نيلغون تكفيدان غوموش - حرييت - ترجمة وتحرير ترك برس

تنفس العالم الصعداء بعد انتهاء الحرب بين إسرائيل وإيران بوقف إطلاق النار لمدة 12 يومًا، ما ترك وراءه علامات مهمة تحتاج إلى دراسة متأنية في الشرق الأوسط.

1. أهمية الاستخبارات

على الرغم من أن إيران كانت تتعرض لتهديدات من خصمها اللدود إسرائيل منذ سنوات طويلة، فإن فشل الاستخبارات الإيرانية كان صادمًا. عندما بدأت إسرائيل عمليتها العسكرية المسماة "الأسد الصاعد"، رأينا عملاء الموساد ينشئون قاعدة لطائرات مسيرة تحت أنف طهران. وعندما تحركت الطائرات المسيرة الإسرائيلية نحو أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية، تساءل العالم: كيف نامت الاستخبارات الإيرانية بهذا الشكل؟

2. أخطاء قاتلة

بمساعدة الاستخبارات الأمريكية (CIA)، استخدم الموساد البصمات الرقمية والصور الفضائية وربما معلومات من مخبرين داخليين لتحديد مواقع الأهداف بدقة. مكّن ذلك إسرائيل من تنفيذ هجمات متزامنة على كبار القادة الإيرانيين والعلماء النوويين، مما ألحق ضربة قوية بقوة النظام الفكرية. وأرسلت رسالة واضحة: حتى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي ليس في مأمن من الضربات.

3. الضربات الاستباقية

منذ عهد نظام الأسد، كانت إسرائيل تقوم بضربات في سوريا لتعطيل أنظمة الدفاع الجوي. وفي 26 أكتوبر الماضي، هاجمت إسرائيل أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية من نوع S-300 والرادارات والمنشآت العسكرية. كانت هذه ضربات تمهيدية لتمهيد الطريق أمام الهجوم الجوي الكبير. وعندما بدأت العملية في 13 يونيو، أظهرت إسرائيل قدرتها على شن غارة جوية واسعة بإطلاق 200 طائرة حربية في وقت واحد، بدعم أمريكي.

4. قوة الصواريخ

بعد أن تضررت سمعتها بسبب الضربات الإسرائيلية، حاولت إيران الرد بإطلاق صواريخ باليستية وهايبرسونيك مثل "خرمشهر" و"سجيل" و"خيبر" و"فتاح"، التي تسببت في دمار غير مسبوق في المدن والمنشآت الإسرائيلية على بعد 1500 كم. هذه الهجمات كشفت أيضًا عن التقدم التكنولوجي الإيراني في مجال الصواريخ، خاصة مع تعاونها العسكري مع الصين وروسيا.

5. قوة الدفاع

واجهت إسرائيل هجمات إيران بأنظمة دفاع مثل "القبة الحديدية" و"مقلاع داوود" و"سهم 3"، بالإضافة إلى دعم السفن والطائرات الأمريكية، مما ساعد في تقليل الخسائر. أعلنت إيران عن أكثر من 500 قتيل، بينما قالت إسرائيل إن خسائرها بلغت 28 قتيلًا فقط.

6. أهمية الملاجئ

لا يُعرف إذا كانت الأرقام الإسرائيلية دقيقة، لكن نظام الإنذار والملاجئ الواسع في إسرائيل أنقذ أرواحًا كثيرة. بينما كانت إيران تعلن قرارات إخلاء لسكان طهران، كان الأطفال في تل أبيب يلعبون على الشاطئ، ثم يهرعون إلى الملاجئ عند سماع صفارات الإنذار، ليعودوا بعد انتهاء الخطر. هذا يذكرنا بأهمية الملاجئ، تمامًا مثل أنظمة الدفاع الجوي.

7. الاستعراض العسكري

الولايات المتحدة، التي كانت مترددة لسنوات في تنفيذ عمليات عسكرية ضد إيران، دخلت على الخط بعد نجاح الهجوم الإسرائيلي. أطلقت قاذفات B-2 القنابل الضخمة "MOP" (زنة 14 طنًا) من قاعدة "وايتمان" الجوية، مما أدى إلى تدمير المنشآت النووية الإيرانية. كانت هذه العملية، التي شملت عبور المحيط الأطلسي والبحر المتوسط دون توقف، استعراضًا للقوة العسكرية الأمريكية، كما كانت إعلانًا رائعًا لصناعة الدفاع الأمريكية. كما أظهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عضلاته أمام منافسيه مثل روسيا والصين.

8. ما هي النتيجة النهائية؟

بينما ادعى ترامب أن المنشآت النووية الإيرانية دُمرت، يتزايد الاعتقاد بأن البرنامج النووي الإيراني تأخر بضع سنوات فقط. لكن لا أحد يعرف حجم الضرر الحقيقي أو ما إذا كانت لإيران منشآت سرية أخرى.

رغم أن الأزمة هدأت، فإن السؤال حول مصير 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% التي تمتلكها إيران قد يمهد الطريق لهجمات جديدة. حرب الـ12 يومًا التي أطلق عليها ترامب هذا الاسم قد انتهت ظاهريًا، ومن الطبيعي أن تقدم جميع الأطراف الأمر كـ"انتصار" لشعوبها. لكن المصارعة في الشرق الأوسط ستستمر.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس