ترك برس

نظراً لموقع تركيا الجغرافي وبحكم وقوعها على الصدع الذي تلتقي فيه صفائح الأناضول التكتونية بالصفائح الأوراسية، تعرضت عبر تاريخها الحديث والقديم للعديد من الزلازل المدمرة.

وشهدت تركيا، الجمعة، آخر هذه الزلازل في ولاية إزمير، غربي البلاد، والتي أسفرت حتى الآن، عن سقوط  58 قتيلا و896 مصابا، مازال نحو 200 منهم يتلقون العلاج في مشافي البلاد.

وأمام هذه الكم الكبير من الزلازل، تتخذ الحكومات التركية إجراءات تتجسد في التشدد بشروط السلامة المعمول بها في معاملات البناء وعدم منح التراخيص لبناء أي منشأة أو تزويد القائم منها بالخدمات دون إثبات جهوزية المبنى لمواجهة الزلازل والهزات الأرضية، التي يعد الخفيف منها حدثا معتادا في تركيا.

كما تفرض القوانين التركية ضريبة إلزامية لتغطية التأمين على كافة المباني من الحرائق والغرق وانفجارات الغاز، تحت مسمى ضريبة الزلازل والبراكين، والتي يتعارف عليها في الشؤون العقارية التركية باسم ضريبة "داسك" (DASK).

وقالت المحامية صدف دالكيليتش، وهي مديرة إحدى شركات التأمين في إسطنبول، إن الدولة ومن خلال هيئات الحكم المحلي والبلديات تتشدد في تطبيق هذه الضريبة الإلزامية لفتح اشتراكات الماء والكهرباء وغاز التدفئة أو الطبخ، بغض النظر عن طبيعة ترخيص المؤسسة التي تتقدم للحصول عليها، سواء كانت مؤسسات تجارية أو سكنية أو صناعية.

وأشارت "دالكيليتش" إلى أن هذه الضريبة قد فرضت بعد زلزال إزميت الشهير الذي ضرب حوض بحر مرمرة الداخلي في أغسطس/آب 1999، وأوقع أكثر من 17 ألف قتيل ودمارا هائلا في المباني والمنشآت، وفقاً لما نقله تقرير لـ "الجزيرة نت."

وأوضحت أن الحكومة التركية تضع مواجهة الزلازل في مقدمة المعايير التي ترفقها بشروط العطاءات الإنشائية في كل مزاد للبناء، كما هي الحال في مدينة "باشاك شهير الطبية" التي افتتحت قبل عدة أشهر بمدينة إسطنبول، واعتبرت مقاومة غرف الكشف والمعاينة والعمليات الجراحية المقاومة للزلازل، من أهم ميزاتها.

وفي ظل حكومات حزب العدالة والتنمية، توجهت مشاريع التمدد العمراني إلى التوسع أفقيا والزحف بعيدا عن مراكز المدن لتقليل الضغط السكاني على الأحياء القديمة، حيث بذلت بلدية إسطنبول الكبرى على سبيل المثال خلال السنوات الماضية جهودا كبيرة لنقل الثقل السكاني إلى أحياء بعيدة عن مضيق البوسفور وحولتها إلى مدن حديثة، مثل باشاك شهير وأتاكنت وبهجة شهير.

ويمثل مشروع "التحول الحضري" الشامل، الذي يعتمد على تحديث المناطق السكنية وتحسين جودة بنائها وهدم المتهالك منها وإعادة تأسيسه وفقا لمعايير السلامة وفي مقدمتها مقاومة الزلازل، أحد الإجراءات الحاسمة التي لجأت لها الحكومات التركية لمواجهة مخاطر الزلازل المدمرة.

أتاي كوتش، وهو مهندس مدني، قال إن الدولة قطعت خطوات كبيرة في المشروع الذي أعلنت عنه في عام 2014، والذي كان يهدف إلى هدم 6 ملايين منزل في عموم أرجاء تركيا وإعادة بنائها لمواجهة مخاطر الزلازل، لكنه أشار إلى حاجة البلاد إلى تحديث هذا المشروع بالنظر إلى تقادم أعداد إضافية من المباني.

وأوضح أن هذا المشروع استند إلى تشريعات حكومية تضمن تشجيع أصحاب المباني على قبول الإجراءات الحكومية من بينها إعفاء هذه المباني من الرسوم الضريبية وتوفير مساكن مستأجرة مؤقتة على حساب الدولة.

كما لفت إلى أن التقديرات الحكومية تشير إلى وقوع نحو 20 مليون مبنى في دائرة خطر الزلازل من بينها 6.7 ملايين منزل تحتاج إلى تجديد تضم 1.5 مليون منزل تتطلب الاستبدال عاجلا، وهو عدد المنازل ذاته الذي أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن عزم الدولة تجديده بعد زلزال إزمير.

وإلى جانب مشروع "التحول الحضري" تهتم الحكومة التركية بمعالجة الآثار العمرانية والإنشائية الناجمة عن الزلازل عبر إزالة الأنقاض وإعادة تنشيط المناطق المتضررة، كما هي حال جامع "السلطانة مهرمة" في منطقة الفاتح بإسطنبول، الذي عاد إلى الحال التي كان عليها قبل انهيار أجزاء واسعة منه في زلزال عام 1999 الشهير.

التاريخ الزلزالي

وبحكم وقوعها على الصدع الذي تلتقي فيه صفائح الأناضول التكتونية بالصفائح الأوراسية، تعرضت تركيا عبر تاريخها الحديث والقديم للعديد من الزلازل المدمرة، وفيما يلي سرد لأهمها خلال القرنين الحالي والماضي:

- زلزال أرزينجان، وقع بتاريخ 26\12\1939 وبلغت قوته 7.9 – 8 درجات وأسفر عن مقتل 30 ألفا.

- زلزال توكات ومركزه أربا، وقع بتاريخ 20\12\1942 بقوة 7.1 وأسفر عن سقوط 3 آلاف قتيل.

- زلزال توسيا، وقع بتاريخ 26\11\1943 بقوة 7.6 وأسفر عن مقتل 4 آلاف شخص.

- زلزال بولو – غردا، وقع بتاريخ 01\02\1944 بقوة 7.3  وبلغ عدد القتلى قرابة 4 آلاف.

- زلزال يانجا غونن، وقع بتاريخ 18\03\1957 بقوة 7.2 وأسفر عن مقتل 265 شخصا.

- زلزال أبانت، بتاريخ 26\5\1957، وأسفر عن مقتل 52 شخصا.

- زلزال فارتو، بتاريخ 19\08\1966، وأسفر عن مقتل 2395 شخصا.

- زلزال وادي مدرونو 22\07\1967، وأسفر عن سقوط 89 شخصا.

- زلزال جديز، بتاريخ 28\03\1970، بقوة 6.9 وأسفر عن 1086 قتيلا.

- زلزال بنغول، بتاريخ 22\05\1971، بقوة 6.9 وأدى لمقتل أكثر من ألف شخص.

- زلزال ليجي، بتاريخ 06\09\1975 بلغت شدته 6.7 وأسفر عن مقتل 2350 شخصا.

- زلزال وان، 24\11\1976 بلغت قوته 7.3 وأسفر عن سقوط 5290 شخصا.

- زلزال أرضروم، 30\10\1980 بلغت قوته 6.9 وأسفر عن سقوط 1340 قتيلا.

- زلزال مرمرة "إزميت"، وقع بتاريخ 17\08\1999 بقوة 7.6 وأسفر عن سقوط أكثر من 17 ألف شخص.

- زلزال أرجيس، بتاريخ 23\10\2011 بلغت شدته 7.2 وأسفر عن مقتل 523 شخصا.

- زلزال إسطنبول بتاريخ 26\09\2019 بلغت قوته 5.8 أسفر عن 43 جريحا.

- زلزال إيلازيغ بتاريخ 24\01\2020، بلغت قوته 6.7 وأسفر عن سقوط 41 قتيلا.

- زلزال إيران، بتاريخ 23\02\2020 بلغت شدته 5.7 وأسفر عن سقوط 9 قتلى في ولاية وان التركية.

-  زلزال إزمير بتاريخ 30\10\2020، بلغت قوته 7 درجات وأسفر عن 43 قتيلا حتى الآن.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!