هلال قابلان – صحيفة صباح – ترجمة تحرير ترك برس

التقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بنظيريه الروسي فلاديمير بوتين والإيراني حسن روحاني في أنقرة، الاثنين الماضي، من أجل عقد القمة الثلاثية حول سوريا في نسختها الخامسة .

كانت التطلعات كبيرة تجاه قمة أنقرة. وكان هناك ترقب لدى المتابعين حول ما إذا كانت القمة ستتمخض عن خارطة طريق من أجل حل مشكلة إدلب على وجه الخصوص. 

لكن اتضح أن النظام السوري مصمم في المنعطف الأخير على الاستيلاء على آخر معقل تملكه المعارضة. 

ليس من الواضح في الوقت الحالي إلى أي درجة ستفلح الجهود التي تبذلها تركيا من أجل حماية المدنيين في إدلب والحيلولة دون حدوث موجة نزوح جديدة محتملة. 

من جهة أخرى، أعلن الزعماء أنه تم تحديد أعضاء اللجنة المكلفة بصياغة دستور جديد لسوريا. وهذا يعني تخطي عتبة هامة تتعلق بصياغة الدستور وحل المشكلة على طاولة المفاوضات. يمكننا القول إن هذه هي أهم نتيجة تمخضت عنها القمة. 

لا بد أنكم لاحظتم بأن مبادرة نظام الأسد إلى اعتبار "ي ب ك" تنظيمًا إرهابيًّا للمرة الأولى رسميًّا، جاءت قبل هذه القمة مباشرة. 

فقد أرسل وزير خارجية النظام وليد المعلم خطابًا إلى الأمانة العامة للأمم المتحدة، وصف فيه "ي ب ك" بأنه "تنظيم إرهابي انفصالي".

هذا هو الموقف الأول على الصعيد الدولي من نظام الأسد الذي أقام تعاونًا منذ عام 2012 مع تنظيم "ي ب ك"، والتزم الصمت بينما كان التنظيم يقتل الزعماء الأكراد الآخرين، وترك الأراضي للتنظيم وانسحب منها بهدف التركيز على محاربة المعارضة، وواصل دفع رواتب الموظفين في الأراضي الخاضعة لسيطرة التنظيم، وأقام تجارة نفط مشتركة حتى اليوم مع "ي ب ك" في الأراضي التي يحتلها هذا الأخير. 

صدر أمس عن مركز التحكم العسكري، التابع للجيش الروسي، بيان ورد فيه أن "الحرب السورية لن تنتهي دون انسحاب القوات الأمريكية". 

وأشار البيان إلى أن "الوجود غير المشروع للولايات المتحدة وحلفائها في سوريا يقف حجر عثرة أمام الحياة السلمية في البلاد". 

إذن نحن نقترب من النهاية لحل الأزمة السورية. ومع توجه الأزمة حو الحل، من الملاحظ أن البلدان المصرة على "عدم الحل" تلعب دورًا حاسمًا. 

أنا على قناعة بأن المشهد سيتضح أكثر عقب اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة المزمع عقدها الأسبوع القادم. 

عن الكاتب

هلال قابلان

كاتبة في صحيفة يني شفق


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس