ترك برس

قال المحلل الأمني الإسرائيلي آريه إجوزي، إن العلاقات الاستراتيجية بين تركيا وباكستان وتركيزها  بشكل خاص على التعاون النووي بين البلدين يثير القلق في تل أبيب وواشنطن، لأن تركيا تمتلك المكونات الرئيسية لتصبح قوة نووية.

ونقل إجوزي في مقال نشره موقع "i-HLS Israel Homeland Security"، عن البروفيسور عوزي رابي، مدير مركز موشيه ديان لدراسات الشرق الأوسط وأفريقيا، إن القدرات النووية العسكرية على قائمة أهداف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وأضاف أن من بين التحديات التي تواجه تركيا للحصول على الأسلحة النووية إنتاج الوقود النووي، ويمكن استخدام المفاعلات النووية المدنية، كوسيلة لإنتاج الوقود النووي الذي يمكن أن يؤدي في نهاية المطاف إلى بناء ترسانة من الأسلحة النووية.

ولفت إلى أن تركيا تقوم حاليًا ببناء أول مفاعل مدني لتوليد الطاقة بمساعدة روسية كبيرة، كما أنها أبدت اهتمامًا كبيرًا على مدى العقود القليلة الماضية، وسعت إلى تعلم المهارات اللازمة لتنقية اليورانيوم وتحويله إلى بلوتونيوم، وهما الوقودان الرئيسيان اللازمان للحصول على الأسلحة النووية.

وانتقل المحلل الإسرائيلي إلى الحديث عن تأثير العلاقات الاستراتيجية المتنامية بسرعة بين تركيا واحتمال تبادل المعرفة بالأسلحة النووية بين البلدين، قائلا إن الأتراك لا يخفون نيتهم ​​ويمتلكون المواد الخام لإنتاج الأسلحة النووية، ولكن هذه المهارات والمعرفة هي المكونات التي يفتقرون إليها حاليًا.

وزعم أن تركيا "كانت في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين مركزًا صناعيًا سريًا لشبكة "السوق السوداء النووية" العالمية التي يديرها "الأب الروحي للمشروع النووي الباكستاني، عبد القادر خان. وقد باعت هذه السوق المهارات التقنية والمواد الخام اللازمة لإنتاج ترسانة نووية لدول حول العالم.

ونوه إجوزي إلى حديث الرئيس التركي أردوغان في الآونة الاخيرة عن الوضع غير العادل الذي تتمتع فيه بعض الدول بحرية امتلاك صواريخ ذات رؤوس نووية، مشيرا في ذلك إلى إسرائيل تحديدا، بينما البعض الآخر لا يملك هذه الحرية، وأنه وضع لا يمكنه قبوله.

وقد طرح باحثون في المعهد الإسرائيلي لدراسات الأمن القومي (INSS) تساؤلات حول السبب الذي دفع أردوغان ليس فقط لإثارة القضية النووية في هذا الوقت، ولكن للمرة الأولى للتهديد بتطوير قدراته الخاصة.

ويقول هؤلاء الباحثون، وفقا لإجوزي، إنه "على الرغم من الإشارة المباشرة إلى إسرائيل، من غير المرجح أن يكون هذا عاملًا محفزًا لتصريح أردوغان، لأن إسرائيل كانت دولة نووية مفترضة لأكثر من 50 عامًا. علاوة على ذلك، إذا كان أردوغان  اشتكى من ترسانة إسرائيل النووية في الماضي، فقد فعل ذلك في سياق الدفاع عن نزع السلاح النووي، وليس  من أجل تطوير تركيا قدراتها الخاصة".

ماذا تغير بعد ذلك؟ يقول الباحثون إنه ربما يكون العامل الأكثر أهمية هو الرسالة الواردة من إدارة ترامب بأنها تنوي تقليل التزاماتها في الشرق الأوسط، وآثار هذا الانسحاب. ومع هذا التغيير، يرى أردوغان فرصة لوضع تركيا في موقع قيادي. ولإثبات هذا الدور وتعزيز مكانته، قد يكون من المهم الحصول على أسلحة نووية".

يقول الباحثون إنه في الوقت الذي لا يزال فيه الناتو يوفر مظلة نووية لتركيا على الأقل حتى الآن، يبدو أن أردوغان لديه شكوكه بشأن قابليتها للبقاء. "أو ربما بسبب التوترات مع الولايات المتحدة، لم يعد يريد أن يكون مدينًا بهذه المظلة التي لا يمكن الاعتماد عليها".

ووفقا للباحثين، بعد انسحاب الولايات المتحدة من الشرق الأوسط، يبدو أن هناك حاجة ملحة جديدة لتغيير توازن القوى في المنطقة الذي بدأ قبل أربع سنوات على الأقل، مع محاولة إيران وروسيا ملء الفراغ الناشئ عن انسحاب واشنطن.

 ويضيفون أن "هذه القوى تحاول تنفيذ أحلامها الخاصة بالسيطرة الإقليمية، وأن تكون لاعبين مهيمنين يجب تضمينهم في الديناميكيات الإقليمية. وفي هذا السيناريو، قد تشعر تركيا أن الأسلحة النووية ستعطيها ميزة مهمة".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!