عزيز أوستال – صحيفة ستار – ترجمة وتحرير ترك برس

هل تذكرون رودني كينغ؟ أمريكي من ذوي البشرة السوداء، تعرض للضرب المبرح في لوس أنجلوس حيث تقع هوليود عاصمة السينما العالمية اليوم!

تلك المدينة التي تبيع الأحلام إلى بني البشر منذ عشرات السنين.. 

ومن ضرب رودني كينغ ذلك الضرب المبرح؟ أربعة من رجال الشرطة! مثلوا أمام محكمة منحهتم صكوك البراءة!

وبعد ذلك ماذا حدث؟

BURN BABY BURN!

تحول الغضب إلى نار أحرقت الأخضر واليابس. اندلعت الموجة من لوس أنجلوس بكاليفورنيا الجنوبية إلى أوكلاند بكاليفورنيا الشمالية!

تعرضت مئات المحلات التجارية للنهب، والسيارات للتكسير، فيما تحولت الأبنية إلى رماد.. انتفض ذوو البشرة السوداء ضد العنصرية وهم يصيحون كفى!

وقبل أن ننسى.. في تلك الأثناء، واصل الكونغرس الأمريكي نشر تقريره في كل عام حول البلدان التي تُنتهك فيها حقوق الإنسان في العالم!

واستمر الكونغرس، بكل صفاقة ووقاحة، في إدانة تلك البلدان "التي تنتهك حقوق الإنسان"!

الأمر أشبه ما يكون بدعابة، أليس كذلك؟

أكثر بلد تُنتهك فيه حقوق الإنسان وباستمرار ينتقد العالم بخصوص العنصرية ويوجه له التحذيرات بل ويفرض عليه عقوبات آحيانًا! 

في عالم تضع الولايات المتحدة فيه القوانين تكون الكلمة الأولى والأخيرة فيه لها! إذن ماذا نفعل نحن؟ هل نقول بصوت واحد:

أنت بمثابة أبانا يا سيد ترامب

وكل ما تأمر به سوف يطبق!

يجترئ الكونغرس الأمريكي، بوقاحة ما بعدها وقاحة، على الحديث عن إبادة للأرمن، على الرغم من أن شيئًا من هذا لم يحدث! 

إذن لماذا لا يتحدث البرلمان التركي عن إبادة الولايات المتحدة بحق الهنود الحمر؟ 

لا أدري، لكن لا تسألوني، هناك مفوض في البلاد لشؤون حقوق الإنسان.. السيد كمال (قلجدار أوغلو)، يمكنكم أن تسألوه!

لنضع المزاح جانبًا، ينبغي على جميع النواب في البرلمان التركي أن يوقعوا مقترحًا لإثارة إبادة الولايات المتحدة بحق الهنود الحمر. 

لا بد لنا أن ننزع عنا قيود "التخلف" ونرميها جانبًا، لا بد لنا أن ننفض الغبار عنا ونعود لأنفسنا. كل البلدان التي تزعم أنها متقدمة، وفي طليعتها الولايات المتحدة، تساقطت كأوراق الخريف في زمن كورونا. 

سجل كل منها عشرات الآلاف من الوفيات.. لقنتهم تركيا، التي لم تكن تعجبهم وكانوا يقولون إنها متخلفة، درسًا في تأسيس بنية تحتية صحية!

كيف ستكون بلدًا متقدمًا وتكون البنية التحتية الصحية لديك في الحضيض! أو على الأصح، ليس لديك بنية صحية تحتية بالأساس. ينتظر المرضى، الذين لا يجدون أسرّة، الموت في ممرات أو زوايا المشافي. ثم تدعي بأنك متقدم ونحن متخلفون!!

عن الكاتب

عزيز أوستال

كاتب في صحيفة ستار


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس