ترك برس

ردّ الداعية والأكاديمي التركي، فاروق بشَر، على مقال نشرته صحيفة "عكاظ" السعودية، وصفت فيه الخلافة الإسلامية في عهد الدولة العثمانية بأنها "دولة داعش الأولى".

جاء ذلك في مقال كتب الداعية التركي، الذي كان أستاذ الفقه وأصوله بجامعة مرمرة في مدينة إسطنبول، ونشرته صحيفة "يني شفق" المحلية.

وقال بشَر إنه من الواضح أن مشكلة كاتب المقال في الصحيفة السعودية "هاني الظاهري" ليست مع الدولة العثمانية، وإنما مع مكانة الخلافة والإسلام بحد ذاته، مثلما هو الحال بالنسبة لأسياده الغربيين.

وأكّد أن الإسلام أعزّ الأمة العربية ومن ثم الأمم الأخرى، بعد أن كانوا أذِلاّء، وأن الخلفاء من مختلف الأمم حافظوا على هذه العزّة عبر التاريخ، لكن هناك أعراب لم يفهموا الإسلام على الإطلاق وبقيت لديهم روح الجاهلية.

واستشهد بالآية الكريمة من سوة التوبة: "الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ..".

وأضاف: "الخوارج، وداعش اليوم كذلك، ظهروا من هذه الروح الأعرابية وليس من الخلافة الإسلامية.. يا الظاهري، أنتم أيضًا تعلمون أن من أسس داعش ليس الدولة العثمانية أو حركة الإخوان، بل أسيادكم".

وتطرق إلى جريمة قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، داخل القنصلية السعودية بمدينة إسطنبول عبر تقطيع جثته بطريقة وحشية، معتبرًا أن هذه الجريمة تمثل النسخة الحكومية لداعش.

وشدّد على أن جزيرة العرب التي حكمتها الدولة العثمانية لمئات السنين، عاشت أكثر أيامها ازدهارًا وأمنًا حتى آخر فتراتها التي ظهر فيها أمثال لورنس، والشريف حسين، وأبو رغال، والظاهري، الذين يتواجدون بكثرة في يومنا هذا.

ولفت إلى أن الدولة العثمانية - رغم أخطائها - حافظت على الحرمين في تلك الفترة التي لم يكن النفط موجودًا فيها بعد، ولم يكن لأي من السلاطين العثمانيين خيانة تجاه المقدسات.

كما استشهد بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم "لتفتحن القسطنطينية، فلنعم الأمير أميرها، ولنعم الجيش ذلك الجيش".

وأردف: "العرب في تلك الفترة لم يكونوا يملكون النفط، ولكن كانت لديهم الكرامة والعزّة في ظل الدولة العثمانية، وما أنتم عليه اليوم بعد انتهاء الدولة العثمانية، واضح رغم وجود النفط. إنكم تنحنون أمام قلة قليلة من اليهود".

وأكّد أن "اليهود لم يصبحوا يومًا أسيادًا عليكم لغاية تلك الأيام التي كانت تحتضر فيها الدولة العثمانية بسبب مجموعة من العملاء العنصريين، تلك الدولة التي فرحتهم لسقوطها. أمّا اليوم فحالكم مكشوف".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!