ترك برس

قالت صحيفة " جيروزاليم بوست" الإسرائيلية إن التجالف الإستراتيجي الناشئ بين تركيا وباكستان ستكون له تداعيات مهمة على كل من الشرق الأوسط وجنوب آسيا، مشيرة إلى أن التقارب بين البلدين يثير مخاوف من أن تتحول تركيا إلى دولة نووية بمساعدة باكستان

وكتب جوناثان سباير الزميل في معهد القدس للدراسات الإستراتيجية، في تحليل نشرته الصحيفة أن التقارب المتزايد بين تركيا وباكستان مبني على أسس عميقة، فهما تتبعان نفس المسار،  وكلاهما كانا حليفا للولايات المتحدة والغرب خلال الحرب الباردة.

وأضاف أن البلدين ابتعدا عن هذا الموقف في العقدين الماضيين ، وأصبحا بعيدين بشكل متزايد عن واشنطن، والأهم من ذلك ، يسعى كلاهما إلى مواءمة بديلة لعلاقاتهما السابقة مع الغرب ، ففي وقت يتزايد فيه الاستقطاب العالمي تتجه إسلام أباد وأنقرة نحو تقارب أكبر مع الصين.

ووفقا للباحث الإسرائيلي، فإن العلاقات المتنامية بين البلدين تأخذ أشكالا عدة، أولها شراء الأسلحة، إذ إن تركيا الآن هي رابع أكبر مصدر للأسلحة لباكستان ، حيث تسعى إسلام أباد إلى بدائل للغرب لمصدر أسلحتها.

وأوضح أن باكستان بصدد شراء أربع سفن كورفيت MILGEM تركية الصنع من شركة أسفات التركية، كما أنها طلبت شراء 30 طائرة هليكوبتر من طراز T-129 ATAK. وتصل التكلفة الإجمالية للطلبات التي قدمتها باكستان لشراء أنظمة أسلحة تركية إلى 3 مليارات دولار.

ورأى أن أهمية هذه العلاقة تتجاوز العوامل الاقتصادية والتجارية، حيث إن  تقليل الاعتماد على أنظمة الأسلحة الغربية يعد  طريقة لتوسيع الخيارات أمام البلدين.

ويلفت إلى أن التقارب المتزايد  يظهرأيضًا في المجال الدبلوماسي، إذ أعرب مسؤولون باكستانيون كبار عن دعمهم لتركيا في نزاعاتها بشأن التنقيب عن الغاز في شرق البحر المتوسط. وجرت خلال العام الماضي سلسلة من التدريبات البحرية المشتركة في البحر الأبيض المتوسط ​​، بمشاركة أساطيل البلدين ، كما أجريت تدريبات مشتركة مماثلة في المحيط الهندي.

وفي المقابل بدأت تركيا في دعم المطالب الباكستانية في كشمي، وهي خطوة تثير القلق في نيودلهي ، حيث قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في شباط / فبراير 2020 إن القضية مهمة لتركيا كما هي لباكستان.

ويشير الباحث إلى أن الشراكة الاستراتيجية بين أنقرة وإسلام أباد  تثيرمخاوف في المجال النووي.

وأوضح أن تركيا تمتلك حاليًا مفاعلين نوويين ، Tr-1 و Tr-2 ، تديرهما هيئة الطاقة الذرية التركية، وتركيا لديها رواسب غنية من اليورانيوم، فهي تمتلك الإرادة والمواد الخام لتطوير قدرة نووية، لكنها تفتقر حاليًا إلى المعرفة المطلوبة فقط

وفي المقابل فإن باكستان قوة نووية  تملك 160 رأسا حربيا منتشرة، ولم توقع على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية ، وتمتلك هذه المعرفة.

ووفقا للباحث، فإن التحالف بين باكستان وتركيا بدأ في الظهور في مشهد استراتيجي سريع التغير، حيث  لم يعد بالإمكان الاعتماد على البنية الأمنية القديمة التي قادتها الولايات المتحدة في فترة ما بعد الحرب الباردة.

وبين أن الأحداث الكبرى التي شهدتها المنطقة على مدار العقد الماضي، من الحرب الأهلية السورية ، والثورة والثورة المضادة في مصر ، والتنافس على موارد الغاز في شرق البحر المتوسط ​​- كانت الولايات المتحدة غائبة بشكل ملحوظ لأنها تعيد ضبط أولوياتها.

ورأى أن أنقرة وإسلام أباد تحرصان على ربط طموحاتهما بالتقدم الاستراتيجي للصين. تعتبر تركيا ذات أهمية بالنسبة لبكين كمحور نقل في الطريق إلى البحر الأبيض المتوسط ​​وإلى أوروبا ، وكدولة ذات أولوية للاستثمار في البنية التحتية.

وأضاف أن علاقات باكستان مع الصين عميقة وطويلة الأمد ، تتعلق بالتنافس الجيوسياسي المشترك مع الهند. وكانت باكستان هي المستفيدة من استثمارات بقيمة 11 مليار دولار ، في إطار مبادرة الحزام والطريق الصينية.

وخلص إلى أن الإعلان المشترك لوزراء خارجية تركيا وباكستان وأذربيجان تم التوقيع عليه في إسلام أباد في 13 يناير بشأن كشمير ونزاع بحر إيجه وقبرص والصراع بين أرمينيا وأذربيجان، هوتلخيص مفيد للواقع الحالي للتآزر التركي والباكستاني.

وأردف أن محور أنقرة - إسلام أباد مهيأ لتشكيل وجود مهم وقوي على رقعة الشطرنج الجيوسياسية المعقدة في غرب وجنوب آسيا.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!