ترك برس

تباينت آراء الخبراء حول احتمالات حدوث مواجهة عسكرية مباشرة بين الجيشين التركي والمصري على خلفية قرار تركيا إرسال قوات لمساندة الحكومة الليبية الشرعية ضد هجمات ميليشيات الانقلابي خليفة حفتر.

ونفذت البحرية المصرية، مناورات بمشاركة القوات الجوية وقوات الصاعقة، بالقرب من الحدود الليبية، على خلفية خطوات تركية ملموسة لإرسال قوات عسكرية إلى ليبيا، بموجب اتفاق مع حكومة الوفاق الوطني.

وفي تصريحات صحفية، وصف رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق بالجيش المصري، اللواء نصر سالم، المناورات، بأنها "تأتي في إطار تحقيق كل ما هو ضروري للحرب"، وفق ما نقلت صحيفة "عربي21" الإلكترونية.

وأضاف سالم: "إرسال قوات عسكرية مصرية إلى ليبيا، أمر يخضع لرؤية القيادات السياسية والعسكرية المصرية، وأن كل ما يتم تناوله في وسائل الإعلام مجرد اجتهادات، باعتبار أن الحديث عن الخطط العسكرية، ليس مجاله وسائل الإعلام".

رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس الشورى المصري السابق، رضا فهمي، أكّد أن كل ما يقوم به السيسي هو "شو إعلامي" ليس أكثر، موضحا أن فكرة مشاركة القوات المصرية في حرب مباشرة من جيش نظامي حديث مثل الجيش التركي، أمر مستبعد.

وحسب فهمي، فإن السيسي، ومن خلال اللقاءات التي شارك فيها باجتماعات مجلس الأمن القومي، خلال حكم الرئيس الراحل محمد مرسي، لمناقشة كيفية التعامل مع أزمة سد النهضة، لا يحب المواجهات المباشرة، ويفضل استخدام "الشو الإعلامي"، وهو ما كان واضحا في رفضه الدائم لخيار توجيه ضربة جوية لنسف السد إذا تطلب الأمر.

ودلل فهمي على كلامه بـ"التراجع الواضح لوسائل الإعلام المقربة من السيسي عن استخدام لغة الحرب". وأشار إلى أنه مساء الأحد، "أكد اثنان من المقربين للنظام المصري، أن إرسال قوات عسكرية لليبيا ليس واردا". وفق "عربي21".

واستكمل هذا ما "أكده صراحة الإعلامي محمد الباز المقرب من السيسي، خلال برنامج 90 دقيقة بقناة المحور، والذي أعلن صراحة أن مصر لن تدخل حربا، وأن التحرك التركي قد يشكل خطرا على الأمن القومي للمنطقة، ولكن لم يقل أحد إن مصر ستخوض حربا عسكرية".

أما الحالة الثانية، التي رصدها فهمي، فكانت لعضو البرلمان المصري والمقرب من المخابرات المصرية، سمير غطاس، والذي "استبعد صراحة في حديثه للإعلامي المخابراتي عمرو أديب، خيار الحرب بالنسبة لمصر في ليبيا، وأن الحل الأفضل هو استمرار دعم حفتر لإسقاط حكومة فايز السراج".

ويضيف فهمي قائلا: "كل الدلائل السياسية تشير إلى أن السيسي لن يخوض حربا في ليبيا، وأنه سوف يستمر في دعم حفتر، بالمعدات العسكرية والدعم اللوجستي والدعم العسكري غير الرسمي، من أجل إحداث تغيير قبل عقد مؤتمر برلين الخاص بالأزمة الليبية المقرر عقده خلال كانون الثاني/ يناير الجاري".

ويتفق الكاتب الصحفي سليم عزوز، مع الرأي السابق، مشيرا إلى أن "السلطة في مصر لن تغامر بمواجهة مباشرة مع القوات التركية، وأن الهدف من المناورات الأخيرة لا يخرج عن كونه خطوة لإشباع حالة الجوع الوطني للحرب أو الدخول في الحرب، لإحداث حالة امتلاء، حتى ولو كانت وهمية".

ويؤكد عزوز أن المناورات "تأتي في سياق أن مصر تعتبر أن قرار البرلمان التركي، ليس بإرسال قوات عسكرية، ولكن بتفويض الحكومة، ما يعني أن الحكومة التركية قد تتراجع عن إرسال قواتها، وبالتالي يكون السيسي حصل على اللقطة الإعلامية والسياسية، دون أن يتعرض لخسائر".

ويضيف عزوز قائلا: "النظام المصري يحاول تصوير أي تراجع لأردوغان عن إرسال قوات لليبيا، بأنه كان بسبب خوفه من المناورات التي قامت بها البحرية المصرية، لتصدير صورة للداخل المصري، بأن أردوغان هرب خائفا من الجيش المصري وقائده السيسي".

ويوضح عزوز، أن خطاب السيسي في الشهور الثلاثة الأخيرة، قائم على أنه خيار الجيش، وبالتالي فإنه يعتبر الآمال المعلقة على الجيش للقيام بحرب، أو حماية الحدود، أو مواجهة الغزو التركي، إنما تمثل شعبية له، وهو ما يساعده للقفز على مشكلاته، وتجاوز الاتهامات بالفساد التي وجهها له المقاول محمد علي.

ووفق الصحفي المصري، فإن خيار الحرب من عدمه في يد السيسي، وهو ما يدعم استبعاد اتخاذه لمثل هذا القرار، إلا أن هذا لن يمنعه من عرض الموضوع على المجلس العسكري، في سياق المناقشات، لأنه في النهاية سيقوم بتنفيذ ما يريده وفقا للدور الدولي والإقليمي المرسوم له.

ويؤكد عزوز، أن مصر لديها بالفعل قوات عسكرية بجانب حفتر، وقبل عدة أشهر عثرت القوات السودانية على فرقة جنود مصرية كانت مختطفة وحررها الجيش السوداني، وقالت مصر إنهم كانوا تائهين في ليبيا، بالإضافة لإعلان قيادات بحكومة الوفاق أن القوات المصرية تقوم بتأمين عدة مدن في بني غازي، كما نشر حفتر صورا للمركبات العسكرية المصرية التي تعمل لصالحه.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!