ترك برس

تناول مقال للكاتب إيغور سوبوتين، في صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية، إصرار تركيا على مواصلة أعمال التنقيب في البحر الأبيض المتوسط، غير آبهة بالتهديدات الصادرة من اليونان وقبرص الرومية، وحتى الاتحاد الأوروبي.

المقال الذي نشرته الصحيفة بعنوان "تركيا تأخذ الجرف القبرصي بالقوة"، أشار إلى وصول سفينة "ياووز" التركية للتنقيب إلى قبالة سواحل جزيرة قبرص للبدء بأعمالها في منطقة تزعم قبرص الرومية أنها تابعة لها.

وقال الكاتب: خلال هذا الأسبوع، يجب أن تصل سفينة الحفر التركية "يافوز" إلى مياه قبرص، التي تعتبرها نيقوسيا منطقتها الاقتصادية الخالصة. وهكذا، ترفع أنقرة المخاطر في النزاع حول حقول الغاز المتنازع عليها. 

وبحسب وكالة (RT)، اعتبر الكاتب أن ما يعقّد الوضع أن اليونان وقبرص (الرومية) حصلتا مؤخرا على وعود من الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات ضد تركيا "إذا استمرت أنقرة في التنقيب في المنطقة التي تعتبرها نيقوسيا منطقتها الاقتصادية".

كما نوقشت القضية بنشاط في اجتماع وزراء دفاع الناتو في بروكسل في أواخر يونيو. وأعلن وزير الدفاع اليوناني، إيفانجيلوس أبوستولاكيس، لنظيره التركي، خلوصي أكار، أن بلاده ستحمي أمن المنطقة. 

وحذرت اليونان من احتمال نشوب "نزاع مسلح" إذا استمرت تركيا في أعمالها في المناطق المتنازع عليها. بحسب المقال.

تشكل اليونان، مع قبرص وإسرائيل، "مثلث غاز" من الدول التي تعمل على تطوير الحقول في شرق البحر المتوسط. 

تتعلق الخلافات بين تركيا وقبرص الرومية، في المقام الأول، بحقول أفروديت، التي اكتشفها كونسورتيوم تقوده شركة Noble Energy قبالة ساحل الجزيرة، العام 2011. 

فقد أصدرت قبرص الرومية، التي تعد الموقع جزءا من منطقتها الاقتصادية الخالصة، تراخيص تطوير الحقول لعدة شركات أجنبية.

كما أن تصدير الغاز من حقول أفروديت، التي تقدر ثروتها بحوالي 140 مليار متر مكعب، تم الاتفاق عليه عمليا مع العواصم الأوروبية. 

فيجب أن يمر الوقود الأزرق، كما هو مخطط له، عبر خط أنابيب البحر الأبيض المتوسط ​​للغاز تحت الماء، والذي أطلق على مشروعه اسم EastMed. 

وهذا يخلق مضاربة مباشرة للمشروع الروسي التركي المشترك "السيل التركي"، والذي تم تصميمه أيضا للتصدير إلى أوروبا.

ومنه، فقد جعلت آفاق الطاقة في الجزيرة الولايات المتحدة تعيد التفكير في استراتيجيتها لشرق المتوسط ودعم التعاون في مجال الطاقة بين اليونان وإسرائيل وقبرص الرومية. 

وقام أعضاء مجلس الشيوخ بصياغة مشروع قانون يسمى "قانون الأمن والشراكة في شرق البحر المتوسط". بحسب سوبوتين.

"صراع جيوسياسي"

أعمال الحفر والتنقيب التي بدأتها السفينة "ياووز" تحت حماية الجيش التركي شرق سواحل قبرص إضافة إلى استمرار السفينة التركية فاتح في أعمال الحفر غرب الجزيرة منذ مايو/أيار الماضي زادت من التوتر القائم أصلا في شرق المتوسط.

لكن أنقرة تؤكد أن خطوتها تتوافق مع القوانين الدولية وأن أعمالها مرخصة من قبل جمهورية قبرص التركية. وكان الإتحاد الأوروبي واليونان والولايات المتحدة ومصر قد طالبوا تركيا بوقف أعمال الحفر والتنقيب.

الأكاديمية التركية نورشين غوتاي، تقول في حديث لقناة الجزيرة القطري، إن هذه الدول متحالفة من أجل حصر تركيا وجمهورية شمال قبرص في مساحة محدودة وحرمانها من حقوقها. 

وأضافت: "الأمر أكبر من كونه تنافسا على ثروات طبيعية.. هو صراع جيوسياسي موجود أصلا ويزداد سخونة مع اشتداد التوتر في المنطقة".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!