الشرطة يعتمد عليه للحصول على المعلومات، لأن كلّ شيء كان يكتبه ويتوقع حدوثه كان يحصل تماما وكلامه دائما ما يكون صحيحا.

تنوعت الأخبار التي كان ينشرها سواء المتعلقة بالعمليات ضد التنظيم الموازي داخل جهاز الشرطة أو القضاء أو إعلام التنظيم، ليصبح حساب فؤاد عوني  على تويتر خلال فترة قصيرة أحد أهم مصادر الأخبار الخاصة بالتنظيم الموازي.

الكل كان يحاول معرفة من يقف خلف هذا الحساب ومن يديره، ولم يكن من الصعب توقع أنّ من يدير هذا الحساب هو أحد الأسماء القريبة من التنظيم الموازي.

قامت كل من صحيفة ستار وأكشام بنشر معلومات حصلوا عليها من جهاز الاستخبارات بأنّ من يقف خلف هذا الحساب، هو إمره أوصلو، الذي كان شرطيا في السابق قبل أن يصبح كاتبا في إعلام التنظيم الموازي.

وقد نشرت كلا من صحيفة أكشام وستار وغونيش بيومي 16-17 شباط العديد من الوثائق والعناوين التي تتحدث عن فؤاد عوني، فكتبوا "فؤاد عوني، إمره أوصلو"، "ما زلنا نستمع لقمة الدولة"، وغيرها من المعلومات والأخبار، لتظهر حقيقة تعاون "فؤاد عوني" مع رجال من الشرطة ونواب ينتمون إلى حزب المعارضة الرئيس حزب الشعب الجمهوري.

وحسب الأخبار، فإنّ إمره أوصلو بحسابه المستعار "فؤاد عوني"، كان قد تواصل بصورة مباشرة عبر الرسائل مع بعض رجال الشرطة وبعض النواب، وكانت الرسائل تبيّن الأسماء التي سيتم اعتقالها، والتنصت على قمة الدولة، وأنّ غولن سيخرج من الولايات المتحدة الأمريكية ليستقر في كندا، وفي حال وصول حزب الشعب الجمهوري إلى سدة الحُكم سيتم تعيين رجال الشرطة كمدراء. والأخبار تُشير أيضا إلى أنّ "فؤاد عوني" كان يرسل الأموال لحسابات رجال الشرطة في مقابل المعلومات التي يوصلونها إليه.

وحسب نفس الصحف التي ذكرناها، فإن كل رجل شرطة قد حصل على مبلغ يتراوح بين 50 إلى 100 ألف دولار مقابل المعلومات التي أرسلوها، وحسب المقابلات المسربة فإنهم قد رشوا مدير أحد مراكز الشرطة بمبلغ 470 ألف دولار، وقد أخبر إمره أوصلو المتعاونين معه برضا غولن لما قاموا به من مهام صعبة وحساسة، وأخبرهم بأنّ غولن يعدهم بإغراقهم بالأموال وبترفيعهم لمراتب عليا.

من هو فؤاد عوني حسب قدامى الجماعة؟

يرى كلا من حسين غولارجه ولطيفة اردوغان، الاسمان اللذان كانا مقربين جدا من جماعة غولن، أنّ إمره أوصلو ما هو إلا أداة كانت تنفذ الأوامر بحساب مستعار وهو "فؤاد عوني"، لكن هناك من يقف خلف إمره أوصلو، وترجيحاتهم تشير إلى أنّه من المستوى الرفيع في إدارة جماعة غولن، بل لربما كان بإيعاز مباشر من فتح الله غولن.

كيف عرفوا حقيقة الحساب؟

هكذا شرحت المصادر طريقة كشف حقيقة حساب فؤاد عوني:

"قامت أجهزة الاستخبارات بمتابعة حساب فؤاد عوني على تويتر بعدما نشر أخبارا متعلقة بمحاولة الانقلاب على الحكومة التي جرت في الفترة ما بين 17-25 ديسمبر، وعندما رفضت إدارة تويتر إعطاء تركيا المعلومات الخاصة بالحساب، قام أحد المختصين بالاتصالات بالكشف أنّ حساب تويتر هذا يستخدم برنامج دردشة خاص، وبعد التحري والمتابعة تم الكشف عن جميع المراسلات، ودراستها واحدة واحدة، لنصل إلى نتيجة مفادها أنّ هذا الحساب يُدار من قبل إمره أوصلو الكاتب في صحيفة طرف.

تعاون فؤاد عوني مع حزب الشعب الجمهوري

وقد تم الكشف أيضا أنّ إمره أوصلو بحسابه المستعار فؤاد عوني كان له دور بارز في التنصت على أجهزة الاتصالات، وحسب الصحيفتين، فإنّ إمره أوصلو كان قد تواصل مع أوموت أوران أحد المسئولين في حزب الشعب الجمهوري ليخبره بأنّ "التنصت على الدولة ما زال مستمرا، وسيتم نشر التسجيلات قبيل انتخابات 7 حزيران من أجل إضعاف حزب العدالة والتنمية".

"قل ذلك لرئيسك الأحمق"

أخبر المتحدث باسم التنظيم الموازي إمره أوصلو، المسئول في حزب الشعب الجمهوري أوموت أوران، باستمرار التنصت على رئيس الجمهورية رجب طيب اردوغان وعلى رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو، قائلا له بالنص :"سننشر التسجيلات قبيل الانتخابات، وأنتم اعملوا على تهويلها، وقل لرئيسك الأحمق أنْ لا يعود لـ 17 ديسمبر".

"رئيسنا يقول أننا موافقون"

وقد أجاب أوموت أوران على طلب أوصلو وأخبره بدعم رئيسه كليتيشدار أوغلو لما يقول به قائلا "رئيسنا يقول أنه موافق".

"اذا سمع أحدهم سيدفع روحه كثمن"

أيضا أثبتت المراسلات ارتباط النائب عن حزب الشعب الجمهوري عاكف حمزة تشبي بحساب فؤاد عوني، وقد قال الأخير للأول "أنتظر منك دورا هاما حتى الانتخابات".

ضمان تويتر

لم يكن هناك أي ردة فعل من أوموت أوران على وصف رئيسه بالأحمق من قبل فؤاد عوني، لكن الملفت للنظر أنّ أوران كان قد أصيب بالتوتر حول أمن المراسلات عبر تويتر وسأل "ما درجة الأمان هنا"، ليجيب عليه أوصلو "جدا جدا، سأخبر المدير الآن (الآدمن) ليحذف المراسلات جميعها بعد قليل".

أعطى أوصلو أوران ضمانا بمسح المحادثات عن الانترنت، وهذا ما خفف من خوف أوران من اكتشافهم، وخلال المراسلات يسأل أوران أوصلو عن الأسماء التي يتم التنصت عليها، ليشير أوصلو بكل ثقة وأريحية أنه يتم التنصت على قمة الدولة.

عن الكاتب

فريق التحرير

موقع ترك برس الاخباري


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس