أفق أولوطاش – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس

يخوض نظام الأسد حربًا شعواء منذ سنوات. حتى المعارضة المسلحة التي يستهدفها النظام منذ 2011 بعنف مفرط ودون تمييز، كانت في معظمها مكونة من المدنيين. 

تشكلت المعارضة المسلحة من عشرات الفصائل مختلفة التعداد، ولم يكن لها قيادة تراتبية، وكانت أجنداتها متضاربة مع بعضها وفق البلدان التي كانت تدعمها. 

ثم تم تسليحها على نحو تواصل فيه القتال مع عدم منحها القدرة على تحديد مسار الأحداث. لا توجد مشكلة في تأمين السلاح الخفيف في مناطق الصراع، بما فيها سوريا. 

هناك سوق للأسلحة الخفيفة اللازمة من أجل مواصلة قتال المدن على وجه الخصوص، ولا تعاني المجموعات المسلحة من مشاكل في الحصول عليها. 

بيد أن الوصول غير ممكن إلى الأسلحة القادرة على تغيير قواعد اللعبة. حُرمت المعارضة السورية من هذه النوعية من الأسلحة الهامة، باستثناء صواريخ تاو. 

بعض الفاعلين دوليين لم يمنحوا المعارضة أسلحة ثقيلة لعدم ثقتهم بها، كما حالوا دون وصول هذه النوعية من الأسلحة إليها. والبعض الآخر منع الأسلحة المذكورة عن المعارضة لأنه لم يكن يرغب صراحة بانتصارها. 

رأينا أن الأمر لم يكن مسألة ثقة فقط، لأن الولايات المتحدة قدمت أسلحة ثقيلة إلى "بي كي كي"، وشاهدنا كيف يمكن الدفاع عن جهات غير مشروعة بأسلحة متطورة منحتها فرنسا إلى الانقلابي حفتر، منتهكة تراخيص الاستخدام. 

تلقى الأسد منذ البداية الدعم المباشر والمستمر وغير المحدود من إيران وروسيا وحزب الله. حاربت الميليشيات الموالية لإيران عوضًا عن الأسد في الكثير من المناطق. 

كما نفذت القوات الجوية الروسية الهجمات نيابة عن قوات النظام، وكانت الأموال المتدفقة من موسكو وطهران بمثابة الزيت لماكينة الحرب التابعة للنظام. 

انسحبت الولايات المتحدة، التي كان من المفترض أن تصبح عامل توازن في مواجهة روسيا، وفضلت دعم "بي كي كي". 

ومع كل ذلك، كافحت المعارضة المحرومة من الأسلحة المتطورة، وعديمة الخبرة، والمكونة من فصائل مختلفة، كفاح الند للند ضد الأسد، بل كانت متفوقة عليه في بعض الجبهات حتى أيلول/ سبتمبر 2015. 

يصر النظام على الحل العسكري حتى اليوم لأنه يظن أن المساحة الواسعة والدعم المفتوح المقدمان له، هما بالأساس قوته الذاتية. 

لكن عندما يتعلق الأمر بإدلب، ونظرًا لتعقيدات الوضع فيها، سيكون أكثر جدية بشأن التفاوض عندما يدرك أنه لن يتلقى الدعم كما في السابق وأنه واهم حول ما يملكونه من قوة ذاتية. لكن للأسف، حتى ذلك الوقت، سيواصل اعتداءاته.

عن الكاتب

أفق أولوطاش

كاتب في صحيفة أكشام


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس