سرمد إقبال - Pakistan Today - ترجمة وتحرير ترك برس

مرحبا أعزائي

ليس من قبيل المبالغة القول إن أمتينا ترتبطان بقلوبهما وأرواحهما وعقولهما، وإن لم تكن تلك الرابطة عبر أي حدود برية أو بحرية. هذه الرابطة هي رابطة الأخوة والصداقة التي سبقت إقامة جمهورياتنا الحديثة وتعود بالفعل إلى أوقات العلاقات الودية التي يتقاسمها أجدادي المسلمون الهنود مع أجدادكم العثمانيين.

تبقى الرابطة متماسكة ومستمرة بالفعل، حيث تمد كل أمة إلى الأخرى يد العون عندما تواجهها كارثة أو أمر جلل. وخلال الحروب الهندية الباكستانية في عامي 1965 و1971، أو تمرد طالبان في باكستان أو توتر علاقاتكم مع اليونان حول جزر بحر إيجة المتنازع عليها في أوائل التسعينيات، وقبرص في عام 1974 والتمرد الكردي على دولتكم، أظهرنا للعالم أنه بغض النظر عن مدى بشاعة مخططات أعدائنا وتكتيكاتهم، فلا يمكن لأي قوة في العالم أن تحول بيننا وبين دعمنا وحبنا لبعضنا البعض.

في الآونة الأخيرة عندما واجهت بلادي هجمة عدوانية من الهند بعد هجوم على قافلة من قوات حرس الحدود الهندية في بولواما على يد المتشددين الكشميريين من حركة جيش محمد، كنتم أنتم من هببتم لدعم وطني، وعبرتم بصفتكم الحليف الوحيد لبلادي عن معارضتكم لانتهاك الهند المجال الجوي الباكستاني في 26 شباط/ فبراير. عندما التزم الأصدقاء ودول الجوار المسلمة، مثل إيران وأفغانستان، الصمت تجاه العدوان الهندي أو رددوا نفس الرواية التي يقولها حكام نيودلهي، كنتم مع قيادتكم الشجاعة الباسلة ورئيس جمهوريتكم رجب  طيب أردوغان الرجل الملتزم بكلمته، من أعلنوا بصوت عال وواضح دون أي تردد تأييد رواية باكستان ضد العدوان الهندي، ورفض الاتهامات الكاذبة برعاية باكستان للإرهاب. وبالمثل، فإن أمتي تقف معكم إذا حاول أحد أن ينظر إليكم نظرة شر.

في 27 فبراير/ شباط، كرر وزير خارجيتكم، مولود تشاووش أوغلو، في محادثة هاتفية مع وزير خارجية بلدي، شاه محمود قريشي، التأكيد على دعم بلدكم من جميع النواحي للبلد التي تعطيني هويتي والتي تعرف باسم باكستان. جوهرة أخرى تزين تاجكم هي أنكم العضو الوحيد في منظمة المؤتمر الإسلامي الذي أيد الموقف الباكستاني بمعارضة حضور وزيرة الخارجية الهندية، سوشما سوراج، اجتماع وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي في الإمارات هذا العام.

أعزائي، لقد أسديتم فضلا كبيرا لبلادي على مدى عقود من خلال الخطوات المثمرة التي اتخذتها قيادتكم أو تفكر في اتخاذها لحل قضايا بلادي، سواء كان ذلك من خلال التوسط في النزاعات الإقليمية أو مساعدة ضحايا الفيضانات أو الزلزال في بلادي. إن دعمكم الثابت وغير المسبوق لبلدي في هذه الأوقات العصيبة والصعبة قد كسب بالفعل قلوب وعقول الكثيرين في بلدي وفي جميع أنحاء العالم الإسلامي. هناك كثير من أوجه الشبه بيننا، حيث إننا دولتان مسلمتان قويتان غير عربيتين يقعان على مفترق طرق في قارات مختلفة ولديهما أهمية جيوستراتيجية هائلة، سواء كانت تجارة عابرة للقارات أو الدبلوماسية. وإلى جانب أوجه الشبه تلك التي توحدنا هناك أيضًا عوامل أخرى مثل نزوع شعبينا إلى الإيثار والخدمات الجديرة بالثناء التي قدموها لدولنا، لا من خلال كلماتهم فحسب ولكن من خلال أفعالهم أيضًا. إذا كنتم حصلتم على جائزة نوبل في الكيمياء، فقد حصلنا على جائزة نوبل في الفيزياء. من عزيز سنجار إلى محمد عبد السلام، ومن أتاتورك إلى محمد على جناح، ومن رجب طيب أردوغان إلى عمران خان، ومن "اللحم بعجين (Lahmacun)" إلى "كويماي ولانان" (أكلة باكستانية تشبه اللحم بعجين التركية) ومن العيران إلى "لاسي"، نجد الكثير من القواسم المشتركة بين بلدينا. ولحسن الحظ فإننا نميل إلى الاحتفال في مواجهة الشدائد وعندالانتصار على حد سواء.

شكرا لتركيا وشكرا للرئيس رجب طيب أردوغان. نأمل أن تتمكنوا من أن تضطلعوا بدور مثمرفي تهدئة التوترات بين باكستان والهند ليس فقط من أجل السلام في جنوب آسيا، ولكن من أجل السلام العالمي، فلا أحد يريد أن يشهد  العالم هجمات نووية على غرار هجمات هيروشيما وناغازاكي التي يمكنها أن تمحو كثيرا من الدول من على وجه الأرض. لن تكون الأسلحة النووية خيارًا أبدًا.

عن الكاتب

سرمد إقبال

كاتب باكستاني


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مواضيع أخرى للكاتب

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس