ترك برس 

 أكد المحلل السياسي الأمريكي جورجيو كافيرو، أن الدعم القطري لعملية نبع السلام التركية، في مقابل الموقف المعارض لجامعة الدول العربية يكشف عن عمق التحالف التركي القطري، لافتا إلى أن هذا الموقف يقوض إمكانية التقارب بين قطر ومجموعة دول الحصار. 

وقال كافيرو، في مقال تحليلي نشره موقع "لوب لوج" السياسي، إن الضغط الذي فرضته مجموعة دول الحصار التي تقودها السعودية والإمارات على قطر أدى إلى تعميق الدوحة للشراكة الوثيقة مع أنقرة، ولم تبد قطر أي علامة على التخلي عن تحالفها الفريد مع تركيا.

واستعرض جورجيو الدعم الذي قدمته القيادة التركية لقطر منذ بدء فرض الحصار عليها في عام 2017، حيث نشرت المزيد من القوات العسكرية في الإمارة، إلى جانب تزويدها بـ4000 طن من الإمدادات الغذائية، وذهب الرئيس رجب طيب أردوغان إلى حد إدانة الحصار بوصفه لا يتفق مع تعاليم الإسلام. 

وخلال العامين ونصف العام الماضيين، نفذ الجيشان التركي والقطري تدريبات مشتركة ومناورات عسكرية وعقدا زيارات متعددة رفيعة المستوى، ما أعطى الدوحة في النهاية المزيد من الأسباب للتصدي بقوة للضغوط التي فرضها الحصار. 

وفي المقابل ساعدت قطر تركيا بطرق عديدة أكسبتها الكثير من الاحترام والثقة  لدى أنقرة، فقد كان أمير قطر أول رئيس في العالم يتصل بأردوغان ليلة محاولة الانقلاب العسكري الفاشل  في 15 تموز/ يوليو 2016 للتعبير عن دعمه لحكومة تركيا الشرعية، وهي خطوة رمزية للغاية في وقت تردد فيه حلفاء الناتو في إظهار دعمهم. 

وفي آب/ أغسطس 2018، وفي خضم العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على أنقرة بسبب اعتقال القس أندرو برونسون، تعهدت قطر بتقديم حزمة مساعدات بقيمة 15 مليار دولار لمساعدة الاقتصاد التركي المتضرر.

عملية نبع السلام

ووفقا لكافيرو، لم يكن مفاجئا أن تكون قطرالعضو الوحيد في مجلس التعاون الخليجي الذي يدعم الحملة العسكرية التركية في شمال سوريا، بالنظر إلى التقارب التركي القطري في كثير من المجالات. وقد عبرت الدوحة عن دعمها لتركيا في الوقت الذي أبدت فيه معظم دول العالم معارضتها لعملية أنقرة في سوريا.

وأورد كافيرو في هذا الصدد تصريحات كبار المسؤولين القطريين التي عبرت عن الدعم الكامل في تركيا، وكان أولها كلمة وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني خلال اجتماع منتدى الأمن العالمي في الدوحة، والتي اعتبر فيها أن "الأسلحة والتدريب التي تقدم للميليشيات الكردية (تنظيم "ي ب ك") خلال الحرب على داعش تمثل تهديدًا وشيكًا للأمن التركي".

ولفت إلى أن قطر والصومال اللتين تستضيفان وجودًا عسكريًا تركيًا، كانا العضوين الوحيدين في جامعة الدول العربية اللذين أعربا عن تحفظاتهما من قرار الجامعة الذي يدين العملية العسكرية التركية. 

وأشار إلى المسؤولين الحكوميين ووسائل الإعلام في دول الحصار الرباعي (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) استخدموا موقف جامعة الدول العربية من العملية العسكرية التركية لتصوير قطر على أنها دولة منعزلة تخالف التوافقات التي توصلت إليها حكومات العالم العربي.

ووفقا  لكافيرو، فإنه مع إضفاء الطابع المؤسسي بشكل متزايد على الحصار في النظام الجيوسياسي للشرق الأوسط، تجد الدوحة نفسها أمام خيارات أقل، إذ أصبح يتعين عليها أن تبدي دعمًا لتركيا في القضايا الإقليمية الحساسة التي تؤثر بشكل مباشر في الأمن القومي التركي.

وختم مقاله بأنه مع رفض قطر الانضمام إلى البحرين والكويت و السعودية والإمارات في إدانة العملية العسكرية التركية في شمال سوريا، فإن الضعف المؤسسي لدول مجلس التعاون الخليجي وعدم أهميته أصبح أكثر وضوحا. 

وأضاف أن قرار الدوحة بدعم أنقرة يوضح مدى اعتماد قطر على تحالفها مع تركيا من أجل مواجهة حالة العزلة النسبية للإمارة في الخليج.

واعتبر أن عملية نبع السلام أبرزت مدى حدة الانقسام بين قطر ودول الحصار الرباعي، ولذلك فإن الاحتمال الأكبر أن يؤدي موقف الدوحة من الحملة التركية إلى تقويض إمكانية التقارب، حتى لو كان ا بعيدًا بين قطر ودول المحاصرة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!