ترك برس

عادت شركة الطيران التركية الاقتصادية “بيغاسوس” مرة أخرى تحت الضوء، وذلك بعد ادّعاء موظفين سابقين لديها بأنّها تضغط على الموظفين لإخفاء وجود أعطال تقنية في الطائرات خلال الرحلات.

ونشرت صحيفة ديلي صباح التركية الادعاءات، كما نشرت قصة خبرية تحدثت فيها عن تجاهل الشركات مذكرات عديدة من طيارين وموظفين بشأن مشكلات تقنية بطائراتهم.

وفي حديث للصحية، قالت موظفة سابقة عملت مضيفةً للطيران لدى شركة بيغاسوس، إنّ الشركة تضع المبيعات دائمًا قبل الأمان، وإن الموظفين تعرضوا لضغوط دائمًا لإخفاء أي مشكلات تقنية.

وقالت الموظفة نورجان شن إنها بدأت العمل كمضيفة طيران رئيسية لدى الشركة منذ عام 2008، وإنّها تعرضت للفصل في عام 2017 دون سبب.

وتابعت قائلة: “كانت لدى الشركة دائمًا عقلية “البيع أولًا” بدلًا من “الأمان أولًا”. فالكلفة قبل كل شيء دائمًا. لقد اهتمت الشركة أكثر بالتنازل لصالح البيع بدلًا من التنازل من أجل أمان الركاب. كنّا نتعرض دائمًا للضغوط بهدف زيادة المبيعات. ساعات العمل المكثفة هذه كانت تجعلنا كلنا غير مبالين، وعندما كنا نقول لهم إن الرحلة غير صالحة للطيران، كنّا نتعرض إثر ذلك لضغوط كبيرة مستمرة”.

وقالت الموظفة فاطمة ينيلماز إنّ الشركة قللت بشكل كبير الوقت الذي كانت تمضيه الطائرات على الأرض لتخفيض الكلفة، مما دفع طواقم الطيران لإجراء عمليات التدقيق على الأمان بسرعة، مما زاد من المخاطر.

وأضافت فاطمة: “بدأت العمل (في بيغاسوس) عام 2007. وطردت قبل ستة أشهر من تقاعدي دون أي سبب يذكر. لا ينظف المضيفون الطائرة في العادة إلا إذا كان ذلك ضروريًا للغاية. لكن الشركة أجبرت الموظفين على ذلك على أية حال. وفي تمضي الطائرات التابعة للشركات الأخرى ساعة على الأقل على الأرض، فإن تم تخفيض مدة بقاء طائراتنا على الأرض إلى 20 دقيقة فقط. لقد أجبرنا على تفريغ الطائرة، ثم ملئها، ثم تنظيفها وتأمين الأبواب، كل ذلك خلال 20 دقيقة فقط”.

وقالت موظفة سابقة ثالثة تدعى توبا أوزغوله إن شركة بيغاسوس أجبرت الموظفين على تسجيل عدد أكبر من ساعات الطيران، مما تنصح به سلطة الطيران المدني التركية.

وتابعت قائلة: “عملت في بيغاسوس لسبع سنوات. وطردت منها دون سبب. لم أتمكن حتى من الحصول على تعويضات. كانت ظروف العمل مكثفة للغاية. يشترط علينا القانون أن لا نحلّق لأكثر من 110 ساعات في الشهر، لكن الشركة أجبرتنا بانتظام على التحليق لأكثر من 120 ساعة. وبدلًا من دفع المزيد من الأجور لمزيد من الموظفين، فضّلت الشركة دفع مبالغ تافهة على شكل غرامات لسلطة الطيران المدني.أذكر مرة طُلِبَ منّا العودة إلى إسطنبول في طائرة كان هناك عطل في رادارها”.

إضافة إلى ما سبق، قال مراد سامور الموظف التقني الذي عمل في وقت سابق لدى الشركة إنّه يشكّك في صدق البيان الصحفي الذي أصدره المدير العام للشركة توفيق نانة، واصفًا الدموع التي ذرفها في أثناء البيان بأنها “دموع التماسيح”.

وقال سامور: “فصلت من العمل في عام 2018 دون أي سبب. كنت متخصصًا في ميكانيك الطائرات. كانت ظروف العمل لدى الشركة قاسية جدًا بالمقارنة مع خطوط الطيران الأخرى. كان موظفو الشركة يبدون مرهقين دائمًا. وكانت الشركة تضغط موظفيها إلى أقصى درجة. لقد شعرت وأنا أشاهد بيان السيد نانة (مدير الشركة) بعد تحطم الطائرة في مطار صبيحة غوكتشين، بأنّ دموعه ما هي إلا دموع تماسيح”.

ويذكر أن ثلاثة أشخاص قتلوا حين تحطمت طائرة تابعة لشركة بيغاسوس كانت مسافرة من مدينة إزمير غربي تركيا إلى إسطنبول في وقت سابق من شهر شباط/ فبراير الجاري. واعتُقِلَ كابتن الطائرة لإهماله الذي تسبب بموت هؤلاء الأشخاص.

وقد انزلقت الطائرة قبل تحطّمها لمسافة 60 مترًا، بعد أن أخطات المدرج، ثم سقطت في خندق من ارتفاع 30 مترًا، وتحطمت وانقسمت لثلاثة أجزاء. وكان عمر الطائرة 11 عامًا، وكانت تحمل 177 مسافرًا، و6 أعضاء في طاقم الطيران.

ودافع المدير العام للشركة توفيق نانة في بيان له عن إجراءات الأمان لدى بيغاسوس، وقال: “إن سجلنا السنوي للأمان فوق معايير الاتحاد الأوروبي. ونحن نحثّ كل طيارينا دائمًا على عدم الإقدام على أي مخاطرة، وأن يعودوا أدراجهم إذا لاحظوا أي خطر أو يهبطوا في مطارات بديلة إذا اضطر الأمر”.

وتابع قائلًا: “كل إجراءاتنا تخضع لمراجعة سلطات الطيران المدني في كل عام. معدل أعمار طائراتنا 5.3 سنوات، وهي قوية تقنيًا، ونحن نجري كل أعمال الصيانة بالتوافق مع المعايير. وهذا النوع من الحوادث ينتج من عدة عوامل. ونحن نتعهد بإجراء أي تطوير مطلوب بعد إكمال التحقيقات”.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!