كورتولوش تاييز – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس

ألقت قوات الأمن بالتعاون مع جهاز الاستخبارات التركي القبض على المنفذ الرئيسي للهجوم على عاملي القنصلية التركية في أربيل خلال فترة وجيزة. 

اتضح أن المنفذ على علاقة مع تنظيم "بي كي كي" وحزب الشعوب الديمقراطي، وهذا ما حال دون تسجيل الهجوم ضد مجهول. تعمل أجهزة الأمن حاليًّا على فك شفرات الهجوم. 

هناك سببان هامان لاستهداف "بي كي كي" البعثة الدبلوماسية التركية في أربيل. أولهما هو عملية المخلب الثانية. فالعملية العسكرية الواسعة التي يشنها الجيش التركي في المنطقة حشرت التنظيم في الزاوية، وضيقت عليه وجعلته غير قادر على  التحرك. 

أما السبب الثاني فهو تعاون الحكومة الكردية في إقليم شمال العراق مع تركيا، وتسهيلها عملية المخلب الثانية. صحيح أن شمال سوريا هام بالنسبة لتنظيم "بي كي كي"، إلا أن شمال العراق أشد أهمية وأولوية. 

فالعراق هو ساحة بمثابة جبهة خلفية ومركز قيادة بالنسبة للتنظيم في تحركاته تجاه سوريا وتركيا. تدفع زيادة الجيش التركي نطاق سيطرته في شمال العراق عبر عمليتي المخلب الأولى والثانية، بي كي كي للبحث عن مخرج. 

ومع شعور التنظيم بضيق الحلقة حوله يلجأ إلى التحرك. هجوم أربيل هو ثمرة هذا التحرك ويهدف إلى وقف تقدم الجيش التركي نحو معسكرات التنظيم في جبل قنديل. 

***

استهداف الدبلوماسيين الأتراك هو رسالة أيضًا إلى بارزاني الساعي لتحسين العلاقات مع أنقرة. فأربيل هي مقر قيادة تفتخر حكومة بارزاني بأنها "مدينة آمنة" لم يمسسها الإرهاب حتى اليوم. 

كما أنها عاصمة الإقليم الكردي. يهدف تنظيم بي كي كي لتوجيه رسالة مفادها أن الإرهاب سيضرب معقل بارزاني في حال مواصلته التعاون مع أنقرة. فهناك هدف مزدوج للهجوم هو أنقرة من جهة وبارزاني من جهة أخرى. 

***

دخلت العلاقات، التي توترت عقب استفتاء الانفصال، بين أنقرة وأربيل منذ مدة مرحلة تحسن. ولقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع بارزاني، بعد مدة من الانتظار، مؤشر على تحسن العلاقات. 

يشكل تمهيد الحكومة الكردية الطريق أمام العملية العسكرية التركية في شمال العراق ودعمها للعملية، اساس التحسن. ولو أن منفذ هجوم أربيل لم يُكشف لتعرضت العلاقات لأضرار.

يسعى تنظيم بي كي كي، من خلال هجوم أربيل، إلى الإيقاع بين بارزاني وأنقرة ، وبالتالي إلى تجميد عملية المخلب الثانية. لكن الهجوم سيقرب بارزاني من أنقرة أكثر، وسيضيق الخناق على بي كي كي.

عن الكاتب

كورتولوش تاييز

كاتب تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس