هاشمت بابا أوغلو – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

هناك قوة داخل الولايات المتحدة لكن نفوذها "العالمي" عظيم، وجهت رسالة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مفادها: "إياك أن تفكر بالتخلي عن ورقة بي كي كي، التي بيدنا". 

هذا هو جوهر الأمر. 

ليس هناك معنى آخر لاستضافة صحيفة واشنطن بوست على صفحتها "جميل بايق" أحد قادة تنظيم "بي كي كي" الإرهابي. 

لهذا نشرت الصحيفة، التي أقسمت على معاداة ترامب، مقالة "بايق". 

وبطبيعة الحال، إذا وضعنا في الاعتبار أن المقالة نُشرت عقب قمة مجموعة العشرين مباشرة، ينبغي علينا أن نضيف هذه العبارة إلى الرسالة: "لا تقترب كثيرًا من قادة تركيا!".

يتواصل الصراع على السلطة في الولايات المتحدة، ومما لا شك فيه أن الخطط المتعلقة بمستقبل التحالف التركي الأمريكي هي واحدة من ساحات الصراع المذكور. هذا ما يجب علينا أن نعرفه. 

صحيفة واشنطن بوست مملوكة منذ عام 2013 لجيف بيزوس، مؤسس موقع أمازون والمعروف بأنه واحد من أغنى الأغنياء في العالم. 

أتحدث عن بيزوس، الذي ينتقد ترامب بكثرة، ويسخر منه ويصفه بـ "المهرج"، ومؤخرًا نشر تغريدة قال فيها "إن لم تكن ترغب بالتعرض للانتقاد عليك ألا تسعى للقيام بأعمال جديدة".

لكن لنتحدث عن جوهر الأمر..

تأسست واشنطن بوست عام 1877، وأصبحت صحيفة ذات نفوذ على البيت الأبيض خصوصًا، لكن العالم بأسره يعرفها ويذكرها من خلال تفجيرها فضيحة "واترغيت" التي أطاحت بالرئيس نيكسون.

بطبيعة الحال، قد يُقال ما أروعه من عمل صحفي وسعي للشفافية، وعلى الأخص إذا كان المرء من المدمنين على أفلام هوليود، لا بد أنه سيفكر بهذه الطريقة. 

لكن من المفيد ألا ننسى بأن نيكسون هو رئيس اتبع سياسة اقتصادية وطنية، وأنهى استمرار "الحروب الأمريكية" في البلدان البعيدة، وزار الصين عام 1972 وأطلق علاقات دبلوماسية معها، ثم وقع اتفاقية الحد من انتشار الأسلحة النووية مع السوفييت، وأنهى الحرب الفيتنامية في شتاء عام 1973. 

هل يوحي ذلك لكم بأمر ما؟ 

تتغير الصحف مع مرور الوقت لكن ألا تتغير مهماتها أبدًا؟

عن الكاتب

هاشمت بابا أوغلو

كاتب في صحيفة صباح


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس