ترك برس

تناولت تقارير صحفية انعكاسات قراري الولايات المتحدة إنهاء اتفاق المعاملة التجارية التفضيلية لتركيا، وخفض الرسوم الأمريكية على المنتجات التركية من الصلب والألومنيوم.

وتركيا كانت واحدة من 120 دولة تشارك في نظام التفضيلات المعمم وهو أقدم وأضخم برنامج أمريكي للمعاملة التجارية التفضيلية.

ويستهدف البرنامج تشجيع التنمية الاقتصادية في البلدان المستفيدة عن طريق إلغاء الرسوم على آلاف المنتجات.

وقال الرئيس الأمريكي ترامب في رسالة إلى الكونغرس الأمريكي: "قررت استنادا إلى مستوى التنمية الاقتصادية بتركيا، إلغاء اعتبارها بلدا ناميا من 17 أيار/ مايو".

وفي وقت متأخر من ليل الخميس، قال البيت الأبيض إنه خفض الرسوم على واردات الصلب التركية إلى 25 في المئة من 50 في المئة، حسب وكالة رويترز.

وأضاف "الإبقاء على رسم 25 في المئة الحالي على معظم الدول ضروري ومناسب في هذا التوقيت للتصدي لتهديد الإضرار بالمصالح الوطنية".

وشهدت الليرة التركية صباح الجمعة، هبوطا محدودا عقب القرارات الأمريكية، لكن رئيس قسم الاقتصاد الإسلامي بجامعة صباح الدين زعيم بإسطنبول، عبد المطلب أربا، استبعد الربط بين التراجع الطفيف للعملة التركية وقرارات ترامب التي وصفها بالمتناقضة.

وأكد أربا، في تصريحات لصحيفة "عربي21"، أن القرارات الأمريكية لم تكن مفاجئة للأوساط الاقتصادية ودوائر صنع القرار في تركيا، مستطردا: "أثر هذه القرارات على بعض المتعاملين في مجال الاقتصاد التركي نفسي أكثر منه اقتصادي".

وأوضح أن تركيا خلقت أسواقا بديلة وقوية لصادراتها بعيدا عن السوق الأمريكي، مضيفا: "عندما رفعت واشنطن الرسوم الأمريكية على الواردات التركية من الصلب والألمونيوم العام الماضي، لم تتأثر صادرات أنقرة في هذا القطاع، كونها تصدر الصلب والألمونيوم إلى 36 دولة حول العالم وليس إلى الولايات المتحدة فقط".

وأردف: "واشنطن هي التي عانت بسبب رفع الرسوم على واردات الصلب والألمونيوم وليست أنقرة، وتخفيض الرسوم مرتبط باستفادة أمريكية على الصعيد الاقتصادي، كما أن له بعدا سياسيا متعلقا بجذب أنقرة إلى طرف واشنطن، وإقناع تركيا بإلغاء صفقة شراء منظومة صواريخ "S400" الروسية".

وذكر موقع الممثل التجاري الأمريكي أن الولايات المتحدة استوردت سلعا من تركيا بقيمة 1.66 مليار دولار في 2017 بموجب اتفاقية الشراكة التجارية التفضيلية، وهو ما يشكل 17.7 في المئة من إجمالي الواردات من تركيا. وتتضمن الواردات سيارات وأجزائها ومجوهرات ومعادن نفيسة.

وقد استوردت الولايات المتحدة ما قيمته 1.66 مليار دولار من تركيا عام 2017 في إطار نظام المعاملة التفضيلية، أي ما يمثل نسبة 17.7 في المئة من إجمالي ما تستورده الولايات المتحدة من تركيا حسب موقع يو أس تي أر.

ويشير الموقع ذاته إلى أن المواد المستوردة ضمن نظام الشراكة التجارية التفضيلية تشمل السيارات وقطع غيار السيارات والمجوهرات والمعادن الثمينة.

وكشف ترامب أن واردات الولايات المتحدة من منتجات الصلب التركي تراجعت بنسبة 48 في المئة مقارنة مع العام الماضي. وتراجع إجمالي واردات الولايات المتحدة من الصلب التركي أيضًا بنسبة 12 في المئة. وبيّن أنه لأجل ذلك تم خفض الرسوم الجمركية المفروضة من 50 إلى 25 في المئة.

وكانت الإدارة الأمريكية أعلنت في 10 أغسطس/ آب 2018، رفع الرسوم الجمركية على واردات الصلب التركي إلى 50 في المئة، والألومنيوم إلى 20 في المئة، حسب ما أوردت وكالة الأناضول التركية.

وبعد أيام، أعلنت تركيا رفع دعوى ضد الولايات المتحدة لدى منظمة التجارة العالمية بسبب مخالفتها قواعد المنظمة من خلال رفع الرسوم الجمركية.

وكتبت روهصار بكجان وزيرة التجارة التركية، على تويتر، أن "خفض الرسوم الجمركية إلى 25 بالمئة من 50 بالمئة هو أمر إيجابي، لكننا نتوقع إزالة جميع العراقيل التي تواجه التجارة الثنائية".

وقالت بكجان إن هذه العراقيل تؤثر على الشركات الأمريكية أيضا. وأضافت أن العمل سيتواصل من أجل تعزيز حجم التبادل التجاري.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!