ترك برس

سلّط تقرير لموقع "الجزيرة نت" الضوء على المنافسة الشديدة على رئاسة بلدية إسطنبول الكبرى بين مرشحي تحالف الشعب بن علي يلدريم، وتحالف الأمة أكرم إمام أوغلو، عشية انتخابات الإعادة.

وقال الموقع إن سكان إسطنبول يعودون غدا الأحد إلى مكاتب الاقتراع في جولة الإعادة لانتخابات رئاسة البلدية بعد إلغاء نتيجة الاقتراع الذي جرى في 31 مارس/آذار الماضي.

وفي 6 مايو/أيار الماضي، قررت اللجنة العليا للانتخابات التركية إلغاء نتائج رئاسة بلدية إسطنبول الكبرى، في انتخابات جرت نهاية مارس/آذار، وإعادة إجرائها في 23 يونيو/ حزيران الحالي.

وجاء قرار اللجنة استجابة للطعون المقدمة من حزب "العدالة والتنمية" الحاكم، وبأغلبية كبيرة، حيث وافق 7 أعضاء على الطعون، مقابل اعتراض 4 أعضاء.

وأبرز المتنافسين في رئاسة بلدية إسطنبول، بن علي يلدريم، مرشحًا عن "تحالف الشعب" الذي يضم حزبي "العدالة والتنمية" الحاكم و"الحركة القومية"، وأكرم إمام أوغلو، مرشحًا عن "تحالف الأمة"، الذي يضم حزبي "الشعب الجمهوري" و"إيي" المعارضين.

وينقل الموقع عن الكاتب الصحفي التركي أحمد نعيم أوغلو، قوله إن الانتخابات التركية هذه المرة فقدت كثيرا من بُعدها الخدماتي وتحولت لانتخابات على قضايا سياسية.

واعتبر نعيم أوغلو أن مرشح العدالة والتنمية بمشاريعه المنجزة ووعوده الكبيرة أكثر قوة ورصانة إلا أن منافسه ركز على أخطاء الحزب الحاكم وعلى عواطف الشباب والمتضررين من الأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد.

وقال الكاتب "في جولة الإعادة برزت شخصية إمام أوغلو الحادة التي تعاني من انفعال مفرط، مما أوقعه في العديد من المواقف المحرجة التي قد تكون أثرت سلبا بنسبة دعمه في الأوساط المحايدة والمترددة.

أما حزب العدالة والتنمية فبحسب نعيم أوغلو فقد تعلم من خطأ الظهور الزائد لرئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان على حساب المرشح يلدريم، مما انعكس إيجابا على صورة المرشح وبرنامجه وقد تكون هذه الجزئية هي أهم نقطة في تغيير النتيجة لو حصل ذلك.

وعلى صعيد من قد يكسبهم إمام أوغلو بسبب ادعاء أنه ظلم وأن الإعادة تمت بطريقة غير مشروعة، فيعتقد الكاتب نعيم أوغلو أنه قد خسر مثلهم بعد استنساخ المعلومات الخاصة في البلدية عبر أشخاص من خارجها، وسبّه لوالي مدينة أردو (على ساحل البحر الأسود).

وفيما يتعلق بتكرار الأخطاء التي أعيدت بسببها الانتخابات، لفت إلى أن الوقوع في الخطأ هذه المرة أقل احتمالا كون الانتخابات ستعاد في إسطنبول فقط وليس في كل تركيا.

فضلا عن أن هيئة الانتخابات اليوم أمام فرصة لاستعادة ثقة الشارع بها التي اهتزت عقب الخلل والتلاعب في الانتخابات الملغاة.

كما أن الأحزاب وخاصة حزب العدالة والتنمية وجه رسائل واضحة لممثليه في الصناديق واللجان بأن يكونوا أكثر حذرا ودقة خلال الفرز. يقول نعيم أوغلو.

بدوره قال الباحث المختص بالشأن التركي سعيد الحاج، إن المنافسة محتدمة بفعل الفارق البسيط بين المرشحين في الجولة الأولى، متوقعا أن الاقتراع مفتوح على مفاجآت، والعوامل المستجدة هي التي ستحسم المنافسة.

وعن فرص إمام أوغلو ومكامن قوته، ذكر الحاج أن أهمها يتمثل في ثبات كتلته التصويتية إلى حد كبير وانسحاب مرشحي بعض الأحزاب الصغيرة لصالحه، وتفوقه النسبي في المناظرة التلفزيونية ومعظم استطلاعات الرأي التي تعطيه أفضلية متفاوتة، واستفادته من الأصوات المشتتة داخل العدالة والتنمية بعد انتقادات غل وداود أوغلو.

وفي المقابل، أكد الباحث في الشأن التركي أن "حزب العدالة والتنمية يراهن على الصوت الكردي الذي غازله بأكثر من طريقة، وأنصار حزب السعادة الذين تودد إليهم، ومحاولات إقناع المتحفظين من أنصاره، إضافة لخبرة يلدريم وسيرته الذاتية باعتباره رجل دولة.

هذا فضلا عن محاولة الحزب الاستفادة من إخفاقات إمام أوغلو خلال الحملة الانتخابية التي أظهرته بوجه مختلف، وانكشاف لقائه مع مدير المناظرة وجها لوجه قبل انعقادها".

من جهته، يرى أحمد نعيم أوغلو أن "مرشح العدالة والتنمية سيحصل على خمسين إلى ثمانين ألف صوت من أصوات حزب السعادة المئة ألف، خاصة بعد الإجراءات التي حدثت في الأسبوعين اللذين تولى فيهما إمام أغلو البلدية، وهي احتفاء عدد من أنصاره برفع زجاجات الخمر أمام مبنى البلدية وكذلك تهديده مرارا بأنه سيقطع المساعدات عن أنشطة جمعيات وأوقاف مهمة تتبع للتيار الإسلامي".

أما على صعيد الناخبين الذين لم يشاركوا وهم مليون و750 ألف فيتوقع الكاتب الصحفي التركي حصول يلدريم على ثلاثة أرباع مليون منهم إضافة لحصوله على حوالي نصف مليون من أصوات الناخبين الذين لم يشاركوا في الانتخابات السابقة.

وبهذا توقع أن يفوز بن علي يلدريم بنسبة 52 إلى 53%، دون الالتفات لأصوات حزب الشعوب الديمقراطي الكردي الذي طالبه زعيمه الروحي عبد الله أوجلان بعدم المشاركة في الانتخابات، مما قد يعني انسحاب جزء من الكتلة التصويتية لمرشح المعارضة، حسب نعيم أوغلو.

وبخصوص استطلاعات الرأي فغابت هذه المرة نتائج بعض الشركات المهمة، وبينما تمنح شركة ORC تقدمًا طفيفا ليلدريم بنسبة 0.3%، تمنح شركة KONDA إمام أوغلو تقدما بنسبة 9%. بحسب الجزيرة نت.

كما أن شركة ORC قاست مدى ثبات الناخبين على من صوتوا لأي من المرشحين في 31 مارس/آذار، وقد قال 96.7% ممن اختاروا إمام أوغلو إنهم باقون على خيارهم مقابل 97.4% بالنسبة لمن اختاروا يلدريم، ما يعني أن نسبة الانتقال الأفقي بين المرشحين موجودة، لكنها ضعيفة وشبه متساوية مع أفضلية نسبية ليلدريم.

وفي تعليقه على استطلاعات الرأي قال الباحث الحاج إن غالبيتها العظمى تتوقع فوز إمام أوغلو بنسبة متفاوتة، منوها بأن الاستطلاعات الأهم التي تُجرى حاليا وخصوصا بعد المناظرة التلفزيونية لا يمكن نشرها علنا بسبب القانون الذي يمنع ذلك ابتداء من 10 أيام قبل يوم الاقتراع، معتبرا الاستطلاعات هذه المرة تحديدا ليست ذات فائدة، بل لعلها لا تصلح حتى للاستئناس.

أما الكاتب أحمد نعيم أوغلو فقال "على غير العادة لم تكن استطلاعات الرأي هذه المرة واضحة المعالم ولم تكن بأعداد وحجم يكفي للاستنتاج، لكن الواضح أن طرفي التنافس متقاربان وأن التنافس الحالي هو على الأصوات القليلة من الناخبين المستنكفين عن المشاركة التي سترجح كفة أحدهما".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!