أسامة حساني - خاص ترك برس

هو أحد الزعماء الأتراك عاش في الفترة ما بين 1178م حتى 1236م، يعتبر "سليمان شاه" جد مؤسس الدولة العثمانية "عثمان الأول بن أرطغرل بن سليمان شاه" حسب أغلب كتب التاريخ، في حين يذهب بعض المؤرخين إلى ترجيح نسب "أرطغرل" إلى "كندز ألب" حيث يرى الكثير من المؤرخين أن الروايات التي تقول بأن "كندز ألب" هو نفسه "سليمان شاه" هي روايات ضعيفة لا صحة لها، ويرجّح هؤلاء المؤرخون أن "سليمان شاه" هو مجرد ذكرى باقية من اسم فاتح الأناضول.

يحكى أن المغول هاجموا إمبراطورية "سليمان شاه" عام 1231م على حين غرة، مما دفع سليمان شاه وعشيرته إلى التحرك من "أخلاط" إلى جهة أخرى بسبب الاضطراب الذي أحدثه الاجتياح المغولي الذي وصل حتى أبواب الأناضول، وحسب ما نقش على ضريحه فلقد لقي مصرعه في نهر الفرات مع اثنين من رجاله، وتكثر الروايات التي تقول بأن "سليمان شاه" مات غرقاً أثناء محاولة عبوره نهر الفرات قرب قلعة جعبر حيث دفن هناك مع أحد وزرائه قرب منحدرات قلعة جعبر في سوريا، إلا أن قصة موته غرقاً تبقى رواية لا يمكن الجزم بها.

بعد أن دخلت سوريا في ظل الدولة العثمانية في عهد السلطان "سليم الأول" عام 1516م اهتم السلطان سليم بضريح "سليمان شاه" وأقام مزاراً لائقاً بجد العثمانيين أطلق عليه الزائرون "المزار التركي"، وفي أواخر القرن التاسع عشر في عهد السلطان "عبد الحميد الثاني" أولى إهتماماً بالغاً للضريح فتم تجديده وتوسعة المنطقة المحيطة به.

في فترة الانتداب الفرنسي لسوريا عام 1921م تم الإتفاق على بقاء ضريح "سليمان شاه" تحت السيادة التركية والسماح برفع العلم التركي عليه وتتم حمايته من قبل بعض الجنود الأتراك بموجب المادة التاسعة من اتفاقية أنقرة الموقّعة بين تركيا وفرنسا، ويرى البعض أن هذه المعاهدة باطلة كونها وقّعت بين الإحتلال الفرنسي لسوريا وبين تركيا والشعب السوري غير ملزم بها إلّا أن هذا الادّعاء خاطئ حيث أن كل الحكومات والبرلمانات السورية من عام 1921م إلى هذا اليوم لم تعترض على هذه المعاهدة.

في عام 1986م تقرر بناء سد الفرات في منطقة الطبقة مما سيؤدي إلى ارتفاع منسوب المياه بشكل كبير عن منسوبها السابق لذا قررت السلطات التركية نقل الضريح إلى مكان آخر خوفاً من أن يُغمر الضريح بمياه السد، وتم نقله عام 1973م إلى شمال تل "قره قوزاق" على أرض قاحلة تبلغ مساحتها حوالي 8000 متر مربع تبعد عن منبج حوالي 30 كلم وعلى بعد 25 كلم من الحدود التركية، وبات مقصداً سياحياً بالنسبة للأتراك خصوصاً بعد التجديدات وعمليات الترميم التي تمت في عام 2010م.

بعد أن ازداد الوضع الأمني سوءاً بسبب الحرب الدائرة في سوريا مما شكّل خطراً على الجنود الأتراك القائمين على حماية الضريح، مما دفع الحكومة التركية إلى اتخاذ قرار بنقل الضريح لتكون هذه المرة الثانية التي ينتقل فيها حيث قامت مجموعة من القوات الخاصة التركية بعملية عسكرية داخل الأراضي السورية في الثاني من شهر شباط عام 2015م  تم فيها نقل نعش "سليمان شاه" إلى داخل الأراضي التركية بهدف إعادة دفنه لاحقاً في منطقة أكثر أمناً في سوريا.

عن الكاتب

أسامة حساني

محرر في وسائل التواصل الإجتماعي في ترك برس


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس