محمود القاعود - خاص ترك برس

لطالما نظّر الغرب حول الديمقراطية وحقوق الإنسان وتداول السلطة وتعدد الآراء، وكلها أشياء جميلة تُقال في قاعات المحاضرات وعبر شاشات التلفاز ومواقع التواصل الاجتماعي، لكن الحقيقة هي أن الغرب يدعم الطغيان والديكتاتورية، وإبادة المسلمين في كل مكان، كما يدعم ويُموّل الانقلابات العسكرية للإطاحة بأي حاكم يختاره الشعب وفق آليات "الديمقراطية الغربية"!

نموذج المواطن الأمريكي خليفة حفتر والموظف بجهاز الاستختبارات الأمريكية سي آي إيه، هو أكبر فضيحة للغرب، وأكبر دليل على أن الغرب يكذب دائماً وأنه عنصري وطائفي ولا يعرف أي شيء عن الحرية والعدالة والكرامة.. فقط يبحث عن البترول وقمع المسلمين.

جنرال أمريكي – خليفة حفتر- أعلن تمردا مسلحا ضد حكومة منتخبة من الشعب الليبي الشقيق، ارتكب جرائم مشينة ضد الإنسانية، ونبش القبور ومثّل بعشرات الجثث، وقتل مئات النساء والأطفال، ورغم ذلك يحتشد الغرب خلف هذا القرصان – وفق وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان- ويدعمه بالسلاح والمال وعناصر الاستخبارات.

يدهس الغرب كل قيم الديمقراطية بحذائه الثقيل، وفي ذات الوقت لا يجد حرجا في التحريض على تركيا لأنها تنتهك حقوق الإنسان!

ازدواجية الغرب صارت مفضوحة، وحكاية حقوق الإنسان لم تعد تجد نفعا، فالغرب هو الشريك الرئيس لكل الطواغيت العرب، وهو الداعم لحملات القمع والقتل وإزهاق الأرواح، من خلال الأنظمة الوظيفية العميلة، التي تحقق مصالح الغرب دون أي تدخل عسكري، ولنا في بشار الأسد الذي يقتل الشعب السوري منذ تسع سنوات خير دليل على هذه الازدواجية اللعينة.

إن القرصان الأمريكي الخسيس خليفة حفتر، هو الوجه القبيح لحضارة الغرب المتوحشة التي تسعى لإبادة المسلمين ونهب ثرواتهم، ولذا فإن الواقع يُحتّم على أحرار العالم مساندة الحكومة المنتحبة في ليبيا، ضد جرائم هذا الوغد الأمريكي، وعدم المراهنة على أمريكا لأنها هي مصدر الشر وأكبر داعم للانقلابات والديكتاتوريات، أو كما قال الشاعر أحمد مطر:

أَمَريْكـا تُطُلِقُ الكَلْـبَ علينا

وبها مِن كَلْبِهـا نَستنجِـدُ !

أَمَريْكـا تُطُلِقُ النّارَ لتُنجينا مِنَ الكَلبِ

 فَينجـو كَلْبُهـا.. لكِنّنا نُسْتَشُهَـدُ

أَمَريكا تُبْعِـدُ الكَلبَ.. ولكنْ بدلاً مِنهُ علينا تَقعُـدُ !

عن الكاتب

محمود القاعود

صحفي وروائي مصري وعضو اتحاد الصحفيين العرب


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس