عزيز أوستال – صحيفة ستار – ترجمة وتحرير ترك برس

أجهزة الاسخبارات هي واحد من العناصر التي تساهم في وقوف أي بلد على قدميه كائنًا من كان. البلدان التي تكون أجهزتها استخباراتها ضعيفة مصيرها أن تحكم من قبل البلدان الأخرى.

تشهد تركيا منذ سنوات "حرب استخبارات" تتصارع فيها أجهزة استخبارات سبعة بلدان بلا هوادة. تتواصل هذه الحرب بعنف بين إسرائيل وإيران وسوريا وألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة وتركيا. فكيف تدور رحى المعركة؟

في 14 يوليو/ تموز 2011، مع حر الصيف القائظ، نفذ تنظيم "بي كي كي" هجومًا على الجيش في ريف محافظة ديار بكر، أسفر عن مقتل 13 جنديًّا وإصابة 7 آخرين.

عقب هذا الهجوم، تلاشى الحديث عن حل المسألة الكردية وتخلي "بي كي كي" عن السلاح، رغم الاقتراب من اتمام مسيرة السلام الداخلي.

من أجل فهم هذا الهجوم بشكل جيد، يجب العودة إلى مطلع عام 2010، الذي شهد واحدًا من أهم التغييرات في تاريخ الاستخبارات التركية.

في عهد إيمرة طانر، الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات، تم إعداد الأرضية من أجل محادثات ثارت حولها نقاشات طويلة بين جهاز الاستخبارات وتنظيم "بي كي كي".

أطلقت الدولة في تلك الفترة "حربًا نفسية إيجابية" منقطعة النظير من أجل التوصل إلى حل للمسألة الكردية. وكان من أشعل فتيل هذه العملية النائب السابق لرئيس جهاز الاستخبارات جواد أونيش، خبير الاستخبارات النفسية المعروف بقربه من إيمرة طانر.

عندما سلم إيمرة طانر مهام رئاسة جهاز الاستخبارات إلى هاكان فيدان عام 2010، كانت الثمار التي غرسها جهاز الاستخبارات من أجل حل المسألة الكردية قد أينعت، ووصلت الأمور إلى المرحلة الأخيرة.

لكن مع تكليف هاكان فيدان بمنصب رئاسة جهاز الاستخبارات حدث أمر لم يكن في حسبان حتى الجهاز نفسه. بدأت حرب نفسية خطيرة ضد الاستخبارات التركية في شخص رئيسها هاكان فيدان.

هذه الحرب النفسية كانت وراءها إسرائيل. بدأ الموساد بنشر شائعة لا أساس لها من الصحة، مفادها أن فيدان "رجل إيران". كانت الشائعة خالية من الابداع وخارجة عن المنطق. لكن لماذا استهدف الموساد فيدان؟

تعزو المصادر الاستخباراتية ذلك إلى سببين: الأول، هو النجاح الكبير الذي حققه هاكان فيدان خلال فترة رئاسته التي استمرت 4  سنوات على رأس الوكالة التركية للتعاون والتنسيق.

أما الثاني، فهو أن فيدان كان مطلعًا على بعض العمليات السرية للموساد، وكانت إسرائيل تخشى من تسريب فيدان هذه المعلومات إلى إيران. هذه الخشية عديمة المعنى وغير المبررة تحولت مع مرور الوقت إلى حرب مدهشة.

نتيجة هذه المخاوف، أصبحت إسرائيل عدوًّا لدودًا لتركيا! وأطلقت تل أبيب حربًّا ميدانية ونفسية ضد تركيا عن طريق تنظيم "بي كي كي".

عن الكاتب

عزيز أوستال

كاتب في صحيفة ستار


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس