ترك برس

نشر موقع "war on the rocks" الأمريكي، مقالا تحليليا مطولا عن مشروع غاز شرق المتوسط "إيست ميد" رأى فيه أن المشروع لن يحقق النجاح الكامل بسبب إقصاء تركيا التي ما تزال قادرة على عرقلته، مشيرا إلى إن من مصلحة اليونان وقبرص وإسرائيل مشاركة تركيا في المشروع.

وفي 20 آذار/ مارس الماضي التقى قادة اليونان وإسرائيل وقبرص، بالإضافة إلى وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في القدس أصدروا خلاله إعلان انطلاق خط أنابيب الغاز إيست ميد الذي يفترض أن يربط البلدان الثلاثة بأوروبا، على أن يبدأ العمل به بحلول عام 2025. وتقدر تكلفة المشروع بـ 5.8 مليار يورو، وسينقل هذا الأنبوب الغاز الذي اكتشف قبالة سواحل قبرص وإسرائيل إلى أوروبا.

ويلفت الموقع إلى أنه ما تزال هناك  كثير من العقبات الجيوسياسية والتجارية أمام تنفيذ المشروع، حيث يعد النزاع المستمر بين قبرص وتركيا متغيرًا مربكًا كبيرًا، مما يجبر خط الأنابيب على السير في طريق أطول وأكثر تكلفة لتجنب الحدود البحرية لتركيا.

وأضاف أنه إلى جانب التكلفة الإضافية والإزعاج، هناك مخاوف متزايدة من استمرارالسفن التركية في التدخل في أنشطة التنقيب البحرية، وهو الوضع الذي قد يعرض خط الأنابيب للخطر. ولذلك فإن التغلب على هذه العقبات لن يتطلب عملًا موحدًا فقط بين إسرائيل وقبرص واليونان، بل يتطلب أيضا بذل جهد متضافر لإيجاد أرضية مشتركة مع تركيا.

القضية القبرصية

ويشير الموقع إلى أن السبب الرئيسي لاستبعاد تركيا من المشروع هو الصراع القبرصي الذي لم يحسم منذ 45 عاما بين تركيا واليونان وقبرص اليونانية. ويمكن أن يكون مستقبل قبرص هو العامل الحاسم فيما يتعلق بما إذا كانت الدول قادرة على العمل معًا للمشاركة في ثروة الغاز الطبيعي أو تهدد المنافسة الإقليمية مشروعات مثل إيست ميد.

وأوضح أن القبارصة اليونانيين الذين يسيطرون على حقلي أفروديت ووكاليبسو استخدموا هذه الموارد كورقة مساومة، مصرين على أن القبارصة الأتراك لن يكونوا قادرين على مشاركة الأرباح إلا بعد توحيد الجزيرة. بينما يصر الأتراك على أن تطوير حقول الغاز لن يحدث إلى بعد التوصل إلى اتفاق بين الجانبين.

وأضاف أن موقع تركيا الجغرافي وما لديها ن بنية تحتية للغاز سيجعلها شريكا مثاليا في مشاريع تطوير الطاقة في المنطقة، لأن الربط المباشر من حقول الغاز حول قبرص إلى خطوط الأنابيب ومحطات الغاز الموجودة في تركيا من شأنه أن يخلق طريقًا أقل تكلفة وأكثر كفاءة إلى الأسواق الأوروبية. كما أن هذا الغاز يسياعد في تلبية الطلب المتزايد من تركيا على الطاقة.

ولكن الموقع يستدرك بالقول إن هذا الخيار غير قابل للتطبيق في الوقت الحالي بسبب التوترات الجيوسياسية والتحالف الاستراتيجي المتنامي بين قبرص وإسرائيل واليونان وكذلك مصر، وجميعها لديها علاقات سيئة مع تركيا.

تركيا شوكة في حلق المشروع

ويذكر الموقع إن استمرار استبعاد تركيا من من جهود التعاون الإقليمي مثل مشروع إيست ميد، فمن المرجح أن لا تتعاون تركيا في مجموعة من القضايا، من إعادة توحيد قبرص إلى اتفاق الهجرة مع الاتحاد الأوروبي. وهو أمرمثير للقلق، على حد قول الموقع،  بالنظر إلى التطورات السياسية الأخيرة في تركيا وعلاقاتها القوية مع روسيا وإيران والصين.

وإذا كانت تركيا هي العقبة الرئيسية أمام مشروع إيست ميد، فإن الموقع يرى أن لتركيا مصلحة اقتصادية كبيرة في المشروع، وأن بقاءها خارجه يعني أخفاقها في تأمين مصدر رخيص لواردات الغاز الطبيعي، وخسارة المكاسب المنتظرة من إعادة التصدير إلى أوروبا.

ورأى الموقع أن من غير المرجح أن تقنع هذه الحجة الاقتصادية أنقرة بعكس مسارها. بدلًا من ذلك، يجب معالجة مصالحها الجيوسياسية.

وبيًن أن احتياجات تركيا من الطاقة تنمو بسرعة. وتعتمد البلاد اعتمادا كبيرا على روسيا وإيران اللتين تمثلان معًا 70 في المئة من واردات تركيا من الغاز الطبيعي. ولذلك فمن المنطقي الاعتقاد بأن تنويع واردات تركيا من الطاقة يمكن أن يخفف من نفوذ روسيا وإيران على أنقرة.

وأضاف أن الاعتماد التركي على روسيا وإيران في الغاز زاوية مهمة يجب على اليونان وقبرص وإسرائيل أن تأخذها في الحسبان في مفاوضاتها مع تركيا حول إيست ميد، حيث يمكن أن يكون خط هذا المشروع مشروع تعاونيا مهما لتركيا يمكن أن يوفر مكاسب اقتصادية ويلبي متطلبات الأمن القومي الأساسية.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!