ترك برس

قدّم فنّان قطري في مجال "ترصيص الكريستال"، هدية معبّرة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وحسب موقع "الجزيرة نت"، فإنه بعد أن ترك الفنان القطري عبد السلام القاضي موهبته في تصميم مجسمات الكريستال لسنين، ها هو يعود إليها بمجسم لمسجد قبة الصخرة أهداه إلى أردوغان.

القاضي البالغ من العمر 45 عاما يعد ماهرا في التعامل مع الكريستال أو ما يطلق عليه فن الملوك الذي هجره كثيرون بسبب التكاليف الباهظة التي يتطلبها.

لكن القاضي رمى كل ذلك خلف ظهره وبات يستخدم أنامله في التعبير عن قضايا أمته العربية والإسلامية، وكذا موقفه من الحصار المفروض على دولة قطر في الخامس من يونيو/حزيران 2017 من قبل السعودية والإمارات والبحرين إضافة إلى مصر.

بنى القاضي مجسم مسجد قبة الصخرة -الذي يعد أكبر أعماله- مستخدما فيه نحو 62 ألف حجر كريستال و64 لونا، واستغرق ثلاثة أشهر من العمل المتواصل.

وفور انتهائه من هذا المجسم قرر القاضي إهداء ذلك المجسم لأردوغان، عرفانا بمواقفه المناصرة لقضايا الأمة ولموقفه من الحصار، كما يقول الفنان القطري.

كانت أمام ذلك الفنان تحديات جمة في الوصول إلى الرئيس التركي ليهديه هذا المجسم، فتوجه إلى السفير التركي بالدوحة فكرت أوزر ليعرض عليه هذا الأمر.

وتمر الأيام -وخلال أبريل/نيسان الماضي تحديدا- إذا بأحد الأصدقاء الذي كان على علم برغبة القاضي في تسليم هذا المجسم لأردوغان، يهاتفه ويخبره أن أردوغان سيستقبله في إسطنبول.

وعلى الفور توجه القاضي إلى إسطنبول غير مصدق أن هدفه سيتحقق، وبالفعل التقى الفنان القطري مع الرئيس التركي، ليقدم له هديته ويعرب له عن خالص الامتنان لوقوفه مع قطر وقضايا الأمة.

ويرى القاضي أن القضية الفلسطينية طغت عليها قضايا العالم العربي في اليمن وسوريا وليبيا وغيرها، لذا أراد أن يخلّد القضية برمز من رموزها، وهو مسجد قبة الصخرة ليسهم في تذكير الأمة بقضيتها المركزية وبالقدس الشريف العاصمة الأبدية لفلسطين.

ووفقا للقاضي فإن أردوغان أبلغه خلال اللقاء بسعادته بهذه الهدية التي تعبر عن اهتمام الفنانين بقضايا أمتهم، كما أبلغه بأهمية أن يُطوّع كل فنان في هذه الأمة فنه لخدمة قضاياها العادلة والتعبير عن المظلومين في العالم.

ويعتبر الفنان القطري أن هذه الهدية ما هي إلا دلالة على المشاعر التي يكنها كل مواطني قطر تجاه تركيا حكومة وشعبا، مضيفا أنه استخدم في المجسم نوعا من الكريستال أقل درجتين من الألماس وحرص على أن يكون عمله في هذا المجسم يدويا.

ويعد القاضي واحدا من أبرز الفنانين في مجال "ترصيص الكريستال"، حيث يرى أن اللوحة الكريستالية، مثل غيرها من وسائل التعبير الفني، ويفضل القاضي استخدام الأدوات اليدوية في إنجاز لوحاته بدلا من استخدام المعدات مثل المسدس اللاصق وغيرها من الأدوات الجديدة.

أما المميز في لوحات الكريستال عن غيرها من الأعمال الفنية، وفقا للقاضي، فهو احتفاظها برونقها لفترة طويلة من الزمن، وعدم قابليتها للخدش أو الكسر بالشكل غير المباشر، لأن أحجار الكريستال تشبه في صلابتها حجر الألماس وتظل على حالتها الأولى لفترة طويلة.

وليس مجسم مسجد قبة الصخرة أول أعمال الفنان القطري بل سبقه العديد من الأعمال خلال العامين الماضيين، منها تصميم صورة من الكريستال لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بعد فرض الحصار تحت اسم تميم النصر، وصورة كريستالية أخرى لأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، تقديرا للدور الذي يلعبه في رأب الصدع بين دول مجلس التعاون.

ويعد الكريستال نوعا من أنواع الزجاج المعروف باسم زجاج الصودا والرصاص، وهو عبارة عن جسم صلب متجانس، قد يكون طبيعيا مثل الألماس والياقوت، أو صناعيا مثل الياقوت الصناعي والسيلينيوم، وتتعدد أشكاله الهندسية وقد يكون شفافا أو ملونا أو منحوتا، يعكس الأشعة الساقطة عليه، ويصنف الكريستال بناء على نوع الرابطة الكيميائية بين جزيئاته.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!