ترك برس

ولدت عالمة الفضاء التركية ديلهان أريورت، في مدينة إزمير غربي تركيا في 29 تشرين الثاني/ نوفمبر 1926 لوالديها عابدين ورنا إيغا. وبدأت قصة حبها للعلوم بعد انتقالها في طفولتها مع عائلتها إلى العاصمة التركية أنقرة، حيث حققت نجاحًا وتفوقًا في حياتها التعليمية، إلى أن أدركت في فترة دراستها العليا اهتمامها بمجال الفيزياء الفلكية.

نقلت قناة “تي ري تي خبر” في تقرير عن أريورت قولها إنها التحقت بقسم علم الفلك والرياضيات العليا في جامعة إسطنبول عام 1942، بسبب اهتمامها بالفيزياء الفلكية: "بحثت عن مجال علمي أطبق فيه الرياضيات بشكل أكبر، ووجدت ذلك في الفيزياء الفلكية، التي تستخدم الرياضيات وتوضح كيفية تتشكل بعض الحوادث الطبيعية”.

بدأت العمل بعد تخرجها من الجامعة كمساعدة للبروفسور توفيق أوكيار كاباكتشي أوغلو، الذي تم تكليفه بفتح قسم علم الفلك في جامعة أنقرة، وكانت أولى مهامها الجامعية تطبيق الإعدادات المنقولة من مرصد غرينيتش على الساعات الشمسية والنجمية في المعهد.

أشارت أريورت إلة عدم وجود موظفين بهذا المجال في الجامعات في تلك الفترة قائلة: "كنت أقوم بوظيفتي بصفة فخرية، وقد حزن لوضعي البروفسور توفيق أوكيار، فجاءني ذات يوم خجلا وقال: لنضعك في طاقم العاملين بالمختبر، وإذا كان مناسبا لك على الأقل ستحصلين على راتب. فعملت بهذه الوظيفة لمدة عامين”.

المغامرة خارج الوطن

نصحها معلمها بالدراسة في خارج البلاد، فقررت أريورت السفر عند خالها في ميتشيغان بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث حصلت على قبول في قسم الفلك بجامعة ميتشيغان، وتلقت حينها دروسا من علماء مشهورين عالميا.

وبعد تخرجها وعودتها إلى تركيا، عملت مساعدة في قسم الفيزياء الفلكية بجامعة أنقرة، حيث أكملت درجة الدكتوراه في عام 1953 تحت إشراف البروفيسور أيجبرت أدريان كريكان، وحصلت على لقب “أستاذ مساعد” في عام 1956.

حصلت في عام 1959 على منحة دراسية لمدة عامين من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي عملت من خلالها في شركة الطاقة الذرية في كندا التي كانت متقدمة في مجال برمجة الكمبيوتر، وكتبت العديد من البرامج الناجحة حول نماذج بناء النجوم، ثم حصلت على وظيفة باحث في جامعة إنديانا.

أول امرأة تركية في ناسا

بعد أن نالت أريورت التقدير لعملها في هذا المجال، حصلت على منحة دراسية من الأكاديمية الوطنية الأمريكية للعلوم لتبدأ بالعمل في معهد “جودارد لأبحاث الفضاء” في نيويورك التابع لوكالة ناسا، وكانت الفلكية الوحيدة في المعهد الذي يعد من أكثر المعاهد كفاءة في مجال علوم الأرض والفضاء.

قامت أريورت بدراسة العلاقات النووية الحرارية في النجوم في أثناء عملها بمعهد جودارد، وكانت أول من بدأ بهذه الدراسة عالميا في هذا المجال ضمن أنشطة المعهد ثم تبعها شخصان أو ثلاثة، وكشفت دراساتها بعض الحقائق التي لم تكن معروفة سابقا عن الشمس.

عادت أريورت إلى تركيا في عام 1968، حيث ألقت محاضرات لمدة عام كعضو هيئة تدريس ضيف في جامعة الشرق الأوسط التقنية، في مجال الفيزياء الفلكية.

وقد نُظّم الاجتماع الوطني الأول لعلم الفلك من قبل المجلس التركي للعلوم “توبيتاك” في جامعة الشرق الأوسط التقنية عام 1968، وتولت أريورت قيادة الاجتماع.

ساهمت أبحاث أريورت، في نجاح الإنسان بالوصول إلى القمر في عام 1969، وتم تكريمها بجائزة النجاح “أبوللو” لمساهمتها في مشروع الهبوط على القمر، كما منحت لقب “باحث أول” في نهاية عملها بمعهد جودارد، وهو لقب لا يمنح للأجانب.

تابعت أريورت دراساتها وأبحاثها في وكالة ناسا بين عامي 1969 و1973، ثم عادت إلى تركيا عام 1973، حيث أسست قسم الفيزياء الفلكية في جامعة الشرق الأوسط التقنية، كما قامت بالمساهمة في تدريب العديد من الطلاب الذين عملوا على تطوير هذا المجال.

نالت أريورت جائزة العلوم في عام 1977 من قبل “توبيتاك”، وتولت منصب عميد كلية العلوم والآداب بجامعة الشرق الأوسط التقنية بين عامي 1988 و1993، ثم تقاعدت. ومن الجدير بالذكر أن “توبيتاك” افتتح مرصدا وطنيا في عام 1997.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!