د. علي الصلابي - خاص ترك برس

أوجه هذا الخطاب بمناسبة وقوف الرئيس الأمريكي ترامب أمام كنيسة القديس يوحنا بجوار البيت الأبيض ورفعه لكتاب النصارى المقدس "الإنجيل" والذي كان له دلالة خاصة! 

وإنني أدعو السيد ترامب إلى الانفتاح الحضاري الإنساني للاستماع إلى ما يقوله كتاب الله العزيز في حقيقة (عيسى عليه السلام ورسالته).

يا سيادة الرئيس ....

العالم الإسلامي حباه الله بالغاز والبترول والثروات والموارد الكبيرة التي عرفتم كيفية التعامل معها من خلال حكامها وملوكها وأمرائها. ولكن عالمنا يملك موروث تاريخي وحضاري وإنساني وديني عظيم يبدو أن كثيراً من حكام العالم الإسلامي لم يكن من أولوياتهم أن يُعرفوك به عند اللقاء بكم، وخصوصاً زعماء الاستبداد والدكتاتورية وقادة الثورات المضادة في بلادنا. 

وإننا كمسلمين نعتقد اعتقاداً جازماً وراسخاً لا يقبل ذرة من شك في رسالة المسيح عيسى عليه السلام ونبوته ودعوته وكتابه المقدس الذي نزل عليه من عند رب العالمين والذي أُخبر فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم من بعده، وقد حفظ الله تعالى تاريخ عيسى عليه السلام وقصته ودعوته وأهدافه في القرآن الكريم الذي أنزل على محمد عليه أفضل الصلاة والسلام.

يا سيادة الرئيس ... 

إنني كأحد الباحثين من بني الإنسان المهتمين برسالة عيسى عليه السلام وأمه السيدة مريم العفيفة الطاهرة البتول اهتماماً 
تاريخياً 
وعقدياً 
وفكرياً 
وحضارياً. 

أُهدي إليك وللأمة الأمريكية حقيقة عيسى عليه السلام التي جاءت في القرآن الكريم. 

نحن المسلمون نمتلك الحقيقة الكاملة، والتي نهديها لبني الإنسان وسيادتكم وأمتكم من خلال كتابنا المقدس الذي ذكر الله فيه تفاصيل قصة عيسى عليه السلام ورسالته الربانية. 

إن القرآن الكريم له مكانته العلمية لدى الأوساط النصرانية المنصفة والمتسمة بالانفتاح واحترام العقل وتقدير المنطق، فهم وجدوا حقيقة عيسى عليه السلام في القرآن بعيدة عن التناقض والأخطاء والتبديل والإضافة والحذف. وقد أقرّوا بجودة مصدريته ودقة أخباره وتواتره منقطع النظير. 

إن الحقيقة العلمية تقول: أنه لا يوجد كتاب على وجه الأرض منح السيد المسيح عليه السلام وأمه البتول وعائلته الكريمة تكريماً وتبجيلاً أعظم من القرآن الكريم. 

إن تكريم القرآن الكريم للمسيح وأمه وعائلته يفوق بلا ريب كل من التوراة والانجيل الموجودين حالياً. وكان القرآن الكريم بالإضافة لهذا التكريم هو المصحح للأخطاء والاتهامات والافتراءات الباطلة التي أُلصقت بالسيد المسيح وأمه الطاهرة على ألسنة بعض الناس. 

حيث توجد في القرآن الكريم سورة آل عمران، وهي اسم عائلة المسيح عليه السلام من جهة أمه، ولفظة "آل" كلمة تخاطب بها العائلات الكريمة الطيبة. وهذه السورة هي ثاني أطول سورة في القرآن الكريم، إذ بين الله عز وجل في كتابه أنه اصطفى السيدة مريم عليها السلام وفضلها على نساء العالمين. 

كما أن هناك سورة باسم سورة مريم في القرآن الكريم، وهو اسم السيدة مريم والدة المسيح عليهما السلام. 

وإن حديث القرآن الكريم عن عيسى عليه السلام دليل على الإعجاز التاريخي، والذي يشهد أنه لا يمكن أن يكون القرآن الكريم صناعة بشرية، إنما هو كلام الله الخالق العظيم العليم الحكيم سبحانه وتعالى. وقد أشار إلى وقائع لم يرد لها ذكر في أيّ من كتب العهدين القديم والجديد، وذلك مثل معجزة كلام المسيح عليه السلام وهي في المهد ونُطقه حينها بالعبودية الكاملة لله تعالى وتنزيهه للخالق العظيم عن جميع صفات خلقه وعن كل وصف لا يليق بجلاله....

يا سيادة الرئيس ...

إن خطاب القرآن الكريم عن عيسى عليه السلام وكتابه المقدس الإنجيل ينسجم مع العقل الأمريكي والأوروبي، والعقل الإنساني المنفتح على حقائق الأشياء وبراهين العلوم وحجج التاريخ، لأنه خطاب منطقي وعقلاني ووجداني من رب العالمين يُلبي أشواق الروح الباحثة والمتلهفة لمعرفة حقيقة المسيح عليه السلام وكتابه المقدس. 

ونقر بكل ثقة ويقين بأن الخطاب القرآني هو الخطاب الأقرب للعقل الأمريكي والأوروبي والإنساني المتحرر ووجدانه المتعطش للحقائق ومنطقه الذي ضاع في عالم الماديات والشهوات، وغاب عن عوالم المعاني والقيم الروحية.

يا سيادة الرئيس...

إنني أدعوك والأمة الأمريكية إلى الاطلاع على هذا الكتاب "المسيح عيسى بن مريم الحقيقة الكاملة" الذي تُرجم لعدة لغات عالمية وفي مقدمتها اللغة الإنجليزية. وقد اعتمد مؤلفه على نصوص القرآن الكريم وتفاسيره للتعريف بقصة النبي عيسى عليه السلام. وهذه نسخة إلكترونية باللغة الإنجليزية هدية لكل من يبحث عن حقيقة عيسى عليه السلام وكتابه المقدس. 

إن عيسى عليه السلام قد انتصر للقيم الإنسانية الرفيعة والمبادئ العظيمة كالحرية والعدالة والتسامح وحقوق الإنسان. وإن معرفة حقيقته كما بينها الله عز وجل في كتابه العزيز "القرآن الكريم" هو ديدن وهدف المخلصين من أبناء الإنسانية، ومقصد الصادقين مع أنفسهم في هذه الحياة. 

وأخيراً، أختم هذه الرسالة بالاستجواب الكبير يوم القيامة الذي ذكره الله تعالى في القرآن الكريم: "وَإِذْ قالَ اللَّهُ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قالَ سُبْحانَكَ ما يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ ما لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ ما فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ ما فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ (116) ما قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ ما أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا ما دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (117) إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (118) قالَ اللَّهُ هذا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (119) لِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما فِيهِنَّ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (120)" (سورة المائدة: 116 – 120). 

رابط كتاب عيسى بن مريم (الحقيقة الكاملة) للدكتور علي محمد الصلابي باللغة الإنجليزية:  https://bit.ly/2WFSu0z

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس