ترك برس

بعد مفاوضات 28 عاماً فاشلة، بات واضحاً أن لا حل سياسياً لأزمة جنوب القوقاز، وأن الحل سيكون عسكرياً في شق كبير منه، وسياسياً دبلوماسياً في الشق المتبقي، بحسب ما كتبه الباحث في شؤون آسيا الوسطى والقوقاز د.باسل الحاج جاسم، وأضاف: حيث كشفت المعارك الأخيرة عن فشل الأساليب السياسة القديمة، وعندما تستعيد باكو نسبة أكبر من أراضيها، ستكون مهمة الوسطاء في هذا النزاع أسهل، مع ضمان عودة مليون لاجئ أذري إلى أراضيهم.

وأكد الحاج جاسم  ان حرب جنوب القوقاز ستدخل التاريخ؛ إذ إنه لأول مرة تستطيع دولة على الخريطة بعد الحرب العالمية الثانية استعادة أراضيها المحتلة بعد فشل 28 عاماً من المفاوضات، وتصبح قرارات مجلس الأمن والقرارات الدولية قابلة للتنفيذ، عندما تتوفر القوة والرغبة، والثانية مرتبطة بالأولى.

وإنه بعد انتهاء القتال، لا بد من اتفاق سلام حقيقي بين الشعبين الأذري والأرمني، ومن المستحيل تخيل حل لنزاع ناغورنو قره باغ من دون موسكو، حيث إن مهمة إحلال سلام دائم في المنطقة تقع في النهاية على عاتق روسيا، وفي المراحل اللاحقة على تركيا أيضاً، فالدولتان لهما تأثير كبير على أطراف النزاع باكو ويريفان، وتربطهما علاقات تاريخية بالشعبين الأذري والأرمني.

و كلام الخبير في العلاقات الروسية التركية  د.باسل الحاج جاسم جاء في مقاله المنشور في الثامن من تشرين الثاني، نوفمبر الجاري في صحيفة اندبدنت عربية، تحت عنوان " هل اقتربت حرب أرمينيا وأذربيجان من مراحلها النهائية؟" و قبل أيام من توقيع الاتفاق بين باكو و يريفان برعاية موسكو و تنسيق مع أنقرة ، حيث تطرق الحاج جاسم في مقاله بإيجاز الى الانحياز الفرنسي في نزاع أرمينيا و أذربيجان .

الواضح اليوم أن موسكو وحدها "حتى الآن" باستطاعتها أن تلعب دورَ وسيط مؤثراً في أزمة جنوب القوقاز، وتدعو الأطراف إلى التفاوض في الوقت الذي نجد فيه واشنطن مشغولة بملفات داخلية وقضايا أكثر أهمية، مع ظهور انحياز فرنسي، عبر عنه في أكثر من تصريح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وهو ما دفع أذربيجان إلى إعلان أن باريس "ليست طرفاً محايداً".

ويصعب النظر إلى التحرك الدبلوماسي الفرنسي حيال نزاع القوقاز فحسب من خلال تأثير اللوبي الأرمني في فرنسا، حيث نلاحظ ماكرون معارضاً لأنقرة في البحر المتوسط، وكذلك الموقف الفرنسي من الخلافات التركية – اليونانية، وقضية قبرص المعقدة، والمواجهة في ليبيا، ودعم باريس الإرهاب الانفصالي في الجمهورية العربية السورية، ويبدو أن ماكرون يحاول استخدام الصراع في قره باغ لتعزيز موقع بلاده داخل الاتحاد الأوروبي.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!