ترك برس

تمكنت فرق البحث والإنقاذ من تحقيق معجزة بإنقاذها شخصا اسمه أحمد، ويبلغ من العمر 55 عاما، بعد 33 ساعة من وقوع الزلزال، من تحت أنقاض عمارة "رضا باي" المدمرة بشكل تام، وتم نقله بالنقالة على الفور إلى مستشفى جامعة إيجة.

وقد وقع زلزال بقوة 6,6 درجة، على سواحل مدينة "سفري حصار" التابعة لولاية إزمير غرب تركيا، وكانت منطقة "بايراكلي" القريبة من أكثر المناطق تضررا بالزلزال، ولا تزال جهود فرق البحث والإنقاذ مستمرة في عدة مبان بالمنطقة.

كانت فاطمة تولو، البالغة من العمر 53 عاما، من الأشخاص الذين تم إنقاذهم من تحت الأنقاض بعد 15 ساعة من مواصلة جهود فرق البحث والإنقاذ، وتم إخراجها من تحت أنقاض عمارة "يلماز أربك".  

كما تم إنقاذ غولتشين أيكوت سويدان، البالغة من العمر 35 عاما، من تحت انقاض عمارة "يلماز أربك" أيضا، بعد تحديد موقعها في الأسواق الموجودة في الطابقين السفليين المدمرين بالعمارة، بعد 16 ساعة من مواصلة جهود فرق البحث والإنقاذ، ونُقِلَت على الفور إلى مستشفى جامعة إيجة. 

كما تم إنقاذ إينجي أوكان، البالغة من العمر 16 عاما، من تحت أنقاض عمارة "رضا باي"، بعد 17 ساعة من قبل أدانور دوغان، موظفة وزارة الصحة التي طلبت منها إينجي أن تمسك بيديها قائلة: "أبلة، أنا خائفة جدا، هلّا أمسكتِ بيدي).

استمرت أعمال إنقاذ إينجي، لمدة سبع ساعات، بينما كانت دوغان، التي قدمت مع فريقها من ولاية أكسراي فور سماع خبر الزلزال، تعمل على تهدئة إينجي، وتتدخل طبيا لفتح الشرايين كي لا تتضرر بشكل كبير أثناء انحصارها.

وفي حديث لوسائل الإعلام، قالت دوغان: "سمعنا خبرا عن إينجي، وسمعنا صوت كلبها أيضا، كانت بمفردها بالمنزل أثناء وقوع الزلزال، وفور وصولي تحدثت إليها هاتفيا باستمرار كي لا تنام، فأخبرتني أنها خائفة وتشعر بالبرد، وأن علينا أن ننقذ كلبها أيضا، دخلنا إلى تحت الأنقاض زاحفين، وتمكنا من إنقاذ كلبها أولا، ثم وصلنا إليها، وقد كانت خائفة جدا، فقمت بتهدئتها، وطلبت مني أن تمسك بيدي فقلت لها أمسكيها بالطبع، ولا يمكن تعريف أو وصف إنقاذ حياة إنسان فقد شعرت بشعور مختلف، بالتأكيد تقطعت شرايينها كونها في مكان ضيق، كان تدخلي طبيا صعبا جدا لكنه مهم لإنقاذ حياة إينجي، تحدثت معها قليلا فهدأت، فسألتني: (هل ستشفى جروحي؟ فأنا لا أستطيع تحريك ساقاي)، وكانت في وضعية نصف جلوس".

تم إنقاذ الأم سحر درلي برنتشك، البالغة من العمر 38 عاما مع أطفالها الأربعة، وهم التوأم ذو العشرة أعوام أزل وألزم، وأوموت ذو السبعة أعوام، وإيليف ذات الثلاثة أعوام، بعد 23 ساعة من وقوع الزلزال، من تحت أنقاض عمارة "دوغانلار" في منطقة "بايراكلي". 

تواصلت فرق البحث والإنقاذ مع العائلة بعد أن رصدت أصواتهم في الطابق الثالث حوالي الساعة السابعة صباحا، حيث سُمِعَ رد على نداء الفرق المتواجدة في عمارة دوغانلار "إذا سمعتم صوتنا اطرقوا ثلاث مرات" بعد حوالي 21 ساعة من وقوع الزلزال، وتركزت جهود الإنقاذ في غرفة المعيشة والمطبخ. 

وصل الفريق إلى الأم والأطفال بعد 23 ساعة، مشكلا ممرا تحت الأنقاض لمرورهم واحدا تلو الآخر بالنقالة.

وقد زار وزير الزراعة والغابات بكير باكدميرلي، برفقة زهرة زومروت سلجوق، وزيرة الأسرة والعمل والخدمات الاجتماعية، وبن علي يلدريم، رئيس الوزراء السابق والنائب من حزب العدالة و التنمية في إزمير، بزيارة جرحى الزلزال الذين يتلقون علاجهم في مستشفى كلية الطب في جامعة إيجة في 31 تشرين الأول/ أكتوبر، متمنين لهم الشفاء العاجل. 

ذكر باكدميرلي، أثناء زيارته للمصاب بوس هاسيلماز، الذي تحدث معه هاتفيا طوال الليل أثناء تواجده تحت الأنقاض وممازحته له: "سأصدر صوت القطة وأنت أرسل صوت الكلب واعثر علي، لقد بكى وتألم كثيرا عندما تلقى خبر وفاة والدته، لكنه سيتجاوز هذه المرحلة بالتأكيد، كما زرت جميع المصابين، حتى الصغار منهم الطفل أردام اونال، ذو الثمانية أعوام الذي كسرت ذراعه، لم يكن أهاليهم بجانبهم لكنني زرتهم بصفتي أبا لهم، كما أن الرئيس رجب طيب أردوغان، زار منطقة الزلزال بالطائرة واطلع على الوضع".

كما قام وزير الصحة فخر الدين كوجا، وضياء سلجوق وزير التربية والتعليم الوطني، وحمزة داغ نائب رئيس حزب العدالة والتنمية بزيارة لمنطقة الزلزال و للجرحى في مستشفى إيجة صباح يوم 1 تشرين الثاني/ نوفمبر.

زار الوزير كوجا في المستشفى، الفتاة إينجي أوكان التي تم إنقاذها بعد 17 ساعة من الزلزال، متمنيا لها الشفاء العاجل ومقدرا إياها على شجاعتها، وقالت للوزير: "كنت سعيدة لأن والدي لم يكن معي في المنزل، أنا صغيرة وباستطاعتي أن ألتف بجسمي".

من الجدير بالذكر، أن حصيلة ضحايا الزلزال، الذي حصل يوم الجمعة 30 أكتوبر 50 فقيدًا و896 جريحًا.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!