هاكان جليك – صحيفة بوسطا – ترجمة وتحرير ترك برس

بدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تطبيق بعض التدابير الاستثنائية على إثر استفحال تهديد فيروس كورونا. 

وبينما أقدم على خطوات هامة داخل الولايات المتحدة، فرض حظر دخول على مواطني 26 بلدًا ضمن نظام شنغن، الذي يتيح التنقل الحر للمواطنين في الاتحاد الأوروبي. 

مع اتخاذ القرار المذكور تراجعت أسهم شركات الطيران الكبرى في أوروبا، من قبيل "إير فرانس" و"لوفتهانزا" و"إيبيريا"، بنسبة وصلت 15 في المئة. 

ويقدر مختصون أن حجم الخسائر الناجمة عن هذا القرار وحده يمكن أن يبلغ 130 مليار دولار. 

لم تشمل القائمة الأمريكية حول البلدان المحظورة تركيا والمملكة المتحدة.

بالنظر إلى انتشار المرض وحجم الخسائر الناجمة عنه، هل كنا سنفكر ذات يوم بأننا سنفرح لعدم كون بلادنا عضوًا في الاتحاد الأوروبي ولا نتمتع بمزايا نظام شنغن؟ وهل كان يخطر على بالنا أن نتمنى عدم قدوم السياح؟

فضيحة!

نشرت وسائل إعلام عريقة مثل صحيفة نيويورك تايمز وشبكة "بي بي سي" الأخبار المتعلقة بحظر السفر الذي فرضته الولايات المتحدة على أوروبا مع صور ملتقطة في مساجد بتركيا. 

من العار على وسائل إعلامية عريقة تمتلك ماضيًا طويلًا أن تظهر تركيا وكأنها بؤرة المرض، وهي التي لم يرد اسمها على قائمة حظر السفر الأمريكية!

 ما فعلته نيويورك تايمز وأمثالها تفوح منه العنصرية والأحكام المسبقة والجهل وتعمد الإيذاء.

ماذا تعلمنا؟

تعلمنا أهمية التعاون، وفضيلة الصبر، وعبثية الانفاق غير الضروري، والارتباط الشديد لعناصر النظام العالمي ببعضها البعض، ومزايا التسوق من الإنترنت، وضعف الإنسان وقلة حيلة في مواجهة الأمراض مهما علا مستواه الاجتماعي ودخله، وفائدة عادات النظافة البسيطة كغسل اليدين بالصابون، وضرورة عدم الابتعاد عن طريق العلم..

هل هي مؤامرة؟

هناك تصور منتشر في منطقتنا يحمل الولايات المتحدة وإسرائيل مسؤولية كل شيء. أفضّل بشكل عام أن ابتعد عن نظريات المؤامرة لكن الإدعاء جاء من شخص مسؤول هذه المرة. 

المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لي جيان زهاو أفاد أن قوات أمريكية قد تكون ألقت  فيروس كورونا على مدينة ووهان، ودعا إدارة واشنطن إلى الإدلاء ببيان في هذا الخصوص. 

إذا كانت الولايات المتحدة نشرت هذا الفيروس من أجل شل الصين، كما قال المتحدث باسم الخارجية الصينية، أفلا تحسب أن الفيروس سيضربها هي أيضًا؟ 

فالبورصات الأمريكية تهتز على وقع انتشار الفيروس، والشركات تفقد قيمتها وحالة الطوارئ مطبقة في الكثير من المدن بما فيها نيويورك..

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس