طه داغلي – موقع خبر7 – ترجمة وتحرير ترك برس

"إس-400" قضية ساخنة جدًّا. تهدد الولايات المتحدة تركيا طالبة عدم شراء المنظومة، ويضغط حزب الشعب الجمهوري لكي لا تستلمها. في هذه الأجواء يقوم الحزب بحملة مناهضة لاتمام الصفقة.

أكثر ما يلفت الانتباه هو مقولة "ستُنشر منظومة إس-400 حول المجمع الرئاسي لحمايته". ادعى صحفيون موالون لحزب الشعب الجمهوري أنه في حال حدوث محاولة انقلابية على غرار 15 يوليو، فإن الصواريخ ستضرب المقاتلات المهاجمة.

كذبة لا أساس لها من الصحة، ولا تستحق حتى التوضيح، لكن يتوجب النظر من أين استوحى حزب الشعب الجمهوري هذه الكذبة.

حقوق تأليف هذه الكذبة عائدة لمجلة الإيكونوميست البريطانية. عندما بدأت المفاوضات بين تركيا وروسيا بشأن إس-400، أي في 1 ديسمبر/ كانون الأول 2017، نشرت المجلة مقالة تحت عنوان "صواريخ ضلت طريقها".

وقال المجلة: "إذا كانت تركيا تشتري صواريخ إي-400، فإن نشر بطارية منها في أنقرة له مغزى. الغاية الرئيسية من هذه البطارية هي حماية القصر".

يستغل حزب الشعب الجمهوري التهديدات الأمريكية، ويتجاهل عشرات الإجابات الوطنية عن سؤال "لماذا تعارض أمريكا حصول تركيا على إس-400؟"، لينشر أكذوبة بريطانية قديمة من عام 2017.

كذبة حزب الشعب الجمهوري هذه فيها مسحة روسية أيضًا. قبل أيام، نشر رئيس تحرير مجلة "ناسيونالنايا أوبورونا/ الدفاع الوطني" إيغور كوروتشنكو مقالة ورد فيها: "كانت المحاولة الانقلابية تهدف للإطاحة بالرئيس. لهذا فإن شراء إس-400 بالنسبة لأردوغان ليس مسألة هيبة وتركيا وتعزيز أمنها والسيطرة على أجوائها فحسب، بل مسألة أمن شخصي وإن كان ذلك جزئيًّا".

نشرت سبوتنيك هذا الرأي مع وضع عبارة "الأمن الشخصي" في المانشيت. لم يفوت حزب الشعب الجمهوري هذه الفرصة.

سأشرح لكم أصل المسألة وكيف تم تحويرها. الخبير الروسي هو من الشخصيات الهامة في سوق السلاح الروسي، علاوة على كونه رئيس تحرير مجلة. منصبه الأصلي هو "رئيس مركز تحليلات تجارة السلاح الروسي للعالم، وعضو مجلس الشعب في وزارة الدفاع الروسية".

أي أن كوروتشنكو خبير بمثابة تاجر سلاح في الدولة الروسية نوعًا ما. وبعد قوله "مسألة أمن شخصي وإن كان ذلك جزئيًّا" في المقالة المذكورة، تابع متسائلًا: "هل صواريخ إس-400 ناجعة لحماية المجمع الرئاسي؟".

وردًّا على السؤال يتحدث كوروتشنكو عن السلاح اللازم من أجل حماية المناطق التي يوجد فيها أردوغان، ويقول إن هذا السلاح ليس إس-400.

لو أن الغاية هي حماية المجمع الرئاسي أو مقر إقامة أردوغان كما يدعي حزب الشعب الجمهوري، فإن السلاح اللازم ليس إس-400، وإنما تور إم-2، بحسب الخبير الروسي.

ويؤكد كوروتشنكو: "إذا كانت المسألة تتعلق بحماية منشآت، فإن من المناسب أن تشتري تركيا منظومة دفاع صاروخية قصيرة المدى مثل تور إم-2".

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس