ترك برس

تتابع وسائل الإعلام الروسية عن كثب مستجدات الوضع في محافظة إدلب السورية، والمناطق المجاورة لها، وخاصة بعد فشل النظام السوري من تحقيق التقدم رغم الهجمات العنيفة التي يشنها بدعم من القوات الروسية.

وأطلقت قوات النظام السوري وحلفائه الروس و المجموعات الإرهابية التابعة لإيران في 25 نيسان/ أبريل الماضي، حملة عسكرية واسعة ضد مناطق سيطرة المعارضة في منطقة خفض التصعيد بإدلب، وسيطرت على مدينة كفرنبودة وعدد من القرى في ريف حماه.

وقبل 3 أيام شنت فصائل المعارضة هجوماً معاكسا و تمكنت من استعاد مدينة كفرنبودة، وقرية تل هواش، فيما يتواصل هجوم فصائل المعارضة لاستعادة بقية النقاط التي تقدمت فيها قوات النظام.

وفي هذا الصدد، نشر الكاتب فلاديمير موخين، في صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية، مقالًا بعنوان "قصفوا حميميم بقذائف تركية"، اتهم فيه تركيا بـ"تسليح مقاتلي المعارضة السورية، وإخلالها بالاتفاق مع روسيا".

وذكر الكاتب قوات النظام السوري توقفت عن القتال في منطقة إدلب لخفض التصعيد، في الـ 18 من أيار، "وكانت نتيجة هذه الهدنة، على ما يبدو، هجوما صاروخيا شنه المسلحون على قاعدة حميميم العسكرية الروسية يوم الأحد".

وربما ذلك ما دفع إلى المحادثة الهاتفية بين وزيري الدفاع، التركي والروسي، خلوصي أكار وسيرغي شويغو. يقول الكاتب.

وأشار إلى أن "بعض وسائل الإعلام والخبراء يؤكدون أن لأنقرة علاقة غير مباشرة بالهجمات الصاروخية على القاعدة العسكرية الروسية"، وفق ما أوردته وكالة (RT).

ومما جاء في صحيفة "ريبورتيور": "وفقاً لمعلومات موضوعية، فمن تركيا بالذات يحصل المسلحون الذين يقاتلون ضد دمشق على الأسلحة والذخيرة والإمدادات الأخرى. ومن أراضي إدلب بالذات، تُشن بانتظام هجمات على قاعدة حميميم العسكرية الروسية. ومن الواضح أن هذه الهجمات على حميميم مستحيلة من دون دعم تركي".

ذلك ما يؤكده أيضا خبير المعهد الروسي للدراسات الاستراتيجية، فلاديمير ايفسييف. ويلفت الانتباه إلى أن راجمات الصواريخ الحديثة التي يستخدمها المقاتلون "لا يمكن وصولها إلا من أراضي تركيا"، حسب المقال.

وفي الصدد، قال الخبير العسكري، الجنرال يوري نيتكاتشيف، إن الأسلحة التي يتلقاها المقاتلون في إدلب، والتي تستخدم ضد الجيش الروسي، لا يتم توفيرها بالضرورة بناءً على أوامر من أردوغان، بل "يمكن افتراض أن أنقرة تزود حلفاءها ممن يسمون بالمعارضة المعتدلة بمثل هذه الأسلحة، فيبيعها هؤلاء إلى (الأشرار). رغم أن هذا (التفسير) لا يغير شيئا في الجوهر الحقيقي لسياسة أردوغان حيال النزاع السوري".

فوفقا لنيتكانشيف، "أردوغان، الآن، كما كان من قبل، غير مهتم في التواصل مع الزعيم السوري. ذلك أن الأسد سيطالبه بإخلاء الأراضي التي تحتلها تركيا، وهذا غير مربح لأنقرة"، على حد زعمه.

ومنتصف سبتمبر/أيلول 2017، أعلنت الدول الضامنة لمسار أستانة (تركيا وروسيا وإيران) توصلها إلى اتفاق على إنشاء منطقة خفض تصعيد في إدلب، وفقا لاتفاق موقع في مايو/ أيار من العام نفسه.

وفي إطار الاتفاق، تم إدراج إدلب ومحيطها (شمال غرب) ضمن "منطقة خفض التصعيد"، إلى جانب أجزاء محددة من محافظات حلب وحماة واللاذقية، حسب تقرير لوكالة الأناضول التركية.

وحذّرت تركيا، قبل أيام، من خطر وقوع كارثة في محافظة إدلب السورية، جراء الهجمات التي ينفذها النظام وحلفاؤه فيها.

جاء ذلك في إفادة قدمها مندوب تركيا الدائم لدى الأمم المتحدة فريدون سينيرلي أوغلو، خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي، بحثت الهجمات على إدلب، والتطورات الأخيرة في سوريا.

وأعرب سينيرلي أوغلو عن قلقه البالغ من انتهاكات وقف إطلاق النار من قبل النظام السوري المستمرة منذ نهاية أبريل، مشيرا أن عدد الانتهاكات تجاوز 600 خرق.

وقال: "نواجه خطر وقوع كارثة في إدلب، فهجمات النظام الأخيرة يمكن أن تؤدي لنزوح مئات الآلاف، وقد يشكل ذلك خطرا إنسانيا وأمنيا على تركيا وأوروبا وخارجها".

وحذّر سينيرلي أوغلو، من أنّ أي هجوم عسكري واسع النطاق على إدلب، سيؤدي إلى كارثة إنسانية.

وشدد على أن اتفاق إدلب منع وقوع هذه الكارثة حتى الآن، ولابد من الحفاظ عليه من أجل أمن ملايين الأشخاص، مبينًا أن النظام استهدف المدنيين والمدارس والمستشفيات عمدًا.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!