ترك برس

سجل برنامج "إيشيك توتانلار" على إذاعة "TRT1" مقابلة مع عالم النفس التركي دوغان جوجال أوغلو قبل وفاته، وكان من المقرر أن تبث المقابلة عند اساعة 20:30-21:00 يوم 17 شباط/ فبراير الحالي.

توفي العالم جوجال أوغلو عن عمر ناهز 83 عامًا، في منزله بمنطقة بشيكتاش بإسطنبول، وقد اتصلت زوجته بالفرق الصحية بعد عودتها من السوق ورؤيته واقعا على الأرض بلا حراك، وحدّد سبب الوفاة نزيف في الدماغ إثر سقوطه على الأرض.

كرس جوجال أوغلو حياته لخدمة الإنسانية لآخر لحظة، وكتب العديد من المؤلفات والدراسات، وتحدث في ندوات بمجال علم النفس والتواصل والتنمية البشرية.

في حديثه الأخير، لفت جوجال أوغلو الانتباه إلى أهمية المشاعر قائلا: "أقترح أن يراقب أي فرد مشاعره حتى يدرك معنى حياته ويكتشفه، ويوجهه في رحلة ذات مغزى وقوة وحماسة، ثم ستخبرك مشاعرك هل تسير في الطريق الصحيح أم الخاطئ. هكذا خلقنا الله، فلو كنت تشعر بالحزن في داخلك، هل ستلاحظ انفصالك عن جوهرك ولو دقيقة واحدة؟ وهل ستدرك أنك ستحيد عن الطريق كمبعوث قادم".

تطرق جوجال أوغلو إلى الوباء وأهمية قضاء  العوائل وقتها بما يتناسب مع الحياة في المنازل قائلا: "يقول المثل (في كل مصيبة خير)، وبالتأكيد هذا صحيح، إذ ينبغي على كل فرد تنظيم الوقت الذي يقضيه مع عائلته، وتنظيم وقت عمله، مع إنشاء هيكل جديد بحيث يعرف كل واحد وظيفته، يا ترى هل بذل كل واحد جهدا في تقديم أفضل ما لديه؟... وما هي الأشياء التي يمكن فعلها بشكل أفضل؟ ماذا تعلمت اليوم؟ أعتقد أنها فرصة لتطوير الإمكانيات".

نبذة عن العالم جوجال أوغلو 

ولد دوغان جوجال أوغلو، في عام 1938 بمنطقة سيليفكه بمرسين، وكان آخر طفل لعائلة لديها 11 طفلا، وفقد والدته وهو في العاشرة من العمر. أنهى مرحلته الدراسية الإعدادية في سيليفكه، ثم واصل تعليمه في أنقرة وكيركلارلي مع إخوته الذين كانوا ضباطا في أنقرة، وحصل على شهادة الثانوية العامة من كيركلارلي.

وبتوجيه من معلمه جاهد أوكورار، في الثانوية، التحق بقسم علم النفس في جامعة إسطنبول، ثم أكمل دراسة الدكتوراه في جامعة "إيلينوي" في أمريكا، حيث تعرف على السيدة أميلي، المولودة في كاليفورنيا والتي كانت طالبة دكتوراه، وتزوج منها وأنجب ثلاثة أطفال هم أيشن وإيليف وتيمور.

تزوج جوجال أوغلو، الذي ترعرع في سيليفكه، من فتاة نشأت في كاليفورنيا وعاشت أسلوب حياة مختلف عما عاشه في بلده، لذلك لم يستمر زواجهما إلا 11 عاما. كتب جوجال أوغلو كتابه الأول بعنوان "إنسان إلى إنسان"، وروى فيه معاناته وتغير حياته بعد أن عاش بعيدا عن أولاده أربعة أعوام.

ثم عاد إلى تركيا و عمل أخصائي تواصل نفسي في جامعتي "هاجيتبه" و"بوغازيتشي"، وتلقى بعدها منحة 
"فولبرايت" في جامعة كاليفورنيا بيركلي، وعمل كعضو هيئة تدريس زائر في جامعة كاليفورنيا، وحصل على وظيفة بروفيسور في جامعة كاليفورنيا أيالت في مدينة فوليرتون بين عامي 1980 و1996، ثم تقاعد وترك أمريكا وعاد إلى وطنه.

منذ عام 1996، واصل جوجال أوغلو في تركيا عمله بالكتابة مؤلفا العديد من الكتب، وألقى المحاضرات والندوات، وعقد ورش عمل للطلاب والمعلمين  وأولياء الأمور ورجال الأعمال، وشارك في برامج تلفزيونية.

من المواضيع التي تناولها جوجال أوغلو في كتبه أفكار ومشاعر وسلوكيات الشعب التركي، وكان من أشهر كتبه "قصة حياة مليئة بالدموع والضحك"، الذي تمت طباعته بأعداد كبيرة، وأيضا "عند البحث عن الإنسان".

ومن كتبه الأخرى "هل أنت موجود؟"، و"معلمي هل تلقي نظرة"، و"قبل أن تتزوج"، و"تنمية الأبوين"، و"عقل الدرويش"، و"الحرية الحقيقية"، و"الطفل الذي في داخلي"، و"معدات التواصل"، و"العائلة التي تقودك للنجاح"، و"المحارب"، و"مثل البالغين"، و"ثقافة الخوف"، و"هم أبطالي"، و"امرأة واحدة صوت واحد"، و"السلوك والإنسان"، و"إنسان إلى إنسان"، و"في داخلنا"، و"كونك معلم تلمس الروح"، و"مثل الحياة".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!