ترك برس

حذر المحلل والباحث السياسي الإسرائيلي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط إفرايم عنبار، حكومة الاحتلال الإسرائيلي، من أن تتحول ليبيا إلى حليف جديد لتركيا نتيجة الدعم العسكري الذي تقدمه الأخيرة لحكومة الوفاق، مشيرا إلى أن تركيا ستستغل وضعها في ليبيا لإحباط مشروع غاز شرق المتوسط، وستكون تهديدا لإسرائيل.

وفي مقال نشرته صحيفة جيروزاليم بوست، كتب عنبار أن الرئيس التركي أردوغان "لا يخفي أهدافه في ليبيا، فعلى المدى القصير، يهدف إلى مساعدة الحكومة التي تتخذ من طرابلس مقرًا لها على السيطرة على سرت والمناطق الغنية بالنفط المحيطة على طول ساحل البحر المتوسط. على المدى الطويل، تريد تركيا عزل حفتر خارج العملية الدبلوماسية لإنهاء الحرب الأهلية، ومن ثم تحويل ليبيا إلى حليف تركي جديد".

وأضاف أن مساعدة حكومة الوفاق الوطني على تعزيز سيطرتها على ليبيا "ستعزز التوجه الإسلامي لهذا البلد وفقًا لتفضيلات أردوغان الإيديولوجية. كما سيعزز الاتفاق الثنائي بين تركيا وليبيا بشأن المناطق الاقتصادية الخالصة التي تقسم البحر المتوسط ​​وتؤثر في حقوق الدول الساحلية الأخرى، مثل اليونان وقبرص ومصر وإسرائيل".

ووفقا للمحلل الإسرائيلي، فإن واشنطن قد غضت الطرف عن الإجراءات التركية في ليبيا، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى أن أنقرة اتخذت موقفا مناهضا لموسكو في دعم حفتر.

لكنه زعم أن الموقف الأمريكي السلبي يعكس منظورًا قصير النظر للوضع، و يضر بالكثير من المصالح الأمريكية الأخرى.

وأوضح إن: "تحويل ليبيا إلى معقل إسلامي، كما يرغب أردوغان، يتعارض مع المصالح الأمريكية الأساسية في شرق البحر المتوسط، لأن ليبيا الغنية بالنفط يمكن أن تصبح ممولة للأنشطة الإسلامية، على غرار دور قطر في المنطقة. ووضع موارد إضافية تحت تصرف تركيا، وهي دولة ذات وزن استراتيجي كبير أمر خطير".

وأشار إلى أن الوجود التركي القوي في ليبيا يهدد بلتدفق الحر لموارد الطاقة من حوض شرق البحر المتوسط ​​إلى أوروبا، وفق ما خططت له قبل قبرص ومصر واليونان وإيطاليا وإسرائيل.

وأردف أن الوجود التركي في ليبيا يمكن أن يزيد أيضًا نفوذها في غزة، وهي كيان إسلامي آخر على طول الشواطئ الجنوبية للبحر المتوسط ​​التي تجاور مصر أيضًا.

وقال عنبار إن إسرائيل قلقة بشأن نهج واشنطن في ليبيا الذي يمنح تركيا حرية كبيرة في العمل.

وأوضح أن "عداء أردوغان الباطني تجاه الدولة اليهودية معروف جيدًا. ومن ثم، يمثل الوجود التركي المزدهر في ليبيا تهديدًا لاستخدام إسرائيل للخطوط البحرية في البحر المتوسط​​، حيث تتم أكثر من 90٪ من تجارتها الدولية".

ودعا عنبار في ختام مقاله واشنطن إلى أن تغير موقفها الحميد تجاه ما وصفه الضرر التركي في ليبيا، مضيفا أنه من دون موقف أمريكي أكثر انتقادًا، يمكن أن تصبح تركيا أكثر عدوانية تجاه حلفاء الولايات المتحدة في شرق البحر المتوسط.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!