ترك برس

في الوقت الذي تمضي فيه تركيا قدما في عملية شراء منظومة الصواريخ الروسية المتطورة إس 400، اتهم مسؤولون في وزارتي الدفاع والخارجية الأمريكيتين، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالعجز عن توجيه إنذار نهائي صارم إلى تركيا بوقف الصفقة التركية، وفق ما نقلت عنهم محطة إيه بي س نيوز الأمريكية.

ووفقا لمسؤولين أمريكيين اطلعوا على المحادثة الهاتفية التي جرت بين الرئيسين أردوغان وترامب في 22 فبراير/ شباط الماضي، فقد رد أردوغان على تهديد ترامب بفرض عقوبات على تركيا، بأن الكونغرس ينتهك السلطة التنفيذية للرئيس من خلال إصدار عقوبات ضد تركيا بسبب الصفقة.

وأضاف هؤلاء المسؤولون الذين لم يكشف عن هويتهم، أن أردوغان أخبر ترامب أن احتمال فرض عقوبات من الكونغرس بموجب قانون مكافحة أعداء أمريكا من خلال العقوبات المعروف باسم "كاتسا" (CAATSA)، "غير دستوري لأنه يسلب سلطتك التنفيذية".

ورد ترامب بأنه سيتحدث إلى الكونغرس في هذا الشأن. ثم انتقل الرئيسان للحديث في موضوع آخر.

وقال مسؤول آخر اطلع على  المكالمة إن رد الرئيس الأمريكي "لم يكن مؤطرًا حتى يعرف أردوغان المخاطر بوضوح"، وأضاف أنه لم يكن واضحا ما إذا كان الرئيس يستطيع وقف الصفقة، لأن تركيا دولة ذات سيادة.

وقبل الاتصال الهاتفي بين أردوغان وترامب، أخبرت مصادر أمريكية شبكة أيه بي سي نيوز أنه كان هناك جهد كبير من جانب كل من وزارة الخارجية ومسؤولي البنتاغون لإعداد الرئيس للمحادثة والتداعيات المحتملة. كما تحدث وزير الخاريجية الأمريكي مايك بومبيو ووزير الدفاع الأمريكي بالوكالة باتريك شاناهان، مع الرئيس التركي، قبل الاتصال الهاتفي مع ترامب، ولكن دون أي تقدم حقيقي.

وكان وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو ألمح إلى الرسائل المتابينة التي توجهها الإدارة الأمريكية لتركيا.

وقال جاويش أوغلو خلال مؤتمر صحفي على هامش قمة وزراء خارجية حلف الناتو الأسبوع الماضي إن ترامب وعد أردوغان بتولي هذه القضية، مضيفا أن الأتراك غير قلقين بسبب تأكيدات ترامب.

وأضاف أن ترامب أقر خلال المكالة الهاتفية مع أردوغان بأن الولايات المتحدة ارتكبت خطأ بعدم بيع صواريخ باتريوت إلى تركيا ووعد أردوغان بأنه سيتولى القضية.

وذكر "أننا طلبنا من ​الولايات المتحدة الأمريكية​ منظومة باتريوت الدفاعية، ولكن لم يأتنا الرد إلا بعد 6 أشهر، وكنا قد أنهينا تعاقدنا على المنظومة الروسية الدفاعية"، مشددا على أن "كلّ الاتهامات الموجّهة إلى ​تركيا​ ليست في محلها، والاتفاقيات مع روسيا لا تعدّ بديلًا ل​حلف شمال الأطلسي​".

ولفت جاويش أوغلو إلى أنه "يمكننا التوصل إلى تفاهم مع واشنطن بشأن أسعار منظومة باتريوت والأمور المتعلقة بها، لكن يتوجب موافقة ​الكونغرس الأمريكي​ لتحقيق تقدم بهذا الخصوص".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!