رَحيم إر- صحيفة تركيا - ترجمة وتحرير ترك برس

كنت ضيفاً على في برنامج "عالم الإعلام" على قناة "أى خبر". وكانت مُقدّمة البرنامج "نهان غوناي" تذيع الخبر ونقوم بعدها بالتعليق عليه وتحليله.

كنا قد علّقنا على تصريحات رئيس الوزراء السيد "أحمد داود أوغلو" المتعلقة بـ "الخطة ب". وكان يتكلم عن الأخبار المتعلقة بإغلاق الاحزاب، كنّا نتبادل الآراء حول أنه لا أصل لهذه الأخبار وأنّ من الضروري عدم إغلاق الباب أمام إمكانية كل فكر من التعبير عن نفسه في البرلمان، وأنّه لا مكان لإغلاق الأحزاب في العالم المتحضّر، وأن هذا التصرف لن يليق بتركيا. وكُنّا نعلق على إمكانية وجود بعض الأطراف ممّن يحملون نية إدخال الحكومة في أزمة.

وفي تلك اللحظة جاء خبر عاجل: كانت قد سقطت طائرة من طراز "أف 4" في كونيا.

في اللحظات الأولى تلقينا خبر نجاة الطيارين، ثم نجاة واحد منهما. وبعد فترة قصيرة علمنا أن كلا الطيارين استشهدا.

أولاً نترحم على أرواح شهدائنا. ونعبر عن مشاركتنا الألم مع أهلهم، ونرجو لهم الصبر والمتانة. ونقول للقوات المسلحة التركية ولشعبنا "عظّم الله أجركم".

علينا أن نحقق بحالات الوفاة التي نتجت عن سقوط طائرات "أف 4" من خلال العودة إلى الخلف. عقب عملية الشاه فرات فوراً كانت قد سقطت طائرتان من طراز "أف 4" في مدينة مالاطيا وأسفر ذلك عن استشهاد طياريها الإثنين. وهذه المرة سقطت طائرة "أف 4" في مدينة قونيا خلال التدريبات العسكرية المشتركة مع أذربيجان وأدى ذلك عن وقاة طاقمها المؤلف من طيارين اثنين.

ولتلقي المعلومات عن الحادثة التقينا مع والي قونيا "مُعمّر إيرول". فقال "من الواضح أنّ السقوط نتج عن حادث خلال التدريب". ونحن نتمنى أن يكون الأمر كذلك. ونتمنى أن يكون سبب السقوط ناتج عن عطل في الطائرة أو ما شابه. حينها يكون اسم الواقعة "حادث". ورغم قوة الاحتمالات حول أن يكون الأمر عبارة عن حادث إلا أنّ علينا أن نفكر الاحتمالات الأخرى بدقة تامة.

هناك احتمالان آخران:

إحداها أن يكون الأمر مقصوداً.

مقصود أو مُدبّر. نحن في عصر حروب الإنترنت. والتحكم من بُعد شيء مثير للغرابة. كانت إحدى أعمال التحضير لعملية الشاه فرات قد تمت خلال زيارة رئيس الجمهورية لمدينة مالاطيا. والأصح من ذلك أنّه تمت التغطية على التحضيرات من خلال الزيارة. وقد سقطت الطائرة في مدينتنا هذه. من الممكن القول إن هذا عملية مقصودة أو مُدبّرة. بإمكاننا أن نشك في الدولتين المتواجدتين في شمالنا.

أما احتمال الخيانة:

وقعت حادثة البارحة المؤسفة في قونيا. وهي مدينة رئيس الوزراء السيد "أحمد داود أوغلو". ألا يمكن أن يكون الأمر خيانة من قِبل التنظيم الموازي. ألم تكن هناك حالات تغلغل جدّية لهم داخل الجيش؟ قد تكون هذه الحادثة بمثابة رسالة تقول "بإمكاننا ضربك داخل بيتك". ووقوع الحادثة في نفس اليوم الذي تم فيه تحويل 80% من إدارة بنك آسيا إلى يد صندوق تأمين ودائع المدخرات أمر يحوي معناً هاماً.

نترحم على كافة شهدائنا.

عن الكاتب

رحيم إر

كاتب في صحيفة تركيا


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس