مدونة "إسطنبول بير إيطالياني" - ترجمة وتحرير ترك برس

ليوناردو دي مانغو هو فنان إيطالي ولد سنة 1843 بمدينة بيشيليي، وعاش لمدة عقد من الزمن في مدينة إسطنبول التركية. ترعرع ليوناردو في عائلة نبيلة أصيلة مدينة باري الإيطالية، وبفضل دعم عائلته المادي، أتيحت له فرصة الدراسة في أكاديمية الفنون الجميلة في نابولي لما كان في عمر الزهور.

كان دي مانغو تلميذ الفنان "فيليبو باليتسي" والرسام "دومينيكو موريلي"، وقد تعرّف على نخبة من أبرز فناني تلك الحقبة مثل "سافيريو ألتمورا" و"رافاييلي داوريا" و"فرانشيسكو آلتامورا" و"بيرناردو تشيلنتانو" و"تجوزابي منشينالي" و"رافاييلي بوستيليوني". وقد كان لعلاقاته بهؤلاء الفنانين تأثير حاسم على تكوينه الفني.

وعند عودته إلى مسقط رأسه بيشيليي خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر، قرّر دي مانغو هجر وطنه والانتقال للعيش خارجه بسبب البطالة، وكان ذلك خلال السنوات المتأججة التي تميزت بالسياسة الاستعمارية للقوى الأوروبية الكبرى في كل من أفريقيا والشرق الأوسط. وقتها، كان الرأي العام منجذبا بالغرابة، وقد كتب الروائي "إدموندو دي اميجي" في ذلك الوقت تقارير أسفار "المغرب" (1876)، و"القسطنطينية" (1877)، و"افتتاح قناة السويس" (1869).

لقد رسم دي مانغو لوحاته في سوريا وليبيا ومصر لكنه سرعان ما قرّر الاستقرار في إسطنبول في عهد السلطان عبد الحميد الثاني، حيث كان قد درس هناك الرسم الزيتي في مدرسة الفنون الجميلة لبعض الوقت.

كان دي مانغو من بين الفنانين الذين شاركوا في أول معرض للنحت والرسم في منطقة بيوغلو بمدينة إسطنبول سنة 1901 وهو معرض "بيرا في الممر الشرقي". وشارك في نفس المعرض أيضا فنانون أتراك مثل عثمان حمدي بك، وكذلك الإيطالي "فاوستو زونارو" الذي نشأ بعد ذلك بينه وبين الفنان دي مانغو خلاف مادي خلال المعرض الثالث والأخير لسنة 1903.

خلال دراسته فن الرسم الزيتي في بيوغلو، صوّر دي مانغو الحياة اليومية التي عاشها في مناطق مختلفة من إسطنبول، مستحضرا المشاهد الشاعرية والأجواء الحالمة.

وفي السنوات الأخيرة من حياته، اقتصرت أنشطته على إعطاء دروس في الرسم وإقامة معارض للإيطاليين خاصة في جمعية "عمال المساعدة المتبادلة". كما ابتكر لوحات ذات خلفية دينية لمختلف الكنائس الإيطالية في المدينة. وفي سنة 1928، أجرى دينو غراندي، وكيل وزارة الخارجية في ذلك الوقت، مقابلة مع دي مانغو خلال زيارة دبلوماسية إلى إسطنبول، وأراد شراء لوحة "مارينا دي برينكيبو" وإرسالها إلى قصر تشيجي في روما.

لقد وُصف دي مانغو من قبل معارفه بسمات الكرامة والنبل والكبرياء، وتوفي في إسطنبول سنة 1930 عن عمر يناهز الثمانين سنة ودفن في المقبرة الكاثوليكية فيريكوي في شيشلي على بعد ثلاثة كيلومترات شمال ساحة تقسيم.

لقد خلّد دي مانغو في الذاكرة الفنية حوالي 1500 لوحة خلال 47 سنة من حياته في إسطنبول. وفي سنة 2005، وقع تنظيم معرض للوحاته تكريما له في إسطنبول، في قصر"دولمة باهتشة"، حيث حقق نجاحا جماهيريا كبيرا.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!