ترك برس

استعرض تقرير في موقع "الجزيرة نت" أبرز العوامل التي تساهم في نجاح القطاع السياحي في تركيا رغم جميع حملات التشويه التي تتعرض لها في الآونة الأخيرة.

ويورد التقرير عن المغربي إدريس القرطبي، قوله "تمعنت طويلا في التفكير بخيارات قضاء إجازة الصيف مع أسرتي، لكني في الواقع تحمست كثيرا لزيارة تركيا هذا العام، لأن فيها أشياء لا تنتهي يمكن للمرء أن يستمتع بها، التاريخ والجمال في إسطنبول، الطبيعة في طرابزون وبقية المدن الأخرى، البحر وحياة الصيف الصاخبة في أنطاليا".

يستمر إدريس في التعرف على أزقة ميدان الاستقلال بمنطقة تقسيم وسط إسطنبول، ومن بين آلاف الزائرين على اختلاف جنسياتهم يحاول جمع طفليه حوله ليلتقط معهما صورة للذكرى، ويقول "تبقّى القليل دعونا نتذكر كل هذه التفاصيل لكي تعيدنا إلى إسطنبول مرة أخرى".

وبحسب "الجزيرة نت"، أرجع مختصون أتراك تحدثت معهم الجزيرة نت أسباب تحقيق هذا الارتفاع والنمو في القطاع السياحي إلى عدة عوامل، أبرزها التنوع الذي تتميز به تركيا، حيث تحولت -خلال العقود الأخيرة- كل منطقة سياحية في البلاد إلى وجهة تستقبل الزوار من أكثر من 180 بلدا حول العالم.

وتخطط تركيا لتحقيق رقم قياسي في تاريخ السياحة التركية وذلك من خلال تأمين وصول أعداد السياح القادمين إلى البلاد، إلى أكثر من خمسين مليون سائح نهاية 2019.

كما تسعى تركيا إلى مضاعفة هذه الأرقام بحلول الذكرى المئوية لتأسيس الجمهورية التركية عام 2023، وزيادتها من خمسين مليون سائح وخمسين مليار دولار دخلا للقطاع السياحي سنويا، إلى سبعين مليون زائر وسبعين مليار دولار.

وتشير إحصائيات النصف الأول من العام الجاري إلى ارتفاع السياح القادمين لتركيا بنسبة 13.2%، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. فقد وصلت أعداد الزائرين للبلاد إلى أكثر من 18 مليون سائح.

ووفقا لبيانات هيئة الإحصاء ووزارة الثقافة والسياحة التركيتين، تصدر السياح الروس والألمان، قائمة الأجانب الوافدين على البلاد خلال الفترة المذكورة، إذ وصل أعداد الزوار الروس إلى أكثر من 2.7 مليون سائح، فيما قدرت أعداد السياح الألمان بأكثر من 1.8 مليون سائح، واحتل البلغار المرتبة الثالثة بأكثر من 1.2 مليون.

وبلغ تبعا لذلك إجمالي عائدات السياح الوافدين إلى تركيا خلال النصف الأول من 2019 أكثر من 12 مليارا و603 ملايين دولار، بمتوسط إنفاق للسائح الأجنبي الواحد يصل إلى 469 دولارا وفقا لتقارير رسمية.

استطاعت تركيا أن تتجاوز ظروف الأحداث التي مرت بها طوال الفترات الماضية رغم حملات التشويه والدعوات التحريضية لمقاطعة السياحة من قبل وسائل إعلامية تابعة لبعض الدول الخليجية، إضافة إلى انشغال السلطات التركية بالانتخابات المحلية ومشاكل أخرى، وفقاً لإفادة أحد مسؤولي اتحاد أصحاب الفنادق في تركيا للجزيرة نت.

وعن عوامل نجاح القطاع السياحي بتركيا، قال الباحث التركي نزار حرباوي  "هناك كثير من المحفزات التي جعلت تركيا مقصدا سياحيا مدرجا ضمن الوجهات المفضلة الأولى لدى مواطني العديد من الدول الأوروبية والعربية، ومن ذلك ما تمتلكه البلاد من إرث حضاري وطبيعة آسرة ومرافق سياحية متفاوتة، تمكن السائح من تحديد وجهته وفقًا لقدرته الإنفاقية".

وأضاف حرباوي أن هناك تطورا ملحوظا في رؤية تركيا السياحية من خلال الانفتاح على أسواق جديدة ومجالات السياحة بكافة أنواعها، مثل الشواطئ، والسياحة العلاجية وسياحة المؤتمرات، والسياحة الدينية، والتخييم وغيرها، بالإضافة إلى وفرة المرافق السياحة التي أنشئت خلال العقد الأخير.

وجميع تلك العوامل -يقول حرباوي- ساعدت تركيا في الانفتاح على أسواق عملاقة جديدة مثل الصين وكوريا الجنوبية وماليزيا وغيرها، مما أثر تأثيرا إيجابيا على حركة السياح والمردود المادي الكبير على تركيا.

وفي وقت سابق، قال وزير الثقافة والسياحة التركي محمد نوري أرصوي إن تركيا ستحقق هذا العام زيادة في عدد السياح ما بين 13 و15 في المئة.

جاء ذلك في كلمة له السبت خلال مشاركته في افتتاح مهرجان في قضاء بودروم التابع لولاية موغلا غرب تركيا.

وأضاف أن معطيات العام الحالي (2019) تظهر حدوث ارتفاع كبير في عدد السياح الذين يزورون تركيا.

وأشار أرصوي إلى أن تركيا حققت الهدف الذي وضعته العام الماضي المتمثل بجذب 50 مليون سائح إلى البلاد.

ولفت أرصوي إلى أن المعطيات الموجودة تشير إلى أن 51 أو 52 مليون سائح سوف يزورون تركيا خلال العام الحالي.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!