محمود أوفور – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس
دائمًا ما يكون حزب الشعب الجمهوري أول المعارضين كلما أقدمت تركيا على مبادرة في سوريا، حيث تسرح وتمرح بعض القوى العالمية والإقليمية، وفي طليعتها الولايات المتحدة.
هذا ما حدث في عملية غصن الزيتون وفي مسألة تحرير عفرين.. الأمر نفسه يتكرر اليوم مع اعتراض زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال قلجدار أوغلو ونائبه أونال تشويك أوز على مقترح تركيا بإنشاء منطقة آمنة شمال سوريا.
هذه هي المرة الأولى التي عقد فيها حزب الشعب الجمهوري مؤتمرًا بخصوص الأزمة السورية. لنستمع إلى وجهة نظر الحزب حول المسألة على لسان نائب زعيمه:
"تطبق تركيا بهندسة سكانية (في سوريا). إذا أرسلت السوريين بغير إرادتهم سيكون تصرفها مخالفًا للقانون الدولي. خطة المنطقة الآمنة دون التحادث مع القيادة السورية سوف تؤدي إلى تقسيم سوريا".
الغريب في الأمر هو أن حزب الشعب الجمهوري، أفضل من طبق الهندسة السكانية عبر ممارساته في فترة حكم الحزب الواحد (من العشرينات وحتى منتصف الأربعينات)، يعترض بصوت عالٍ وبحجج واهية على مقترح المنطقة الآمنة، الذي تقبله العالم واعتبره معقولًا.
ما لا تفعله الولايات المتحدة يقوم به حزب الشعب الجمهوري، الذي يقول عن نفسه إنه "مناهض للإمبريالية"، وبكل صفاقة.
انظروا إلى المشهد! يعترض حزب الشعب الجمهوري على كل خطوة تقدم عليها تركيا، لكنه لا يعارض الوجود الأمريكي في سوريا، ولا ينبس ببنت شفة تجاه تنظيم "ي ب ك/ بي كي كي" المتعاون مع الويات المتحدة.
يتحدث تشويك أوز عن المساكن المزمع بناؤها في المنطقة الآمنة بسوريا استنادًا إلى مقترح تركيا، لكنه لا يرى ولا يريد أن يرى القواعد العسكرية الأمريكية، التي بلغ عدها 26، ناهيك عن إرسال واشنطن آلاف الششاحنات المحملة بالأسلحة إلى المنطقة. يتصرف وكأنه لا توجد قواعد أمريكية هناك أبدًا.
بل إنه أدلى بتصريح أدهى: يقول إنه في حال عدم إجراء مباحثات مع الحكومة السورية فإن المساكن المذكورة ستؤدي إلى تقسيم سوريا.
حسنًا، ألا تقسّم القواعد الأمريكية الستة والعشرين، سوريا؟ لا بد أن الولايات المتحدة أنشأت تلك القواعد بعد مباحثات مع الحكومة السورية!
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس