ترك برس

كان المهاجرون الأفارقة المقيمون في إسطنبول إلى وقت قريب يفضلون منطقة تارلاباشي، لكن نقطة تركيزهم انتقلت مؤخرًا إلى منطقة أسنيورت. وقد أجرى مراسل قناة "تي ري تي خبر" تقريرا عن حياة المهاجرين الأفارقة في أسنيورت، القادمين إلى تركيا للحصول على حياة أفضل، وكانت إسطنبول عنوانهم الأول.

جوليوس كوغور مهاجر أفريقي، لدى سؤاله عن سبب تفضيله لأسنيورت، أجاب قائلًا: "حاليا، يقيم الجميع في أسنيورت وبيليك دوزو وأفجيلار وبويوك تشكمجة، أما لماذا؟ فلأنها نظيفة للغاية وجميلة جدا وهواؤها لطيف وأسعارها أرخص من غيرها من المناطق".

يقضي معظم الأفارقة وقتهم في أسنيورت ولا يخرجون منها بسبب تأثير وباء كورونا، كما لم يعد باص تقسيم المرقم 76D، يمتلئ بالأفارقة الذين كانوا يركبونه باستمرار للانتقال إلى وسط المدينة، كما أن لكل أفريقي في شوارع أسنيورت حكاية مختلفة وحلم مختلف عن الآخر.

أشار إمانويل كوارتينج، أحد الأفارقة المقيمين في أسنيورت، إلى أن اللغة التركية هي أكبر المشاكل التي تواجه الأفارقة المقيمين في هذه المنطقة، وقال: "نسبة تعلمي للغة التركية 40%، ولا أعرف أكثر من ذلك. إنه أمر طبيعي إلا أنني أرغب بتعلم المزيد، في كل يوم أتعلم لوحدي، وكل يوم يقال لي (هل تفهم؟)، والمشكلة الأكبر في تركيا هي اللغة التركية".

أما دانييل فرانسيس، وهو مهاجر آخر، فقد وجد صعوبة في العثور على منزل من وقت لآخر، لعدم رغبة مالك المنزل بتأجير الأجانب، حتى أن الإيجارات ارتفعت أسعارها في الفترة الأخيرة بأسنيورت. قال فرانسيس: "أقيم في إسطنبول منذ قدومي. إنها مدينة جميلة وجيدة، لكن العثور فيها على عمل تستطيع من خلاله التوفير مع تأمين احتياجاتك مثل دفع الإيجار صعب للغاية. ورغم ذلك تظل إسطنبول مدينة ممتعة جدا. تعلم بأن الجميع يحب تركيا، لكن الإمكانيات لمواصلة الحياة المادية قليلة، ومن الصعب علينا كأفارقة العثور على عمل".

أشار الحلاق تشارلز تشورش، إلى عمل الأفارقة بالحلاقة والبقالات والمطاعم، وقال: "أقوم بنفس عملي في أفريقيا، لكن الأمر هنا مختلف جدا، لأنه يتطلب المزيد من الإتقان والمهارة. في أفريقيا من الطبيعي أن أقص شعر الزبون بسهولة وسرعة، أما هنا يطلب مني الكثير مثل صبغ الشعر وعمل الحواجب وتنعيم الشعر و...".

يتابع الحلاق تشورش حديثه مع المراسل قائلًا: "سألتني (هل تحب إسطنبول؟) أقول لك نعم، لأن حياتي هنا وزوجتي تركية من وان، ولدينا ثلاثة أطفال. سألتني (هل إسطنبول جيدة بالنسبة لك؟)، أقول لك نعم جميلة جدا وجيدة بالنسبة لي، ويوجد فيها كهرباء، أما في أفريقيا لا يوجد كهرباء. هل تسمعني أخي؟ هل تفهمني؟ لا يوجد لدينا كهرباء، لكن هنا يوجد كهرباء. العمل يسير على ما يرام لكنه يتوقف إذا انقطعت الكهرباء. لذلك يعجبني العمل هنا".

يقيم فريق كرة قدم أفريقي في أسنيورت، وفي الواقع يوجد 12 فريق كرة قدم أفريقية للهواة في إسطنبول، جميع لاعبيها من الأفارقة المحترفين، الذين يواصلون لتدريباتهم اليومية بالرغم من تأجيل دوري الهواة بسبب وباء كوفيد 19، للاستعداد ليوم عودة الدوري.

تركيا بالنسبة للبعض منهم وطن ثاني وبالنسبة للبعض أرض غريبة يكافحون للتأقلم مع العيش فيها، لكن أرض تركيا بالنسبة لهم جميعا تمثل الأمل.

جوليوس كوغور، وصل إلى تركيا بعد أن عاش لفترة من الوقت في أيدي تجار البشر، ومثله كثيرون، كما يوجد من يقوم بالرحلة وهو مقيد اليدين بخيوط قطنية. يقول كورغور: "لا أعلم كم عدد الأشخاص الأفارقة الذين ماتوا بالبحر، لقد مات الآلاف غرقا بالبحر، مات الطفل والأم والأب والكثيرون".

يبلغ عدد الأفارقة المقيمين في إسطنبول حوالي 70 ألفًا، ارتبطوا بتركيا ويفضل كثير منهم البقاء فيها بدلًا من الذهاب إلى أوروبا، التي تتصاعد فيها العنصرية والتمييز لأسباب عديدة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!