ترك برس

توقعت دراسة إسرائيلية أن يؤدي إصرار تركيا على شراء منظومة الصواريخ الروسية إس 400 رغم التهديدات الأمريكية، إلى إحداث صدع في علاقات تركيا بالولايات المتحدة وحلفائها الآخرين في حلف الناتو، وسيكون له لها آثار سلبية على طبيعة العلاقات الأمنية مع أنقرة.

وقالت دراسة صادرة عن معهد أبحاث الأمن القومي في جامعة تل أبيب إن الخطوة التركية ستكون لها تداعيات جيوسياسية سواء في سياق توازن القوى بين الولايات المتحدة وروسيا، أو فيما يتعلق بالتنسيق والتعاون مع تركيا فيما يتعلق بالوضع في سوريا والعراق والسياسة تجاه إيران.

واعتبرت الدراسة أن المواجهة بين واشنطن وأنقرة حول حصول تركيا على المنظومة الدفاعية الروسية تشكل تصعيدًا كبيرًا في التوترات التي ميزت العلاقات بين البلدين في السنوات الأخيرة، بعد أن بدا أنها تسير في مسار إيجابي بعد الإفراج عن القس الأمريكي، أندرو برونسون.

وأرجعت الدراسة توتر العلاقات بين البلدين إلى عدة عوامل رئيسية، في مقدمتها الحرب السورية، واستياء تركيا من الدعم الأمريكي لتنظيم "ي ب ك". وفي الوقت الحالي، يجد البلدان صعوبة في التوصل إلى تفاهمات حول المسار المطلوب للعمل بعد هزيمة تنظيم الدولة وقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسحب معظم القوات الأمريكية من سوريا.

وأشارت إلى أن الخلاف الرئيسي بين البلدين يتركز على مستقبل تنظيم "ي ب ك"، ففي حين تريد الإدارة الأمريكية ضمان سلامة حلفائها، ما يزال الأتراك ينظرون إلى "ي ب ك" بوصفه تهديدا.

ووفقا للدراسة، فإن التطورات الداخلية في تركيا ساهمت في تعميق التوتر بين تركيا والولايات المتحدة، زاعمة أن الإجراءات التي اتخذها الرئيس رجب طيب أردوغان لتعزيز سلطاته السياسية، واستخدامه وأنصاره خطابا تحريضيا ضد الإدارة الأمريكية وضد التحركات الأمريكية في المنطقة، زادت من حدة التوتر.

ومن بين أسباب تصعيد التوتر، كما ترى الدراسة، الخطوات الدراماتيكية التي اتخذتها إدارة ترامب تجاه إسرائيل وفي مقدمتها الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة إلى المدينة، وتوقيع إعلان يعترف بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان.

وعلاوة على ذلك يُنظر إلى الدعم الأمريكي للمحور الإسرائيلي اليوناني القبرصي الذي تمثل في حضور وزير الخارجية الأمريكي القمة الثلاثية بين قادة إسرائيل وقبرص واليونان في شهر آذار/ مارس الماضي، على أنه خطوة ضد تركيا.

ولفتت الدراسة إلى أن الولايات المتحدة ودول الناتو الأخرى تشعربقلق متزايد إزاء العلاقات المتنامية بين تركيا وروسيا منذ ما بعد حادثة إسقاط المقاتلة الروسية، وخطورة تسرب تكنولوجيا حساسة إلى الروس، إذا اكتملت صفقة صواريخ إس 400.

ورأت أن إصرار تركيا على تنفيذ صفقة الشراء يعزز التقييم في الولايات المتحدة وبين حلفائها الآخرين في الناتو بأن تحركات أردوغان تعكس نية تغيير توجه تركيا من الغرب نحو علاقات أوثق مع روسيا، أو على الأقل اختيار تركيا السعي في طريق مستقل عن الغرب.

وأضافت أنه من وجهة نظر روسيا فإن بيع أسلحة متقدمة لتركيا يعد نجاحا في دق إسفين بين أنقرة وحلفائها في الغرب، ويعزز نجاحها في فرض سيطرتها على المنطقة.

أما وجهة نظر الإدارة الأمريكية، فإنه إذا لم يعد من الممكن اعتبار أنقرة حليفة، فسيكون لذلك تداعيات استراتيجية مهمة قد تقوض التصورات الأساسية للانتشار الأمريكي في المنطقة.

ورجحت الدراسة في ضوء إصرار تركيا على المضي قدما في صفقة الصواريخ الروسية، أن تشدد الحاجة لدى الإدارة الأمريكية وحلفاء الناتو الآخرين إلى الاستعداد للسيناريو الخطير الذي تواصل فيه تركيا فك ارتباطها بالناتو من خلال تعزيز علاقاتها مع روسيا.

واعتبرت أن انتهاء انتخابات المحلية التركية، وعدم إجراء مزيد من الانتخابات خلال السنوات الأربع القادمة قد يمنح مساحة مرونة لتغيير القرار التركي بشراء الصواريخ الروسية على المستوى الداخلي في تركيا، إذا كان الرئيس التركي مهتما بذلك.

وخلصت الدراسة إلى أن تنفيذ صفقة إس 400 سيكون لها، إذا تمسكت الإدارة الأمريكية الحالية بموقفها، سيكون الخط الفاصل في انهيار العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة وحلفاء الناتو. وعلى الرغم من الخوف من أن يدفع الرد الأمريكي تركيا إلى مزيد من التوجه نحو روسيا، فإن رد الإدارة الأمريكية والكونغرس من المرجح أن يكون شديدًا.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!