ترك برس

بينما تعيش الغالبية العظمى من سكان تركيا بالمنزل بسبب التدابير المتخذة لمكافحة تفشي فيروس كورونا، تواصل بعض الأمهات عملهن لساعات مكثفة.

تعمل أمل فورال، محاسبة في متجر، وتعاني من صعوبات خلال هذه الأيام. وفي حديث لوكالة الأناضول قالت: "أفكر أثناء عملي في طفلي وقريبي المريض المتواجد في منزلي، وانتظارهما لي لرعايتهما".

وتدير علياء أوزدوروك، مطبخا لإعداد وجبة "المانتي" (Mantı) الشعبية التركية، وهي والدة لطفلين. أشارت علياء إلى أن أعمالها في المطبخ مع أعمال المنزل متعبة جدا خلال هذه الفترة.

وأوضحت إيليف أميجين، التي تعمل في غسل الأطباق، وهي والدة لطفلين، أنها تواصل عملها في ساعات عمل قصيرة حاليا، تكفيها مع الدعم الذي قدمته لها الدولة لتدبر أمورها الحياتية.

في حين كان عبء العمل أقل على سيفدا كارا عاملة التنظيف، وهي والدة لثلاثة أطفال، وترى من وجهة نظرها أن للوباء جوانب إيجابية بتقليل ساعات عملها التي كانت أطول من قبل، "أصبحت ساعات العمل أكثر مرونة، وأتيحت لي الفرصة لقضاء وقت أطول مع أطفالي".

وأعربت بائعة الزهور نازان كولباغ، عن مواجهتها لصعوبات اقتصادية لتوقف الأعمال بسبب الوباء، لذلك تحاول قضاء وقتها مع ابنتها في المنزل.

وتعمل منوّر تشاغلايان، في فرن، وهي والدة لثلاثة أطفال. قالت منوّر: "في الواقع، لم تختلف طبيعة عملنا حاليا عن الأيام العادية، فنحن نواصل عملنا، لكنني لا أستطيع أن أقضي وقتا كافيا مع أطفالي".

أمهات قرويات يعملن في عيد الأم لأجل دولتهم وأطفالهم

تعمل الأمهات القرويات اللاتي يعشن في القرى التابعة لمنطقة إينهيسار وسوغوت في ولاية ساكاريا، بهدف المساهمة في دعم منازلهن اقتصاديا، وحتى لا يتوقف إنتاج الدولة للخضروات لتلبية احتياجات المنطقة والدولة ككل، فينهضن في الصباح الباكر قبل أزواجهن وأطفالهن ليجهزن الإفطار.

ثم تخرج السيدات إلى طريقهن للحقل مع شروق الشمس، ويعدن مساءً إلى  منازلهن بعد أن يبذلن قصارى جهدهن في الأرض، ويباشرن عملهن المنزلي وإعداد الطعام بعد ساعات العمل الشاقة.

صرحت أينور أدالي، البالغة من العمر 60 عاما، وهي والدة لطفلين وجدة لأربعة أحفاد، التي تقيم في قرية ياكاجيك، بأنها مرتبطة بالأرض منذ طفولتها، وأنها تربي الشتلات المزروعة في التربة وتعتني بها مثل أطفالها.

وقالت أدالي: "اليوم هو يومنا، لكن ليس لنا يوم (عيد الأم) نحن في كروم العنب والحقول. عيد مبارك لجميع الأمهات، لكنه ليس يوما واحدا و ليست مرة واحدة في السنة. في الواقع ينبغي الاحتفال بعيد الأم كل يوم. تتطلب الأمومة التضحية في المنزل وفي الحقل وفي كل مكان. نحن من الأمهات اللاتي تواصلن الإنتاج دائما".

أما يلدز دونماز، فقد جاءت كعروس إلى قرية أكتشاسو منذ 20 عاما، و هي والدة لطفلين، وتعمل مع عائلتها في زراعة الخضروات في البيوت المحمية منذ قدومها إلى القرية، وتتحمل كل صعوبات الحياة من أجل أطفالها.

قالت دونماز: "لدي ابن وابنة، وأدرك أن أصعب مهنة في الحياة هي الأمومة. نعمل في الحقول كمزارعين ونرعى أبنائنا في الوقت نفسه، ومهما غسلنا أيادينا يبقى عليها أثر العمل. أعمل لمستقبل أطفالي. تختلف تربية الأطفال في المنزل عن العمل في الحقل، وتتطلب الأمومة مني التضحية، وليس بإمكان أي امرأة أن تكون أمًا، وليست كل من تلد أمًا. ينبغي علينا مراقبة وحماية أطفالنا طوال حياتنا، ويجب أن لا ننتهك حقوق أطفالنا ونسائنا. أحرص على أن يتعلم أطفالي بالمدارس بقدر ما أستطيع لأنشئهم تنشئة جيدة. هذه هي الأمومة".

وذكرت نجلاء هافشين، البالغة من العمر 59 عاما، و هي والدة لأربعة أطفال وجدة لإحدى عشرة حفيدا، بأنه ينبغي على كل طفل أن يعطي قيمة وتقديرا واحتراما إلى أمه، وقالت: "أعتني بأطفالي وأحفادي الذين توفت والدتهم، فأنا جدتهم وأمهم في نفس الوقت. ينبغي أن ندرك قيمة أمهاتنا، فمن الصعب تحديد قدر قيمة الأم".

وليست الأم هي التي تلد فقط، فقد أعطت العمة نزكات أوزان، البالغة من العمر 45 عاما، وهي والدة لطفلين، مثالا للأمومة في رعايتها لابنَي أخيها هاكان وألباركير، بعد وفاة والدتهما في حادث مروري منذ خمسة أعوام، عندما كانا بعمر 3 و4 أعوام.

أحضرهما والدهما الذي يعمل في إسطنبول إلى والدته بعد وفاة والدتهما، وواجهت الجدة صعوبات في رعايتهما لأنها امرأة مسنة، فطلبت العمة أوزان أخذ الطفلين، لكن والدتها رفضت ذلك، فطلبت من والدتها أن تعطيها واحدًا وتعتني هي بالآخر فقبلت، ثم أخذت الثاني بعد مدة.

تواصل أوزان حياتها برعاية الأطفال بمودة وعطف وبلا تمييز بالتعامل بينهما وبين طفليها، وتقيم في منطقة ياغليديرهة التابعة لولاية غيرصون. وقالت أوزان: "لا يعتنين بعض الأمهات بأطفالهن. أنا أعتني بابنيّ اللذين يبلغان 19 و22 عاما، وبطفلين يتيمين أعمارهما 8 و9 أعوام، ومستعدة لرعايتهما طوال عمري ولن أعطيهما لأحد".

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!