ترك برس

تعد البطاريات الحرارية “قلب الذخيرة” في صناعات الدفاع الوطنية والمحلية التركية، لذلك حظيت صناعتها بالكثير من الاهتمام خاصة مؤخرًا توفير مبلغ 91 مليون دولار على القطاع بفضل إنتاجها محليا بدلا من استيرادها. وقد قامت قناة TRT بجولة في مركز إنتاج البطارية الحرارية “توبيتاك ساغ” أحد أهم المراكز في هذا المجال بتركيا، للاطلاع على مراحل إنتاج البطارية الحرارية.

تشترك منتجات الصناعات الدفاعية بسِمة مشتركة عند تصنيع الصواريخ ومجموعات التوجيه والذحيرة الذكية وغيرها... وهذه السمة بلا شك هي البطارية الحرارية، وعلى الرغم من أن هذه السمة غير معروفة لدى العامة، إلا ان متابعي القطاع عن كثب على علم بمدى أهميتها.

أُنتِجَت البطاريات الحرارية بقدرات محلية وأيادي وطنية، وبلغت تكلفتها حوالي 91 مليون دولار في تركيا، ولأن تطويرها يعتمد بشكل أساسي على الجانب التكنولوجي كان من الصعب نقل هذه التكنولوجيا من بلد إلى آخر، وإذا رغبت أي دولة باستيراد بطارية حرارية ينبغي عليها تقديم معلومات مهمة عن المنتج الذي تريد  تصنيعه للبلد المُصدّر، ومن الممكن جدا أن يقابل طلب أي دولة لاستيرادها بالرفض بناء على المعلومات المقدمة، لذلك ليس بإمكان أي دولة الحصول على بطارية حرارية وقتما  تشاء. ومن هنا تنبع أهمية هذا المشروع.

اطلعت قناة TRT، أثناء جولتها في مركز إنتاج البطارية الحرارية التابع لمبنى “توبيتاك ساغ”، على مراحل إنتاجها، كما تلقت معلومات من مدير معهد توبيتاك ساغ، غورجان أوكوموش، عن النجاح الذي تم الوصول إليه إلى اليوم في هذا المجال، حيث تستخدم البطارية الحرارية كمصدر رئيسي لطاقة الصواريخ، ومصدر طاقة احتياطي للطوارئ في قطاع الطيران، الذي بدأت تركيا باستخدامه عام 2002.

صرح أوكوموش، بأن تركيا بذلت جهودا حثيثة لتطوير تكنولوجيا البطارية الحرارية بدأتها في عام 2002، وإلى يومنا هذا تم تصميم ما يقرب من 250 تصميما للبطارية الحرارية، مما ساهم في توفير 91 مليون دولار من خزينة الدولة عبر إنتاج البطاريات الحرارية محليًا.

أجاب أوكوموش على سؤال: ما هي الأهمية الإستراتيجية للبطارية الحرارية؟ بقوله: "في الواقع إن البطارية الحرارية منتج مفضل، لما تمتاز به من كونها مصدر طاقة في الصواريخ ومجموعات التوجيه وذخيرة المدفعية الموجهة، وأنظمة إطلاق مقاعد الطائرات، وأنظمة طوارئ الطائرات المقاتلة، وتطبيقات الطيران المدني، والصمامات، والخلاطات الصوتية”.

ذكر أوكوموش الميزات الاستراتيجية والتكنولوجية للبطاريات الحرارية، مشيرا إلى أن عدد الدول المنتجة للبطاريات الحرارية ذات المعايير العالية، التي توصف بأنها (منتج لا بديل له)،  محدود للغاية، وقال: “لا يمكن توفير هذا المنتج المطور تكنولوجيًا بنقله من بلد إلى بلد”.

أضاف أوكوموش: “لذلك كان أمامنا خياران إما أن نشتريها أو نصنعها بأنفسنا، إذا لم نكن دولة مصنعة لن تتمكن من إنتاجها، وبغض النظر عن تكلفتها عند استيرادها، فهي ليست منتجا يمكننا شراؤه وقتما نشاء. في الأعوام الأخيرة ازدادت صعوبة شرائها، ووُضِعَت شروط مختلفة على شرائها من الخارج، خاصة لاستخدامها في مجال الصناعات الدفاعية”.

وأوضح أوكوموش أن "شراءها من الخارج يستوجب تقديم معلومات عن المنتج الذي تريد استيراد البطارية الحرارية لصناعته. نخطيء عند قولنا إننا نريدها لأنها (قلب الذخيرة)، فشراؤها من الخارج يعني مشاركة الميزات الأساسية للذخيرة الوطنية مع الآخرين. كنا نستوردها من الخارج، أما الآن نستخدم البطاريات الحرارية المُصنّعة بشكل تام في توبيتاك ساغ، ضمن نطاق تطوير صناعة الدفاع الوطنية والمحلية”.

أعرب أوكوموش عن أن تركيا تعد من الدول القليلة القادرة على إنتاج البطاريات الحرارية قائلا: "طالما أننا قادرون على تصنيع البطارية الحرارية فلدينا القدرة على تصديرها. لقد وصلنا إلى اليوم الذي بدأنا فيه بتصدير البطاريات الحرارية المنتجة محليا بكميات كبيرة منذ عام 2008 - 2009، إلى العديد من البلدان، وتم تسجيل دولة ألمانيا كأول زبون لنا في هذا المجال”.

ذكر أوكوموش أنه تم مؤخرا توقيع طلبيات لبيع البطاريات الحرارية فيما بين تركيا ودول الأتحاد الأوروبي، وقال: "بصفتنا توبيتاك ساغ، فاعتبارا من اليوم تمتلك دولتنا القدرة على الإنتاج بأعداد كبيرة لتلبية جميع احتياجاتها بمفردها وللتصدير أيضا”.

أنهى أوكوموش حديثه بقوله: “تهيمن كل من أمريكا وفرنسا على إنتاجها، كما أن هناك 4 أو 5 دول حول العالم يمكنها إنتاجها بهذه المعايير العالية، وكذلك لدينا في تركيا القدرة على الإنتاج و تلبية كل طلب، بإمتلاكنا الكفاءة التكنولوجية والبنية التحتية، التي تمكننا من جعل البطارية الحرارية مناسبة لكل بلد وكل منتج مطلوب”.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!